هل تنبأت المزامير بنجاه المسيح من الصليب مز 69 المقال الثانى
هل مزمور 69 يشير الى أن المصلوب هو يهوذا ؟؟لان المصلوب تضرع إلى الله لكى يخلصة ولم يستجيب فندخل مباشراً الى عمق الشبهة ونقرأ ما جاء بها :
وهذا المزمور نبوءة أخرى تتناول حادثة الصلب، وهو نبوءة متحدثة عن المصلوب، فقد اقتبس منه كتاب الأناجيل، ورأوا فيه نبوءة عن المصلوب، تحققت – حسب رأيهم – في المسيح حين صلب، يقول يوحنا: ” وكان إناء موضوعاً مملوءاً خلاً، فملأوا إسفنجة من الخل، ووضعوها على زوفا، وقدموها إلى فمه، فلما أخذ يسوع الخل قال: قد أكمل ” (يوحنا 19/29-30)، أي كملت النبوءات والكتب، ومقصده ما جاء في الفقرة الحادية والعشرين من هذا المزمور، وفيها: ” ويجعلون في طعامي علقماً، وفي عطشي يسقونني خَلاًّ “، فالمزمور نبوءة عن المصلوب بشهادة يوحنا، فمن تراه يكون المصلوب : المسيح البار أم يهوذا الخائن؟
السفر وحده كفيل بالإجابة عن السؤال، وفيه يهتف المصلوب ويصرخ بيأس يرجو رحمة الله الذي لم يستجب له، فيقول: ” خلصني يا الله، لأن المياه قد دخلت إلى نفسي، غرقت في حمأة عميقة وليس مقر، دخلت إلى أعماق المياه، والسيل غمرني، تعبت من صراخي، يبس حلقي،كلّت عيناي من انتظار إلهي، أكثر من شعر رأسي الذين يبغضونني بلا سبب، اعتزّ مستهلكيّ أعدائي ظلماً،حينئذ رددت الذي لم أخطفه….”.
ويذكرنا المزمور بصراخ المصلوب اليائس “إلهي إلهي لماذا تركتني”، وقد يبس حلقه وكلت عيناه، وما من مجيب، ويعجب المصلوب لحال أولئك الذين أبغضوه وعلقوه بلا سبب، فقد جاء ليدلهم على المسيح فإذا به يؤخذ بدلاً عنه، من غير أن يصنع سبباً واحداً يستحق بغضهم له وصلبهم إياه.
لكنه يعلم أن سبب ما حاق به هو حماقته وذنوبه والعار، عار الخيانة الذي غطاه، فيقول: ” يا الله أنت عرفت حماقتي، وذنوبي عنك لم تخف، غطى الخجل وجهي، صرت أجنبياً عند إخوتي، وغريباً عند بني أمي،… أنت عرفت عاري وخزيي وخجلي، قدامك جميع مضايقي، العار قد كسر قلبي فمرضت، انتظرت رقة فلم تكن، ومعزين فلم أجد، ويجعلون في طعامي علقماً، وفي عطشي يسقونني خَلاًّ ” ( المزمور 69/5 – 21 )، فمن هو صاحب الحماقة والذنوب والعار والخزي والخجل، من هو ذاك الذي كسر العار قلبه، إنه ذاك الذي سقوه الخل وهو على الصليب، هل يعقل أن نقول : إنه المسيح؟ لا، إنه يهوذا الخائن.
لكنه لا ييأس فيواصل الصراخ والاستجداء طالباً من الله الخلاص، مستعيناً فقط برحمة الله التي تسع كل شيء، ولكن بلا فائدة ” لأن غيرة بيتك أكلتني، وتعييرات معيّريك وقعت عليّ، وأبكيت بصوم نفسي، فصار ذلك عاراً عليّ، جعلت لباسي مسحاً، وصرت لهم مثلاً، يتكلم فيّ، الجالسون في الباب وأغاني شرّابي المسكر، أما أنا فلك صلاتي يا رب في وقت رضا، يا الله بكثرة رحمتك استجب لي بحق خلاصك، نجني من الطين، فلا أغرق نجني من مبغضيّ، ومن أعماق المياه، لا يغمرني سيل المياه، ولا يبتلعني العمق، ولا تطبق الهاوية عليّ فاها، استجب لي يا رب، لأن رحمتك صالحة، ككثرة مراحمك التفت إليّ، ولا تحجب وجهك عن عبدك، لأن لي ضيقاً، استجب لي سريعاً، اقترب إلى نفسي، فكها، بسبب أعدائي افدني” (المزمور 69/ 9-18).
