آدم والمسيح بدون آب
يقول المعترض حواء بدون أم، وآدم بدون أب، والمسيح بدون أب
ولادة السيد المسيح ليست معجزية، بل سبقه فيها آدم وحواء.. بمعنى أن آدم ولد بلا أب ولا أم، وحواء ولدت من أب بلا أم، والمسيح ولد من أم بلا أب! فما الفرق؟!
الرد
هذا القول مغالطة كبيرة، وخالٍ من كل صواب. لأن:
- آدم ليس له علاقة على الإطلاق بالولادة. لقد خُلِقَ من "أديم" الأرض، ولذلك سُمِّيَ "آدم". أدم مخلوق من التراب.
- حواء لم تولد من آدم! وإلا صارَت ابنته وليست زوجته. بل خلقها الله من أحد أضلاع آدم، للدلالة على مدى العلاقة التي ينبغي أن تكون بينهما.
أما السيد المسيح فقد وُلِدَ بطريقة معجزية فريدة لم يولَد بها أحدٌ من قبله ولا بعده. وفي هذا يتفق المسيحية والقرآن!
ولا نستطيع أن نقارن بين أدم الإنسان المخلوق وبين السيد المسيح غير المخلوق. "والذي به كان كل شيء، وبغيره لم يكن شيء مما كان" (إنجيل يوحنا 1: 7)..
كما أنه لم يُذْكَر عن إدم أنه "كلمة الله وروحٌ منه".. ثم أن آدم كان ينبغي أن يوجد من غير أب لأنه كان الأب الأول للبشر، أما المسيح فعن ولادته كانت الأرض قد عُمِّرَت من الآباء الوالدين والأبناء المولودين.
إننا نعبِّر في قانون الإيمان عن المسيح له المجد ونقول: "مولود غير مخلوق"، هو "غير مخلوق" لأنه الخالق.. وهو مولود من الآب السماوي قبل كل الدهور (ميلاد أزلي)..
وفي ملء الزمان، وُلِدَ من السيدة العذراء مريم (ميلاد زمني) بطريقة مُعجزية فريدة.. وهذه الولادة لا شبيه لها، ولا مثال لها، وهي فريدة في حد ذاتها، تُثبِت أن صاحِبها خارج دائرة البشر.