الإبن لا يعلم الساعة
(متى 24: 36) وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ.
(مرقس 13: 32) وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ إلاَّ الآبُ.
الرد:
المقصود بأن الإبن لا يعرف الساعة أى عدم الإفصاح بها للتلاميذ، وأيضاً عدم الدخول فى التفاصيل، لأنها من أمور الله، وأمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله.
(كورنثوس الأولى 2 : 11) لأَنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟ هَكَذَا أَيْضاً أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ.
فمثلا عندمايسأل الطالب المدرس عن إمتحان وضعه فيقول له لا أعرف مع أنه هو الذى وضع الإمتحان. وكأن قوله لا يعرف أى لا يعرف معرفة من يبيح الأمر.
وكما جاء فى (متى 7 : 22-23) 22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟. 23 فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!
وهنا جائت المعرفة بمعنى عدم الإعتراف بأعمالهم.
فلسفة عدم الاعلان عن الساعة واضح من المقطع الكتابي، فهو يقصد السهر وتوقع الساعة في اي وقت وفي كل وقت، فالاجابة عن السؤال (متى الساعة) لابد وان يكون بهذا المعنى، احتفظوا بالحذر والتوقع في كل ساعة واي ساعة، لانه ان اعلن عن الساعة فما هي فائدة العمل الصالح في كل وقت اذا؟؟ وما هي فائدة الحياة بالقداسة في كل وقت؟؟ اذا كنت تعرف الموعد، فاستعد له قبل حينه بدقائق، ويتساوي الجميع اذا الصالح والطالح.
في مكان آخر سأل التلاميذ نفس السؤال للسيد المسيح، وكان بعد موت الصليب والقيامة وقبل الصعود، وهنا لم يتكلم السيد المسيح بالناسوت، ولكنه تكلم باللاهوت، فكان السؤال والاجابة:
(اما هم المجتمعون فسألوه قائلين يا رب هل في هذا الوقت ترد الملك الى اسرائيل.
فقال لهم ليس لكم ان تعرفوا الازمنة والاوقات التي جعلها الآب في سلطانه) (اعمال 1: 6 - 7)
وواضح هنا من الاجابة ان مساواته للآب في الجوهر وفي العلم واضحة، فهو الذي اعلن بعد القيامة (فتقدم يسوع وكلمهم قائلا.دفع اليّ كل سلطان في السماء وعلى الارض) (متى 28: 18)
وعدم تصريحه بالوقت ليس لانه لا يعلمه ولكن لانه ليس لهم ان يعلموه.