هل الزوانى يدخلون ملكوت السماوات ؟
كيف العشارون والزوانى يسبقون الأبرار إلى الملكوت؟ هل من عدل الله أن يدخل الزواني إلى الملكوت ؟
ندخل إلى النص والرد :
(متى 21: 31) «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ الْعَشَّارِينَ وَالزَّوَانِيَ يَسْبِقُونَكُمْ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ.
الرد:
«مَاذَا تَظُنُّونَ؟ كَانَ لِإِنْسَانٍ ابْنَانِ فَجَاءَ إِلَى الأَوَّلِ وَقَالَ: يَا ابْنِي اذْهَبِ الْيَوْمَ اعْمَلْ فِي كَرْمِي. 29فَأَجَابَ: مَا أُرِيدُ. وَلَكِنَّهُ نَدِمَ أَخِيراً وَمَضَى. 30وَجَاءَ إِلَى الثَّانِي وَقَالَ كَذَلِكَ. فَأَجَابَ: هَا أَنَا يَا سَيِّدُ. وَلَمْ يَمْضِ. 31فَأَيُّ الاِثْنَيْنِ عَمِلَ إِرَادَةَ الأَبِ؟» قَالُوا لَهُ: «الأَوَّلُ». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ الْعَشَّارِينَ وَالزَّوَانِيَ يَسْبِقُونَكُمْ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ 32لأَنَّ يُوحَنَّا جَاءَكُمْ فِي طَرِيقِ الْحَقِّ فَلَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ وَأَمَّا الْعَشَّارُونَ وَالزَّوَانِي فَآمَنُوا بِهِ. وَأَنْتُمْ إِذْ رَأَيْتُمْ لَمْ تَنْدَمُوا أَخِيراً لِتُؤْمِنُوا بِهِ». (مت 28:21-32)
*عند قراءة أى نص كتابى يجب قراءة النص كامل وليس بمعزل عن باقى النصوص فنقرأ العدد الذى يسبق عدد المعترض والعدد الذى بعده !!
*المسيح له المجد كان يتكلم بصيغة الامثال وفى هذا المثل كان توبيخ لرؤساء الكهنة والشيوخ بسبب فشلهم في إطاعة دعوة يوحنّا إلى التوبة والإيمان. ويتحدّث المثل عن إنسان كان له ابنان طلب إليهما أن يعملا في كرمه. فرفض الأوّل ثمّ رجع وغيّر رأيه ومضى وهو يشير هنا إلى الامم الذين رفضوا العمل معه فى كرمه ولكنهم عادوا فتابوا وعملوا فى الكرم . أمّا الثاني فوافق على الذهاب لكنّه لم يفعل وهو يشير هنا إلى الكتبة والفريسيين الذين اعلنوا خضوعهم لله وتبعيتهم له بالكلام ولكنهم رفضوا الحياة معه .
* عندما سأل الرب القادة الدينيّين: أي الاثنين عمل إرادة الأب؟ دانوا أنفسهم دون أن يدروا بقولهم: «الأول». وفسر الربّ لهم المثل. فالعشّارون والزناة كانوا مثل الابن الأول. فهم لم يظهروا أيّ استعداد فوري لطاعة يوحنا المعمدان، لكن أخيرًا تاب كثيرون منهم مؤمنين بيسوع المسيح. أمّا القادة الدينيون فهم مثل الابن الثاني. فقد أعلنوا قبولهم لكرازة يوحنّا، لكنّهم لم يعترفوا بخطاياهم أبدًا ولم يؤمنوا بالمخلّص. وهكذا دخل الخطاة البعيدون ملكوت الله فيما بقي القادة المتدينون المغرورون خارجًا. هكذا الحال في أيّامنا هذه. فالخطاة الأثمة يقبلون الإنجيل بسرعة أكبر من أصحاب التقوى الباطلة. وتفيد العبارة «يوحنّا جاءكم في طريق الحقّ» أنّه جاء يكرز بحاجة الشعب إلى البرّ الذي يتحقّق بواسطة التوبة والإيمان.
*إذا نرى في كلام الرب يسوع حكمة عظيمة فبعد الندم والتوبة والأيمان يتحول الزواني والعشارين الى طريق الحق فهم أمنوا وعملوا مشيئة الرب وتركوا الشيطان وطريق الشر وتابوا الى الرب. والفريسيين و اللذين يدعون الأيمان لم يؤمنون.
مقتبس من كتاب نصوص عسرة الفهم (جرجس خليل) تحت الطبع