وتأتيه نتيجة دعائه وخيانته، إذ يقول السفر: ” لتصر مائدتهم قدامَهم فخاً، وللآمنين شركاً، لتظلم عيونهم عن البصر، وقلقل متونهم دائماً، صبّ عليهم سخطك، وليدركهم حمو غضبك، لتصر دارهم خراباً، وفي خيامهم لا يكن ساكن، لأن الذي ضربته أنت هم طردوه، وبوجع الذين جرحتهم يتحدثون، اجعل إثماً على إثمهم، ولا يدخلوا في برِّك، ليمحَوا من سفر الأحياء، ومع الصديقين لا يكتبوا ” (المزمور 69/22-28).
فمن تراه يكون هذا الهالك الذي صارت مائدته فخاً وشركاً للآمنين، لكن عميت عيونهم عن البصر، فلم تبصر الصديق، وهو ينجو، لقد باء الخائن بالإثم، وأصبحت داره خراباً، ومحي اسمه من سفر الأحياء، فمات ولم يستجب له، كما حذف من قائمة الصديقين، فكتب مع الأشرار الهالكين، فمن تراه يكون؟ إنه يستحيل أن يكون هو المسيح.
الرد
*كما ذكرنا فى مقال سابق نذكر القراء المزامير ليست كلها نبوات عن المسيح حتى يقال إن كل آية فيها عن شخصة بل إن المزامير بجانب احتوائها على نبوات عن المسيح تحتوى أيضاً على أعمال الله فى الخليقة وعلى معجزاتة التى عملها مع بنى إسرائيل وعلى ترانيم وصلوات لاشخاص مختلفين وعلى حوادث تاريخية للامم وعلى وعظ وتعليم لكل الناس فى كل العصور.
*بعض الايات الواردة فى سفر المزامير عن الظروف التى اجتاز المسيح فيها سجلت عندما كان قائلوها يجتازون فى ظروف مشابهة من بعض الوجوة للظروف التى اجتاز فيها له المجد ولذلك فهذه الآيات يراد بها التعبير إما عن أمور حدثت فعلاً لقائليها أو أمور تنبأوا بها عن المسيح نفسة والقرينة هى التى تحدد من هو المراد بها.
*لو قراء المعترض عنوان المزمور لادرك من المتكلم فعنوانة هكذا (لإِمَامِ الْمُغَنِّينَ. عَلَى السَّوْسَنِّ. لِدَاوُدَ)
فكتب داود هذا المزمور وهو في ضيقة عظيمة، فكان كمن يصرخ من الألم، بل كان يشعر أنه في طريقه للموت المؤكد، ويصرخ لله ليخلصه فيمكن تقسم المزمور كالتالى :
1-المتالم يبسط شكواه امام الله (1-4)
2-يعلن أن غيرتة كانت سبب آلامة (5-12)
3-يطلب المعونة والخلاص (13-18)
4-يشكو من مسلك الاعداء (19-21)
5-يطلب الانتقام من الاشرار (22-28)
6-يسبح الله لاجل استجابة الصلاة (29-36)
*يشعر داود هنا كما لو كان يغرق فى حمأة عميقة أو كانة شخص تغمرة مياة الدوامات لذا فانة يخشى أن يكون قد سحق تمام تحت أقدام الآمه فلا يوجد شخص قريب منه ليمد له يد المساعدة فقد جراحة أعداؤة بلا رحمة وجعلوه يتألم من خطية لم يرتكبها وهو يعلم أيضاً أنه تعب من الحياة المستقيمة التى يحياها أمام الرب ولهذا كله فقد صرخ متألما أمام الرب لينقذه من تلك المشاعر فهو لا يريد أن ينتصر علية أعداؤه حتى لا يتعثر المؤمنون بهذا النصر وعند هذه اللحظة وفى ذروة الالم تذكر داود حب الله الابدى الذى لم ينقص ولو قليلاً رغم الآلام والمخاطر المحيطة به فقد تيقن أن الله سينقذه من كل متاعبة فهو لا يملك شىء غير الاحباط من أفعال هولاء الاشخاص الذين يضطهدوه وعلى الرغم من الالم والاحباط إلا أن ثقة داود فى الله ويقينة سماع الله لصوت تضرعه جعلتة يقدم صلاة شكر ...
