هل نفى المسيح عن نفسه الإلوهية ؟ (يو34:10)
«أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ، وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ، 36فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ، أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: إِنِّي ابْنُ اللَّهِ؟ 37إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فَلاَ تُؤْمِنُوا بِي. 38وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ، فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ».(يو34:10-38)
قال المسيح مقتبساً من مزمور 82 «أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ».هنا ينفى عن نفسه الإلوهية فدعى اليهود بما ورد فى المذمور أنهم أيضاً آلهة ليهرب منهم!!
الرد
1-أكد المسيح كلامه لهم فى آيه36 قال ابن الله صراحة وقد قدسه الآب وأرسله للعالم 36فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ، أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: إِنِّي ابْنُ اللَّهِ؟.
أى أنه أرد أن يقول لهم إذا كان الله أطلق عليكم لفظ آلهة بطريقة رمزية وكمجموع وليس أفراد لأنكم قضاة الشعب فكم بالحري أنا الابن الذى قدسه الآب وأرسله إلى العالم الموجود فى العهد القديم ثم يؤكد من جديد بقوله لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ أنه الله وهو الآب واحد فى الجوهر وليس بالغرض أو الهدف فقط.
2- لم يقل لفظ الهة عليهم لينفى عن نفسه الإلوهية ويتهرب أو يتراجع ولكنه أكد على أقواله ولهذا أرد اليهود فى الآية 39 أَنْ يُمْسِكُوهُ فَخَرَجَ مِنْ أَيْدِيهِمْ، فلو أن المسيح نفى عن نفسه الإلوهية بعد تهديدهم بالرجم له فلماذا حاولوا أن يمسكوه ؟؟
3-ليس المقصود من آيه مزمور82 أنهم آلهة بالمعنى الحرفى بل المعنى رمزي وكمجموع وليس أفراد فالمقصود أنهم قضاة يتمموا قضاء الله على الأرض وحين أراد اليهود رجم المسيح لم يتراجع أو ينكر إلوهيته بل وبخهم على ما أرادوا فعله فقال لهم ما فى مزمور82 .
4-وبخهم أيضاً المسيح لأنهم وهم بشر أعطاهم الله لقب آلهة واذا كان هم ابن الله الذى فى فهمهم مساو لله الذى أرسله لهم متجسداً ينكرون عليه أن يقول أنا والآب واحد وأثبت بنويه بالأعمال العظيمة التى فعلها أمامهم.