هل الغنى حرام ؟ (مرقس 23:10)

قال السيد المسيح " ما أعسر دخول ذوى أموال إلى ملكوت " (مر 10: 23)

فهل معنى هذا أن الغنى حرام ؟

الرد:

*لقد فسر السيد المسيح عبارته بقول " ما أعسر دخول المتكلين على الأموال إلى ملكوت الله " (مر 10: 24 9. إذن الاتكال على المال هو الخطية. وكلذلك محبة المال لمجرد كنزه والسعادة بوجوده. ولذلك قال السيد المسيح «لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ،وَحَيْثُ» ( مت 6: 19). إن الذى ينفق المال، غير الذى يكنزة فالذى يكنزه هو الذى يحبه. وقد قال الرب «لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضاً» (متى 6: 21). أما البار، فربما يمتلك المال، ولكن المال لا يمتلكه. وينفق من المال على أعمال البر، وعلى الفقراء والمحتاجين، وقد ذكر لنا الكتاب أسماء اغنياء كثيرين كانوا أبراراً، مثل ابراهيم أبى ألاباء، وايوب الصديق، ويوسف الرامى (مت 27: 57). فالمال فى حد ذاته ليس خطية. إذ يمكن استخدامه فى الخير. أما الخطية فهى فى محبه المال، والاتكال عليه، وانفاقه على الشهوات، أو كنزه بلا مبرر فى وقت يحتاج الفقراء إليه.

*فكل الذين يتكلون على الثروات العالمية على هذا النحو لا يمكنهم أن يولوا المسيح ونعمته التقدير الصحيح أما الذين لديهم ثروات طائلة ولكنهم لا يتكلون عليها يكونون بذلك قد تغلبوا على هذه الصعوبة وعلى هذا يمكنهم بسهولة التخلى عنها من أجل المسيح .كما أن أولئك الذين ليس لديهم سوى القليل فإنهم إذا ما تعلقت قلوبهم بهذا القليل فإنها ستبعدهم عن المسيح.

مقتبس من كتاب نصوص عسرة الفهم (جرجس خليل ) تحت الطبع