ما معنى أن المسيح يصلى وأنه يتعب ؟
يعتقد البعض بما أن المسيح يتعب ويصلى ويجوع ويعطش فهو مجرد انسان فقط وليس الله الظاهر فى الطبيعة البشرية فهل بالفعل المسيح مجرد نبى بشر فقط لانه يصلى ندخل الى عمق الشبهة والرد بقلم/ البابا شنودة الثالث:
هل ضد لاهوت المسيح ، أنه كان يصلي ، و أنه كان أحياناً يتعب كيف نفسر صلاته و تعبه و أمثال تلك الأمور ؟
الرد
أصحاب هذا السؤال يركزون علي لاهوته المسيح ، و ينسون ناسوته !
إنه ليس مجرد إله فقط ، و إنما أخذ طبيعة بشرية مثلنا ، ناسوتاً كاملاً ، بحيث قال عنه الكتاب إنه شابهنا في كل شئ ما عدا الخطية ( عب 12 : 17 ). و لو أنه أخذ طبيعتنا ، ما كان ممكناً أن يوفي العدل الإلهي نيابة عنا .
إنه صلي كإنسان ، و ليس كإله .
لقد قام لنا الصورة المثلي للإنسان . ولو كان لا يصلي ، ما كان يقدم لنا ذاته مثالاً لذلك صلي ..
و في صلاته علمنا أن نصلي ، و علمنا كيف نصلي .
و أعطانا فكرة عملية عن أهمية الصلاة و قيمتها في حياتنا .. و في بعض صلواته – كما في بستان جثسيماني ، عرفنا كيفية الجهاد في الصلاة ( لو 22 : 44 ) .
و لو كان المسيح لا يصلي ، لاعتبرت هذه تهمة ضده .
و لاعتبره الكتبة و الفريسيون بعيداً عن الحياة الروحية ، و صار لهم بذلك عذر في أن لا يتبعوه ، إذ ليست له صلة بالله !
و بنفس الطبيعة البشرية كان يتعب و يجوع و يتألم .
لأنه لو كان لا يتعب و لا يجوع و لا يعطش و لا يتألم ، و لا ينعس و ينام ،ما كنا نستطيع أن نقول أنه ابن الإنسان ، و إنه أخذ الذي لنا و أخذ نفس الطبيعة المحكوم عليها بالموت ، لكي بها ينوب عنا في الموت ، و يفدي الإنسان .
إنه لم يتعب كإله . فاللاهوت منزه عن التعب .
و لكن هذه الطبيعة البشرية التي اتحد بها لاهوته ، و التي لم ينفصل عنها لحظة واحدة و لا طرفة عين ، هي التي تعبت ، لأنها طبيعة قابلة للتعب .. و السيد المسيح لكي يكون تجسده حقيقة ثابتة ، يمكنها القيام بالفداء ، سار علي هذه القاعدة :
لم يسمح أن لاهوته يمنع التعب عن ناسوته .
و ذلك لكي يدفع ثمن خطايانا ،و يكفر عن خطايا الشعب ( عب 2 :17 ) . و نحن نشكره إذ تحمل التعب و الألم لأجلنا .
و بتعبه قدس التعب ، و صار كل إنسان يكافأ بحسب تعبه ( 1 كو 3 : 8 ) .