هل البشارات الأربع التي تحكي قصة حياة المسيح محرفة وتم التلاعب فيها؟ المقال الثلاثون .. 30
يستمر الأستاذ السعدي في مهاجمة الكتاب المقدس، قائلاً هذه المرة عن تصرفات المسيح وكيفية رده على إمرأة غير يهودية، وقد اتهم الأستاذ السعدي المسيح بقوله للمرأة أنها (كلبة) فهل قال ذلك حقًا؟
لنرى ماذا قال المسيح، كيف تحدث مع المرأة وماذا قصد بقوله لفظ (كلاب) في سياق حديثه مه هذه المرأه ومعه تلاميذه
فى متى 15 : 21 – 28 قال " 21ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. 22وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةً:«ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ:«اصْرِفْهَا، لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ وَقَالَ:«لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً:«يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ وَقَالَ:«لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب». 27فَقَالَتْ:«نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!». 28حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ."
وموقف المسيح عنصرى ويجافى الذوق والأدب لأنه يشبه المرأة بالكلب
الرد
1 – نلاحظ أن المسيح وهو الشخص الذى دائما يشفى لم يجيبها بكلمة
2- وعندما قال تلاميذه اصرفها أى افعل لها ما تريد واصرفها من هنا قال بوضوح «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».
3- وحين سجدت له قال :«لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب».
اولا لم يجيب ثم رفض طلب تلاميذه ثم وجه لها كلاما ً يبدو قاسيا ً وذلك ليعلم تلاميذه شئ ما من هذا الموقف
لقد اراد أن يصحح مفاهيم تلاميذه أن هؤلاء الذين نعتبرهم نحن اليهود كلابا ً انظروا ما أعظم ايمانهم وهو يستحقون أن تكرزوا لهم وهذا ما حدث حين قال لهم " اذهبوا الى العالم اجمع "
أن عمل نقلة فى فكر التلاميذ اليهود المتعصبين ليس بالأمر الهين ولا السهل لذلك كان ما حدث مع هذه المرأة حتى يعلمهم درسا ً هاما ً أن هؤلاء يستحقون الحياة
ومن هذا نخلص أن
لم يكن استخدام المسيح للفظ ( كلب ) لأهانة المرأة بل موجهة للتلاميذ وكأنه يقول لهم " هذه تعتبرونها كلبة بحسب فكركم اليهودى المتعصب ولكن لها ايمان عظيم وسأشفى ابنتها "
والدليل أن المسيح أمر تلاميذه فى متى 28 : 19 قائلا ً
" 19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. "
وفى سفر الأعمال 1 : 8 قال لهم
" 8لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ».
مقتبس من كتاب "موثوقية الأناجيل" لوثر خليل