ملعون من علق على خشبة
هل بولس الرسول اتهم المسيح بأنة ملعون ؟ هل يليق وصف المسيح بانه ملعون ؟ ندخل إلى السؤال والرد بقلم البابا شنودة الثالث :
نرجو تفسير هذه الآية التي وردت في ( غل3 : 13 ) " لأنه مكتوب : ملعون كل من علق على خشبة " فهل هذه اللعنة أصابت المسيح ؟
الرد
إن الآية بوضعها الكامل هي " المسيح افتدانا من لعنة الناموس ، إذ صار لعنة لأجلنا ، لأنه مكتوب : ملعون كل من علق على خشبة " ( غل3 : 13 ) .
في الواقع كانت هناك لعنات كثيرة لكل من يخالف الوصايا وقد وردت في سفر التثنية ( تث27 : 15 ـ 26 ) ( تث28 : 15 ـ 68 ) .
ففي الفداء ، كان لابد من إنسان بار ليس تحت اللعنة ، لكي يحمل كل لعنات الآخرين ليفديهم من لعنات الناموس .
والوحيد الذي كانت تنطبق عليه هذه الصفة ، ويقوم بهذا العمل الفدائي ، هو السيد المسيح الذي قال عنه الكتاب " الكائن فوق الكل ، إلهاً مباركاً إلى الأبد آمين " ( رو9 : 5 ) . فهو بطبيعته مبارك ، وبركة . ولكنه في موته عن العالم كله ، حمل كل اللعنات التي تعرض لها العالم كله . هو بلا خطية ، ولكنه حامل خطايا وقد حمل خطايا العالم كله ( يو1 : 29 ) ( 1يو2 : 2 ) . وهو مبارك بلا لعنة ، ولكنه حمل اللعنات التي يستحقها العالم كله .
هو في حب كامل مع الآب . ولكنه حمل غضب الآب بسبب كل خطايا العالم .
هذا هو الكأس الذي شربه المسيح عنا " كلنا كغنم ضللنا ، ملنا كل واحد إلى طريقة . والرب وضع عليه إثم جميعنا " ( أش53 : 6 ) .
ولو لم يحمل المسيح هذه اللعنة ، لبقينا كلنا تحت اللعنة .
مبارك هو في كل ما حمله عنا ...