هل الرب يأمر بالنذور للشيطان؟
هل الرب يأمر بالنذور للشيطان؟
يعتقد البعض أن الكتاب المقدس يعلم ويكرس العبادة للشيطان (عزازيل) بناءا على ما جاء فى سفر اللاويين 16 فهل بالفعل عزازيل هو الشيطان ؟ هل يطلق الكتاب المقدس لفظ عزازيل على الشيطان ندخل إلى الاعتراض والرد بالتفصيل :
جاء في سفر اللاويين أمر الرب لموسى هكذا : سفر اللاويين الإصحاح 5:16-10 (5 ويأخُذُ مِن عِندِ جَماعةِ بَنى إسْرائيلَ تَيسَينِ مِنَ المَعِزِ لِذَبيحةِ الخَطيئَة وكَبْشاً لِلمُحرَقَة. 6 فيُقَرِّبُ هارونُ عِجْلَ ذَبيحةِ الخَطيئَةِ الَّتي علَيه وُيكَفِّرُ عن نَفْسِه وعن بَيتِه. 7 ثُمَّ يأخُذُ التَّيسَينِ وُيقيمُهما أَمامَ الرَّبّ عِندَ بابِ خَيمَةِ المَوعِد. 8 وُيلْقي هارونُ علَيهما قُرعَتَين، إِحْداهما لِلرَّبّ والأُخْرى لِعَزازيل. 9 وُيقَرِّبُ هارونُ التَّيسَ الَّذي وَقَعَت علَيه القُرعَةُ لِلرَّبّ، وَيصنَعُه ذَبيحةَ خَطيئَة. 10 والتَّيسُ الَّذي وَقَعَت علَيه قُرعةُ عَزازيل يُقيمُه حَيّاً أَمامَ الرَّبّ، لِيُكَفِّرَ عَلَيه ويُرسِلَه إِلي عزازيلَ في البَرِّيَّة.
وعزازيل هو الشيطان كما هو معروف وكما يُعرِّفَه قاموس الكتاب المقدس هروباً من الموقف هكذا نصاً : الشيطان أو الجن في الصحاري والبراري أو ملاك ساقط (بحسب سفر اخنوخ ومعظم المفسرين الحديثين ) إنتهى بالنقل حرفياً .
فالعقلاء أسأل : هل الرب يأمر بالنذر للشيطان ؟ هل في هذا مثقال ذرة من التوحيد ؟ وأي حكمة في أن تهب للرب تيس وللشيطان تيس؟ لم يجبنا أحد حتى الآن.
الرد
* الكتاب المقدس يعلمنا العبادة والسجود لله وحده : لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».(يوحنا 8:4)
* لم يذكر في الكتاب المقدَّس اسم "عزازيل" كأحد أسماء الشيطان مثل إبليس (متى41:25)، والتنين(إش 1:27)والحية القديمة (تك3) والكاروب المنبسط(حز14:28)، والمشتكي (رؤ10:12)،.. إلخ.
*عَزازيل: اسم عبري معناه ((عزل)) وهناك عدة تفسيرات:
1) التيس الذي كان اليهود يطلقونه في البرية لعزله وفصله عن الناس (بحسب الترجمة اللاتينية الفلجاتة).
2) كلمة مطلقة: على العزل للخطيئة أو الفصل (بحسب الترجمة اليونانية السبعينية).
3) البرية أو المكان الصحراوي النائي الذي كان التيس يعزل فيه (بحسب بعض المفسرين اليهود).
*لقد كان هناك تيسان فى فرائض يوم الكفارة العظيم التيس الذى خرجت علية القرعة للرب كان يقدم ذبيحة خطية ويأخذ خطايا الأمة من أمام الله وأما التيس الآخر تيس عزازيل فكان يأخذ الخطايا من على ضمير الشعب وهذا هو السبب فى أن هارون كان يضع يديه على رأس التيس الحى ويقر بكل ذنوب بني اسرائيل ويجعلها على رأس التيس ويرسله إلى البرية ألى أرض مقفرة فالتيس الأول يكلمنا عن التكفير والتيس الثانى يكلمنا عن البدلية .
* إذًا " عزازيل "ليس اسمًا لشخص ولا اسمًا لشيطان، إنما سُمي هكذا من جهة المعنى والمهمة التي سيقوم بها، وهي حمل خطايا البشر وعزلها بعيدًا عنهم، إشارة إلى أن الرب يصفح عن هذه الخطايا ولا يعود يذكرها ثانية كقوله " أصفح عن إثمهم ولا أذكر خطيتهم بعد" (أر 31: 34) وكما قال داود النبي " كبُعد المشرق عن المغرب أبعد عنا معاصينا" (مز 103: 12).
مقتبس من كتاب نصوص عسرة الفهم (العهد القديم) تحت الطبع (جرجس خليل )