من الذى لايعرف القراءة ولا الكتابة؟
هل عبارة إشعياء النبي « يُدْفَعُ الْكِتَابُ لِمَنْ لاَ يَعْرِفُ الْكِتَابَةَ » تفيد أن هناك نبى آخر بعد المسيح ؟
قال إشعياء النبي بالروح: " لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَكَبَ عَلَيْكُمْ رُوحَ سُبَاتٍ وَأَغْمَضَ عُيُونَكُمُ. الأَنْبِيَاءُ وَرُؤَسَاؤُكُمُ النَّاظِرُونَ غَطَّاهُمْ. وَصَارَتْ لَكُمْ رُؤْيَا الْكُلِّ مِثْلَ كَلاَمِ السِّفْرِ الْمَخْتُومِ الَّذِي يَدْفَعُونَهُ لِعَارِفِ الْكِتَابَةِ قَائِلِينَ: "اقْرَأْ هَذَا " فَيَقُولُ: " لاَ أَسْتَطِيعُ لأَنَّهُ مَخْتُومٌ". أَوْ يُدْفَعُ الْكِتَابُ لِمَنْ لاَ يَعْرِفُ الْكِتَابَةَ وَيُقَالُ لَهُ: " اقْرَأْ هَذَا " فَيَقُولُ: " لاَ أَعْرِفُ الْكِتَابَةَ" " (أشعياء29/10-12).
تصوّر بعض الكتّاب من الإخوة المسلمين أنَّ الآية التي تقول: (أَوْ يُدْفَعُ الْكِتَابُ لِمَنْ لاَ يَعْرِفُ الْكِتَابَةَ وَيُقَالُ لَهُ: " اقْرَأْ هَذَا " فَيَقُولُ: " لاَ أَعْرِفُ الْكِتَابَةَ)، تُشير إلى مجيء نبيّ أميّ!! فقال السيد أحمد ديدات " إنَّ اعتكاف محمّد وتعبّده في غار حراء المعروف اليوم بجبل النور واستجابته لبدء التنزيل وحيًا عن طريق جبريل الملاك إنّما هو إنجاز لهذه النبوة "!! وقال أحد الكتّاب أنَّ أميّة النبي وكيفية بدء الوحي إليه لأوّل مرّة موجودة عند أهل الكتاب إلي يومنا هذا، ثم حَرَّفَ في نصّ الآية ونقلها هكذا " ويدفع الكتاب للأميّ: ويقال له إقرأ هذا أرجوك قيقول: أنا أمّيّ "!! أي لست بقارئ!!
ونقول لكليهما أنكما سلكتما في طريق خاطئ واتّخذتما منهجًا خاطئًا، من الأساس، فلا نصّ الآية ولا مضمون الآيات التي وردت بها يفيدانكما في شيء.
فقد جاءت الآيات في نصّها العبري
" ותהי לכם חזות הכל כדברי הספר החתום אשׁר־יתנו אתו אל־יודע הספר לאמר קרא נא־זה ואמר לא אוכל כי חתום הוא׃ ונתן הספר על אשׁר.לא־ידע ספר לאמר קרא "נא־זה ואמר לא ידעתי ספר
وترجمتها العربية الحرفية هكذا " فَصَارَت جميعُ رُؤيَاكُم غامضة كأقوال كتاب مختوم تُناولونه لمنْ يَعْرف القراءة وتقولون له" " اقرأ هذا " فيُجيب: " لا أقدر لأنَّه مختوم". ثم تناولونه لمن لا يعرف القراءة وتقولون له: " اقرأ هذا ". فيُجيب: " لا أعرف القراءة ".
أي أنَّ هذا الحديث الذي وردت به الآية ليس نبوّة عن نبيّ أميّ ولا غير أميّ، إنما هو توبيخ من الله لانغماس بني إسرائيل في الخطية والإثم وعدم فهمهم لأقواله ورؤاه وإعلاناته، كما سبق أن وبّخهم في بداية السفر قائلاً " اَلثَّوْرُ يَعْرِفُ قَانِيهِ وَالْحِمَارُ مِعْلَفَ صَاحِبِهِ أَمَّا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَعْرِفُ. شَعْبِي لاَ يَفْهَمُ " (أشعياء1/3). لذا يقول لهم في هذه الآيات " الرب سكب عليكم روح ذهول. وأغمض عيون أنبيائكم وغطي وؤوس الرائين بينكم فصارت جميع رؤياكم غامضة كأقوال كتاب مختوم تناولونه لمن يعرف القراءة وتقولون له أقرأ هذا فيجيب لا أقدر لأنّه مختوم. ثم تناولونه لمن لا يعرف القراءة وتقولون له اقرأ هذا فيجيب لا أعرف القراءة "!! أي لا يستطيع أن يقرأه سواء من كان يعرف القراءة لأنّه مختوم، ولا من لايعرف القراءة لأنه لايعرف القراءة أصلاً سواء كان السفر مختومًا أو حتى غير مختوم!! هذا هو معنى الآيات لا أكثر ولا أقل ولا يحتمل تفسير أو تأويل أو معني غير من ذلك!!
مقتبس من كتاب هَلْ تَنَبّأَ الكِتَابُ المُقدّس عَنْ نَبِيٍّ آَخَرٍ يَأتِي بَعْدَ المَسِيحِ؟ (القمص عبد المسيح بسيط)