من كان يحكم الكون أثناء موت المسيح ؟
الرد
اللاهوت لا يموت وأن المسيح مات بإنفصال شقى الناسوت مع بقاء اللاهوت متحداً بهما. وإذا كان الله بلاهوته الغير محدود قد أتحد بجسدا محدود فهذا لا يعنى أن اللاهوت يمكن أن يحد أو أن الناسوت حصر اللاهوت وحده، كلا، فاللاهوت لا يحده شيئاً على الإطلاق إذ أنه مالى الكل. والرب أوضح بنفسه هذه الحقيقة قائلاً:
"وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء ابن الإنسان الذى هو فى السماء".
وهذا يعنى أنه بالرغم من تجسده إلا أنه مالئ الكل بالاهوته الذى نزل هو الذى صعد أيضاً فوق جميع السموات لكى يملأ الكل.
وهو الذى قال لتلاميذه "لأنه حيثما أجتمع إثنان أو ثلاثة بأسمى فهناك أكون فى وسطهم". قال هذا وهو بالجسد دلالة على عدم محدودية لاهوته. وقال لتلاميذه وهو صاعد بالجسد "ها أنا معكم كل الأيام إلى إنقضاء الدهر برغم صعوده بالجسد وجلوسه عن يمين العظمة فى الأعالى بالجسد لكنه موجود فى كل مكان بلاهوته.
وهكذا لما مات بإنفصال نفسه الإنسانية عن جسده الإنسانى كان لاهوته حى وموجود فى كل مكان، فقد كان الميت الحى، الميت بناسوته والحى بلاهوته.