لماذا لم ينزل المسيح من على الصليب ؟
يعتقد البعض أن لو نزول المسيح من على الصليب لكان آمن اليهود به فهل هذا الاستنتاج صحيح ندخل إلى الاعتراض والرد:
جاء فى متى 27
«وَكَانَ الْمُجْتَازُونَ يُجَدِّفُونَ عَلَيْهِ وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ 40قَائِلِينَ:«يَا نَاقِضَ الْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، خَلِّصْ نَفْسَكَ! إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ!». 41وَكَذلِكَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَيْضًا وَهُمْ يَسْتَهْزِئُونَ مَعَ الْكَتَبَةِ وَالشُّيُوخِ قَالُوا: 42خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا! إِنْ كَانَ هُوَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ فَلْيَنْزِلِ الآنَ عَنِ الصَّلِيب فَنُؤْمِنَ بِهِ! 43قَدِ اتَّكَلَ عَلَى اللهِ، فَلْيُنْقِذْهُ الآنَ إِنْ أَرَادَهُ! لأَنَّهُ قَالَ: أَنَا ابْنُ اللهِ!. 44وَبِذلِكَ أَيْضًا كَانَ اللِّصَّانِ اللَّذَانِ صُلِبَا مَعَهُ يُعَيِّرَانِهِ»
ألم يكن بأمكانه أن ينزل من على الصليب ثم يعود اليه؟
لماذا تركهم فى تجديفهم وأفتراؤهم ولم يبطل حجتهم بأى رد؟
ألم يكن بأمكانه أن يخرس ألسنتهم حتى لا يشككوا المؤمنين به؟
الرد
*إن صلب السيد المسيح لم يكن مجرد غلطة رهيبة، أو إساءة للعدل شنيعة، أو مهزلة قضائية مروعة، فليس الرومان من قتلوا المسيح، ولا اليهود، بل أن المسيح هو من (وضع حياته) وقد أكد أن له سلطاناً أن يفعل ذلك وأن يسترد حياته أيضاً (يو17:10-18)
فلم يكن صلب المسيح حادثاً عرضياً، بل إنه الحدث المركزي في التاريخ كله. إنه المفتاح الذي لابد منه لفهم المسيحية على حقيقتها، كما أنه المفتاح للأجوبة على الأسئلة الاساسية من أنا ؟ من أين جئت ؟ إلى إين ذاهب ؟ ولماذا ؟
*فالسيد المسيح لم ينزل عن الصليب لاسباب الاتية :
أ – لأنه لهذا قد جاء، وقد سبق وأخبر بذلك كثيراً (مت17:16-20) .. إلخ
ب – لأن في الصليب إعلاناً لمحبة الرب المتجسدة (يو16:3)
ج – لأنه مسيح بالصليب؛ فقد أتي ليبذل نفسه فدية عن الآخرين.
د – لأنه لا يفعل معجزاته إرضاء لرغبات الآخرين، وهو خاضع لأوامرهم وشهواتهم الكاذبة، بل يفعلها في الوقت المناسب ولهدف معين.
*السؤال الذى يطرح نفسة : هل لو نزل المسيح من على الصليب كان اليهود يؤمنون ؟
أقول بكل تأكيد : لا. فلقد سبق أن أوضح السيد المسيح ذلك في مثل الغني ولعازر (لو19:16-31)؛ فعندما طلب الغني من إبراهيم أن يرسل لعازر إلى إخوته الخمسة، حتى لا يأتوا إلى موضع العذاب، قال له : عند موسي والأنبياء ليسمعوا منهم. وعندما قال له : إذا مضي إليهم واحد من الأموات يتوبون، قال له : إن كانوا لا يسمعون من موسي والأنبياء ولا إن قام واحد من الأموات يصدقون.
بل إن قيامة لعازر من الموت كانت سبباً في تآمر الفريسيين على المسيح لا سبباً في إيمانهم به، وعند موت السيد المسيح القبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته، ودخلوا المدينة المقدسة، وظهروا لكثيرين (مت 52:27-53).
وليس في الكتاب ما يفيد أن شخصاً واحداً آمن نتيجة لقيامتهم. إن الأعمى لا ينفعه تغيير الألوان ما دام لا يقدر أن يري، والذين يحكمون على أنفسهم بالعمي الروحي لا ينفعهم المزيد من الشهود ماداموا لا يريدون أن يؤمنوا لقد قالوا، أو ربما وعدوا، أنهم سوف يؤمنون به لو نزل من على الصليب، لكننا نقول بكل إيمان نحن نؤمن به مسيحاً لأنه لم ينزل من على الصليب.