هل يقبل الله المنزه أن يصبح إنساًنًا؟ هل يرضى أن يُضرب ويُهان م البشر؟ ولماذا يقبل بذلك؟
هل يرضى الله ويقبل أن يكون إنسانًا؟ هل يرتضي جل علاه أن يكون مثل البشر؟ يأكل ويشرب وينام ويدخل الحمام، أعوذ بالله مما يقولون
يفترون على الله بأنه تجسد وأصبح إنسانًا بشرًا مثلنا
له نفس الجسد
له نفس طبيعتنا
يأكل مثلنا
يمشي على الأرض مثلنا
يمشي في الأسواق كباقي البشر
له جهاز هضمي فيأكل مثلنا
وبالتالي يدخل الحمام المكان النجس مثلنا
تعالى الله عما يصفون
هل تجسد الله فعلاً فى صورة انسان ؟ يقول الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد أن الله ظهر كثيرًا فى صورة مرئية للبشر وذلك حتى يتصل بهم بصورة مباشرة ؟، فقد عرفه الناس من خلال الطبيعة كما يقول فى رومية 1 : 19 – 21 ثم اتصل بالبشر بطريقة أقرب عن طريق الأنبياء لكنه ولأنه اله محب اتصل مباشرة إذ ظهر فى العهد القديم ظهورات مؤقتة متعددة لكنه تجسد فى المسيح تجسدًا كاملاً
العهد القديم
تكوين 16: 10–14 ظهر الله لهاجر فى صورة ملاك فقالت إيل رئى تعنى اله رؤية.
سفر التكوين 17: 1 18 : 1–2 و9–15 و 18 : 13 – 15 ظَهَرَ الرَّبُّ لابراهيم
متجسدًا عدة مرات
تكوين 32: 24–30 "فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ
الذي صارع يعقوب هو الله الذي ظهر فى صورة إنسان لذلك قال يعقوب "نظرت الله وجها ًلوجه."
خروج 3: 1–6 ظهر الله لموسى فى العليقة فقد ناداه الله من وسط الشجرة نفسها.. وخاف موسى
أن ينظر إلى الله المتجسد.
خروج 24: 9–11 رأى شيوخ اسرائيل الله متجسدًا "رأوا تحت قدمة" تعنى أنه ظهر له بطريقة ما
قضاة 6: 11–25
يتضح أن ملاك الرب هو الرب ذاته لأن جدعون خاف فطمأنه الرب قائلا ً "فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «السَّلاَمُ لَكَ. لاَ تَخَفْ. لاَ تَمُوتُ».
قضاة 13: 2–25
فى سفر القضاة 6 و 13 يقول مرة الرب ومرة أُخرى ملاك الرب وهو مايشير إلى تجسد الله لمنوح وجدعون فى صورة ملاك الرب لذلك خاف الموت قائلاً: "نَمُوتُ مَوْتًا لأَنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا اللهَ."
حزقيال 1: 26 و28 الله متجسد على عرشه
العهد الجديد
إنجيل يوحنا1:1 و14 الكلمة صار انسان و رسالة تيموثاوس الاولى 3: 16 الله ظهر فى جسد بشري و كولوسى 1: 15–19
كولوسى 2: 9 "فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا." و فيلبى 2: 6–10 "الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ،
رؤيا يوحنا 1: 10–18
قَائِلاً لِي:«لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ،18وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ! آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ."
رسالة تيموثاوس الأولى 5: 2 "لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ"
\كيف اتحد اللاهوت (الطبيعة الإلهية) بالناسوت (الطبيعة الإنسانية)؟
الله روح ليس له جسد لكنه حين يريد أن يظهر فى صورة مرئية للبشر فيتخذ ما يريد من شكل يظهر فيه فتارة ظهر فى صورة ملاك ومرة اخرى فى صورة انسان ، وفى العهد الجديد أتخذ الله صورة المسيح الانسان فالله الروح اتخذ انسان به نفس وروح وجسد انسان كامل حل فيه الله لذلك كان المسيح خالق وعارف بالغيب ومحي العظام الرميم وبلا خطية لأنه الله ، لأن الله روح فلا يحويه مكان وطبيعته اللاهوتية لا تحد على الإطلاق وحين اتخذ جسدًا لم يحده هذا الجسد لذلك كان فى السماء والأرض وفى كل مكان
1- روح الإنسان برغم اختلافه عن الجسد لكنه ليس منفصل عنه بل متحد به.
2- الروح مع إتحاده بالجسد يحتفظ كلا ً منهما بخصائصه الطبيعية.
3- إتحادهما معًا هي ذات واحدة فى الإنسان.
4- الإنسان الواحد له صفات وخصائص لعنصرين مختلفين هما الروح والجسد.
5- هذا الإتحاد فوق العقل والإدراك إنه عمل إلهي عجيب.
كيف حدث التجسد فعلياً؟
1- إتخذ الابن لنفسه ناسوتاً ولكنه.
** لم يتقيد به كما يتقيد الروح البشري فقد قال المسيح فى يوحنا 3: 13 "وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ" كما قال فى متى: "لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ" فهذا دليل على عدم تحيزه.
** لم ينفصل عن هذا الناسوت في أي وقت كما ينفصل الروح البشري عن الجسد عند الموت لكنه ظل متحدا ً به، أي واحد معه، فاتحاد اللاهوت بالناسوت ليس مثل اتحاد الروح بالجسد فهو لا يقبل التفكك والإنفصال مثل الإنسان العادي.
