هل يأمر الله البشر بأكل البراز!!!؟ (حزقيال 4: 12-15)
12وَتَأْكُلُ كَعْكاً مِنَ الشَّعِيرِ. عَلَى الْخُرْءِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ تَخْبِزُهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ".وَقَالَ الرَّبُّ: "هَكَذَا يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ خُبْزَهُمُ النَّجِسَ بَيْنَ الأُمَمِ الَّذِينَ أَطْرُدُهُمْ إِلَيْهِمْ".فَقُلْتُ: "آهِ يَا سَيِّدُ الرَّبُّ, هَا نَفْسِي لَمْ تَتَنَجَّسْ. وَمِنْ صِبَايَ إِلَى الآنَ لَمْ آكُلْ مِيتَةً أَوْ فَرِيسَةً, وَلاَ دَخَلَ فَمِي لَحْمٌ نَجِسٌ".فَقَالَ لِي: "اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُ لَكَ خِثْيَ الْبَقَرِ بَدَلَ خُرْءِ الإِنْسَانِ فَتَصْنَعُ خُبْزَكَ عَلَيْهِ".
الرد
طلب الله من حزقيال النبي ان يفعل بعض الامور امام الشعب لكي يوصل اليهم رسالة نبوية تحذيرية مفادها انهم سوف يحاصرون من الاعداء (البابليين) وسوف يكون الطعام والشراب غاليا وشحيحا، وذلك تأديبا لهم لانهم تركوا الله ولم يسمعوا وصاياه.
كان مطلوبا من حزقيال ما يأتي:
* ان يضع مقادير معينة من الحبوب في وعاء واحد ليأكل منها مدة 390 يوما، ويكون شربه للماء بقدر معين.
* ان يصنع كعكا من الشعير ويخبزه على الفضلات الآدمية (مستخدما كوقود) دليلا على شدة الحصار وقوته وقلة الموارد المتاحة آنذاك.
نلاحظ أن المعترض يحاول توصيل الصورة التالية للقارئ:
يحاول توصيل الصورة وكأن حزقيال سوف يعجن الكعك مع الفضلات الآدمية، ولكن بالرجوع الى النص (العدد 12) فهو واضح يقول (تخبز) ولا يقول (تعجن) يقول (على الخرء) ولا يقول (بالخرء)
المعنى واضحا مرة اخرى (العدد 15) تصنع عليه خبزك وليس (تصنع منه خبزك)
في المناطق الريفية بصيعد مصر اعتاد الفلاحين جمع الفضلات الحيوانية (وخاصة للبقر والجاموس وخلطها بالتبن والقش لعمل وقود يستخدم في الافران، ويسمى (الجلة)، كما ان الجميع يعرف الفرق بين (العجين) و(الخبيز)، فالعجين هو اعداد الطحين المخلوط بالماء والخميرة، اما الخبيز فهو ادخال هذا العجين الى الفرن (فوق الوقود) لكي يخرج بعدها خبزا.
ولتوكيد أمر الحصار والمجاعة نقرأ آخر عددين من هذا الإصحاح:
(حزقيال4: 16-17)" 16 وَقَالَ لِي: «يَا ابْنَ آدَمَ، هأَنَذَا أُكَسِّرُ قِوَامَ الْخُبْزِ فِي أُورُشَلِيمَ، فَيَأْكُلُونَ الْخُبْزَ بِالْوَزْنِ وَبِالْغَمِّ، وَيَشْرَبُونَ الْمَاءَ بِالْكَيْلِ وَبِالْحَيْرَةِ، 17 لِكَيْ يُعْوِزَهُمُ الْخُبْزُ وَالْمَاءُ، وَيَتَحَيَّرُوا الرَّجُلُ وَأَخُوهُ وَيَفْنَوْا بِإِثْمِهِمْ»."
كل هذه التعبيرات تدل على المجاعة الشديدة:
1- كسر قوام الخبز
2- يأكلون الخبز بالوزن
3- يشربون الماء بالكيل
4- يعوزهم الخبز والماء
إذن سيحدث حصار للمدينة وهذا الحصار سيطول، وسينتج عنه إنتهاء الخشب والفحم داخل اسرائيل، ولن يجدوا ما يستخدموه في إشعال الأفران لعمل الطعام والخبز... وهنا يأتي دور العدد، الذي هو محور المقال:
(حزقيال4: 12) وَتَأْكُلُ كَعْكًا مِنَ الشَّعِيرِ. عَلَى الْخُرْءِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ تَخْبِزُهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ».
أي أنه نتيجة لعدم توافر مادة تُستخدم في احمار الأفران وإشعالها كالخشب أو الفحم، فإن اليهود سيضطرون إلى استخدام برازهم وفضلاتهم في إشعال هذه الأفران، وهذا الفعل لطالما اعتبروه نجاسة، ولم يقوموا باستخدامه على عكس بقية الشعوب الشرقيه الذين استخدموا الفضلات في احماء الأفران..