* وَيَجْعَلُونَ فِي طَعَامِي عَلْقَماً وَفِي عَطَشِي يَسْقُونَنِي خَلاًّ.(مز21-69) هذا النص يصف حالة داود فى شكواه كما انه نبؤة عن شخص المسيح له المجد وهو على الصليب وليس لها علاقة بيهوذا لانه بعد أن باع سيده ذهب وشنق نفسة وهذا ما جاء فى انجيل متى 27
3فَلَمَّا رَأَى يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ أَنَّ الْحُكْمَ عَلَيْهِ قَدْ صَدَرَ، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ قِطْعَةً مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ، 4وَقَالَ: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُكُمْ دَماً بَرِيئاً». فَأَجَابُوهُ: «لَيْسَ هَذَا شَأْنَنَا نَحْنُ، بَلْ هُوَ شَأْنُكَ أَنْتَ!» 5فَأَلْقَى قِطَعَ الْفِضَّةِ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ ذَهَبَ وَشَنَقَ نَفْسَهُ.(متى3:27-5)فكيف يدعى المعترض أن يهوذا هو المصلوب ؟؟ما الدليل على كلامة وتفسيره ؟؟؟؟؟
* يَا اللهُ أَنْتَ عَرَفْتَ حَمَاقَتِي وَذُنُوبِي عَنْكَ لَمْ تَخْفَ....... لأَنِّي مِنْ أَجْلِكَ احْتَمَلْتُ الْعَارَ. غَطَّى الْخَجَلُ وَجْهِي هنا داود يعترف بحماقتة وذنوبة التى لا تخفى عن الهه والخطية حماقة ولكن الاحمق يصبح حكيماً عندما يعترف لله ويتوب واحتمالة العار والمذلة من أجل التمسك بالهه (ارميا 15:15) وغطى الخجل وجهة حتى أن الذين يعرفونة جيدا لم يعرفوه (مز12:38) فالنص لايشير الى يهوذا على الاطلاق ولكن المعترض يفسر النصوص كما يحلو له ولا يدرك ما يقتبسة فالنص رقم 9لأَنَّ غَيْرَةَ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي وَتَعْيِيرَاتِ مُعَيِّرِيكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ تؤكد أن المزمور عن داود النبى فقد ظهرت غيرة داود على بيت الرب فى اقامة خيمة الاجتماع على الجبل المقدس (2صموئيل 12:6)وفى رغبتة أن يبنى بيتاً للرب بدل الخيمة (2صموئيل 2:7).
*لِتَصِرْ مَائِدَتُهُمْ قُدَّامَهُمْ فَخّاً وَلِلآمِنِينَ شَرَكاً. 23لِتُظْلِمْ عُيُونُهُمْ عَنِ الْبَصَرِ وَقَلْقِلْ مُتُونَهُمْ دَائِماً. 24صُبَّ عَلَيْهِمْ سَخَطَكَ وَلْيُدْرِكْهُمْ حُمُوُّ غَضَبِكَ. 25لِتَصِرْ دَارُهُمْ خَرَاباً وَفِي خِيَامِهِمْ لاَ يَكُنْ سَاكِنٌ : عندما نرجع لكلمات المصلوب وهو شخص المسيح نرى المحبة والغفران والتسامح 34فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ». وَإِذِ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ اقْتَرَعُوا عَلَيْهَا.(لوقا34:23) فهذه الكلمات تؤكد أن المصلوب هو شخص المسيح وليس يهوذا مما يؤكد أن نص المزمور يتكلم فى موضع أخر غير الذى ذهب اليه المعترض .