هل تنبأت المزامير بنجاه المسيح من الصليب مز31
«عَلَيْكَ يَا رَبُّ تَوَكَّلْتُ. لاَ تَدَعْنِي أَخْزَى مَدَى الدَّهْرِ. بِعَدْلِكَ نَجِّنِي. 2أَمِلْ إِلَيَّ أُذْنَكَ. سَرِيعاً أَنْقِذْنِي. كُنْ لِي صَخْرَةَ حِصْنٍ بَيْتَ مَلْجَأٍ لِتَخْلِيصِي. 3لأَنَّ صَخْرَتِي وَمَعْقِلِي أَنْتَ. مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ تَهْدِينِي وَتَقُودُنِي. 4أَخْرِجْنِي مِنَ الشَّبَكَةِ الَّتِي خَبَّأُوهَا لِي لأَنَّكَ أَنْتَ حِصْنِي. 5فِي يَدِكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي. فَدَيْتَنِي يَا رَبُّ إِلَهَ الْحَقِّ».
المزمور يؤكد أن الله هو الذي فدى المسيح من الصلب بأن نجاه من الصلب أى فداه!!
الرد
- المزامير ليست كلها نبوات عن المسيح، حتى كان يجوز الظن أن كل آية فيها تتحدث عن المسيح فلا يمكن فهم معنى كل آية إلا بربطها بالآيات السابقة واللاحقة لها ولذلك يجب أن لا ندرس الآية مستقلة عن هذه أو تلك.
- بعض الآيات الواردة في سفر المزامير عن الظروف التي اجتاز فيها المسيح، سجلت عندما كان قائلوها يجتازون في ظروف مشابهة من بعض الوجوه، للظروف التي اجتاز فيها ولذلك فهذه الآيات يراد بها التعبير إما عن أمور حدثت فعلاً لقائليها، أو أمور تنبأوا بها عن المسيح، والقرينة هي التي تحدد من هو المراد.
- يمكن تقسيم هذا المزمور كالاتي :
(أ)الصلاة ملجأ المتألم (1-8)
(ب)قصة المتألم (9-18)
(ت) صلاح الله (19-22)
(ج) نصيحتان للأتقياء (24،23)
يقول القس منيس عبد النور هذا المزمور تتلألأ وسطه هذه الجوهرة (فى يدك أستودع روحي) فترفع نظرنا إلى الرب مهما كنا متعبين أو مطاردين .
عندما قال داود: "فَدَيْتَنِي يا رب إِلهَ الْحَقِّ" فقد كان يقصد:
(أ) أن الرب فدى داود من خطر الموت الجسدي المحقق الذي أحدق به مرات ومرات، "كلمة " فدى " تعني أنقذ ونجى وخلص من الضيقات الرديئة (2صم 4: 9)، كما قال داود لبثشبع: "حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي فَدَى نَفْسِي مِنْ كُلِّ ضِيقَةٍ" (1مل 1: 29)، وقال أرميا النبـي: "لأَنَّ الرَّبَّ فَدَى يَعْقُوبَ وَفَكَّهُ مِنْ يَدِ الَّذِي هُوَ أَقْوَى مِنْهُ" (إر 31: 11)، فليس المقصود بالفداء هنا أن الله فدى المسيح من الصلب كما يدعى المعترض، إنما المقصود الفداء من السبي والضيقات التى كانت لدواد .
(ب) عندما قال داود: "فِي يَدِكَ آجَالِي" أي أنت يا رب الذي حدَّدت بداية عمري وأنت الذي تُحدّد نهايته، فالعمر في يدك وليس في يد أي كائن آخر، لا في يد شاول ولا يد أبشالوم ولا يد الظروف، لذلك ألجأ إليك يا رب لكي تنجيني من أيدي أعدائي ومطاردي، وأن تضئ بوجهك عليَّ، أي تظهر رضاءك عني، وتخلصني بحسب رحمتك وليس بسبب استحقاقي، ولا تدعني أخزى بل ليخزى أعدائي الذي يضمرون لي الشر.
4- لقد جاء المسيح إلى عالمنا وأكد على موتة :
(أ) أقوال المسيح نفسه عن حادثة الصلب:
«مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيراً مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ»(مت 16 : 21)، وقد تكررت أقوال المسيح مُعلنة عن كل التفاصيل التي تتعلق بصلبه وموته (مت 17 : 9 ، مت 20 : 17 –19 ، يو 3 : 14 –17 ، يو 6 : 15 ...إلخ) وإذا كان المسيح قد أعلن عن موته، فهل نستطيع أن نكذب ما قاله؟
(ب)شهود العيان:
لقد كان هناك شهود عيان كثيرين من ساعة القبض على المسيح حتى صلبه وبعد قيامته من الموت ظهر لتلاميذه مدة أربعين يوماً (أع 1 : 3). ومن هؤلاء الشهود الرسول يوحنا الذي يقول: «وَالَّذِي عَايَنَ شَهِدَ، وَشَهَادَتُهُ حَقٌّ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ لِتُؤْمِنُوا أَنْتُمْ»(يو19 : 35).
فلكي نكذب شهادة هؤلاء الشهود علينا أن نأتي بشهود عيان معاصرين للحدث يقولون بخلاف ما قال هؤلاء الشهود، وحيث أن هذا غير ممكن، إذاً فلابد أن نصدق ما قالوه: بأن المسيح مات، وقام، وظهر لهم.