2- مع اتحاد اللاهوت بالناسوت احتفظ كلاً منهما بخصائصه فاتحاد اللاهوت بالناسوت ليس امتزاج أحدهما بالآخر بل عمل إلهي يفوق العقل والإدراك ولم يطرأ عليهما أي تغيير.
3- إتحاد اللاهوت والناسوت فى المسيح كان ذاتا ًواحدة فهو ابن الله وابن الإنسان.
4- كانت خصائص اللاهوت الذي لا يتحيز ولا يتأثر بعرض والمستغنى بذاته عن كل شئ وخصائص الناسوت يأكل ويشرب وينام.
فاتحاد اللاهوت بالناسوت لم يترتب عليه تأثر اللاهوت بأى مؤثر وهو اتحاد حقيقي كامل دائم فلما كان المسيح فى بطن العذراء وكان على الأرض ومدفونا ً كان لاهوته واحدا ً مع ناسوته. وما انفصل عند الموت هو الروح الإنساني عن الجسد الإنساني ولم ينفصل اللاهوت عن الناسوت.
فالطبيعة اللاهوتية احتوت الطبيعة الإنسانية منذ تكون الجنين وطول حياته ولم تنفصل لا لحظة ولا طرفة عين ،كما أحتوى إرسال التليفزيون الجهاز
نفسه دون حده
من الذي مات على الصليب؟ الله، الله لا يموت. هل الإنسان؟ كفارته لا تكفى إلا لشخص واحد
1- الموت هو إنفصال الروح عن الجسد:
كان المسيح إنسان كامل به نفس وروح وجسد بشرى طبيعي مثلنا تماماً بلا خطية، وعند موته ككل البشر، إنفصل الروح الإنساني عن الجسد الإنساني ولم ينفصل لاهوته عن ناسوته بل ظلت الطبيعة الإلهية تحتوي الطبيعة الإنسانية.
2- لكن من هو الذي مات على الصليب؟ الذي مات هو الله الظاهر فى الجسد فالذي مات ليس إنساناً عادياً فتكون كفارته لا تفكي إلا واحد فقط لكنه كان الله الذي تجسد لذلك، إتحاد الطبيعة الإلهية بالطبيعة الإنسانية فى شخص المسيح أعطى قيمة عظمى للفداء والتكفير عن خطايا كل البشر.
واعتراض يقول
سفر الخروج 33: 20 "وَقَالَ: «لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ."
وبحسب إنجيل يوحنا 1: 18 "اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ."
وقال المسيح فى يوحنا 5: 37 وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ، وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ."
من كل هذا نستنتج أن الله لا يُرى و لم يراه أحداً ومن يراه يموت فهو لم يظهر
فى خروج 33: 18–23 "فَقَالَ: «أَرِنِي مَجْدَكَ». 19فَقَالَ: «أُجِيزُ كُلَّ جُودَتِي قُدَّامَكَ. وَأُنَادِي بِاسْمِ الرَّبِّ قُدَّامَكَ. وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ، وَأَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ». 20وَقَالَ: «لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ». 21وَقَالَ الرَّبُّ: «هُوَذَا عِنْدِي مَكَانٌ، فَتَقِفُ عَلَى الصَّخْرَةِ. 22وَيَكُونُ مَتَى اجْتَازَ مَجْدِي، أَنِّي أَضَعُكَ فِي نُقْرَةٍ مِنَ الصَّخْرَةِ، وَأَسْتُرُكَ بِيَدِي حَتَّى أَجْتَازَ. 23ثُمَّ أَرْفَعُ يَدِي فَتَنْظُرُ وَرَائِي، وَأَمَّا وَجْهِي فَلاَ يُرَى».
قال له الرب أنه سيجيز مجده ويستر موسى عن أن يرى شئ ولا يرى وجه الله فالرؤية المحرمة هي رؤية الله فى ذاته وليست فى رؤيته متجسدا ً محتجبا ً فى صورة يختارها الله بحسب حكمته ليظهر نفسه للبشر. فكل من رأوا الله رأوه متجسداً فى هيئة ظاهرة تميزها العين المجردة ، كل من رأى الله رآه متجسدًا.
واعتراض اخر، كيف لله العظيم أن يتنجس بقضاء حاجته كباقى البشر ؟
النجاسة الوحيدة هى نجاسة الخطية وطالما أن المسيح انسان فهو يأكل ويشرب كباقى البشر فيقضى حاجته وليس فى هذا أى عيب فقد خلق الله الانسان وخلق فيه أعضاء تقوم بالإخراج ولو كانت النجاسة فى هذه الأعضاء فعلى كل انسان أن يقوم بتقطيع هذه الأعضاء التى خلقها الله له كذلك مكان قضاء الحاجة ليس نجسًا لأن الأصل أتى من الإنسان
كيف يتنجس الله بتجسده فى باطن سيدة ؟
ليس التجسد فى باطن سيدة نجاسة بل محبة الهية ولا وجه للنجاسة لأن الحمل والولادة لا تنجس الله حين يتجسد فهو أطهر من كل نجاسة يؤثر ولا يتأثر بأى شئ والمكان الذي يحل فيه الله يطهره