أبى أعظم منى (يوحنا28:14)
سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي. (يوحنا 14: 28)
يقول المعترض أن رد المسيحيين على هذا النص أنه بسبب التجسد وإخلائه لذاتهقال المسيح أبى أعظم مني ، والمسيح قال أنا والآب واحد (يو10: 30)وهو فى تجسده وإخلائه لذاته أيضا فلماذا يعتبر المسيحيين هذا النص دليل على لاهوتة ؟؟
الرد
(1)كلمة “إخلاء” باللغة اليونانية هىkenosis (كينوسيس) ومعنى كلمة “أخلى نفسه” أنه أخفى مجده الإلهى بالناسوت الذى اتخذه؛ أى بالطبيعة البشرية الخاصة به؛ دون أن يفقد هذا المجد الذى كان له “قبل كون العالم” (يو 17: 5) ،وكون أنه أخفى مجده لكى يتمم الفداء، وكون أنه ارتضى أن يوجد فى الهيئة كإنسان لأنه أخذ صورة عبد واتخذ طبيعة بشرية كاملة دون أن تتغير طبيعته الإلهية فهذا معناه أنه أخلى نفسه.
(2)فى الاخلاء نجد تعبيرات عن المساواة وتعبيرات عن الخضوع لان هذه حقائق ولا تناقض بينهما ففى وقت تواضعه هو كان بطبيعته البشرية بضعفها وخاضع للآب الذي ارسله ، فيستطيع أن يقول أبى أعظم مني ، وفي نفس الوقت أيضا فى تواضعه هو كان ولا يزال مساوي للآب في الجوهر لذلك قال أنا والآب واحد ، وغفر الخطايا (مرقس 1:2-12)وأقام الميت (متى 18:9-26) وقبل السجود (متى33:14) فهو مساوي للآب فى الكرامة فمن يكرم الابن يكرم الاب لأن الاخلاء لم يكن بتركه أى شىء من طبيعتة الإلهية.
(3)الكتاب ملئ بالآيات التي تنسب له الألم والموت في الوقت الذي تدعوه فيها ابن الله، والآيات التي تنسب له أعمال الله وصفاته في الوقت التي تدعوه ابن الإنسان.
(4) يقول القديس هيلارى أسقف بواتييه " الإله الذي من ذات الله وجد كإنسان في صورة عبد ، ولكنه يعمل كإله في معجزاته ، كان في نفس الوقت إلهاً كما برهنت أعماله. ومع ذلك كان أيضاً إنساناً , لأنه وجد في صورة إنسان "