أكل لحم الخنزير في المسيحية
اليهودية في العهد القديم حرمت أكل لحم الخنزير بينما جاءت المسيحية وحللت أكله ولم تمنعه، والخنزير دائمًا يعيش في المزابل ويأكل القمامة والأشياء القذرة جدًا، مع ما هو معروف من أن لحم الخنزير يسبب أمراض كثيرة، فكيف ولماذا تحلل المسيحية أكل لحم الخنزير
الرد
1- جاءت الشريعة اليهودية لليهود الذين عاشوا معًا في دولة واحدة، أعطاهم الله قوانين مدنية لتنظيم حياتهم القانونية، كذلك أعطاهم وصايا كي يمارسوها في حياتهم الروحية، وكان اليهود يعيشون بهذه القوانين وسط التحليل والتحريم حيث عاشوا حياة الطفولة الروحية وما كانوا يصلحون في ذلك الوقت أن يكون لديهم مساحات مفتوحة من التمييز الروحي للأفعال، لعدم قدرتهم الروحية وقتها على التمييز الروحي، فمثلا لم يقل لهم الله "أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم" لاستحالة تنفيذ هذا، لكنه علمهم الحد الأدنى للعدالة التي يقيمونها في دولتهم "عين بعين وسن بسن" لكن حين وصلنا للنضج الروحي من خلال المسيح قال لنا "أحبوا أعداءكم" وغيرها الكثير، فكان لزامًا عليهم أن يسيروا بقوانين يعطيها الله لهم يعيشوا بها،
2- القوانين كانت لتعليم الشعب الطاعة لفعل هذا ورفض ذاك، وبالتالي يتمكنوا من تطويع أنفسهم وتغيير سلوكياتهم لتكون سلوكيات صحيحة منضبطة، فكان التحريم في الملموس والمادي كثير ليمارسوا من خلالها الطاعة
3- لم تكن النجاسة نجاسة المادة، بل نجاسة المعصية في حد ذاتها، ولم يكونوا وقتها على استعداد للتعلم إلا من خلال التحريم والتحليل بقوانين واضحة صريحة لأكثر الأشياء ممارسة وهو الطعام اليومي، ومن خلال هذه القوانين تعرفهم القداسة والنجاسة بينما في العهد الجديد علمنا المسيح عن القداسة من خلال نقاء القلب والفكر وبالتالي نقاء الأفعال وليس نقاء المادة
4- حرمت الشريعة اليهودية أكل لحم الخنزير بناء على طلب الله من اليهود ألا يأكلوه مع مجموعة أخرى من الحيوانات والطيور والأسماك وذلك بحسب سفر اللاويين 11والذي قال فيه في أية 3 "كل ما شق ظلفه وقسمه ظلفين ويجتر من البهائم تأكلوه" وفي أية 7 قال عن الخنزير "يشق ظلفًا ويقسمه ظلفين لكنه لا يجتر" فعدم الاجترار هو سبب التحريم الجزئي، والاجترار هو أن يعيد الحيوان مضغ ما قد أكل من كعام، ويرى البعض أن عدم الاجترار هنا يشير رمزيًا إلى عدم قيام الشخص باجترار كلمة الله وهي التي تنقيه وتضبط سلوكه وبالتالي ترفعه وتنقله من الحالة الجسدية إلى الحالة الروحية ليحيا مع الله في حياة روحية عميقة، عكس الخنزير الذي يسقط كثيرًا في الوحل وبعد أن يتم غسله بالماء يعود للوحل مرة أخرى
5- كان الأساس في التحريم في الشريعة هو الابتعاد عن نفس ممارسات الديانات الوثنية المحيطة وعدم التشبه بها على الإطلاق، وتمييزهم عن هذه الشعوب، ففي بداية الإصحاح كان كلام الرب للشعب "أَنْتُمْ أَوْلاَدٌ لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ. لاَ تَخْمِشُوا أَجْسَامَكُمْ، وَلاَ تَجْعَلُوا قَرْعَةً بَيْنَ أَعْيُنِكُمْ لأَجْلِ مَيْتٍ. 2لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ، وَقَدِ اخْتَارَكَ الرَّبُّ لِكَيْ تَكُونَ لَهُ شَعْبًا خَاصًّا فَوْقَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ" فلا يخمشوا أي يجرحوا أجسادهم ولا يحلقون شعر الرأس من الأمام مثل الوثنيين، فالأصل هو الابتعاد عن ممارسات الشعوب الأخرى حتى لا يسقط الشعب في فخاخ تقليد الشعوب الوثنية، وكان الخنزير مثلاً كان حيوان مقدس في العبادات الوثنية لبعل عليان في اوجاريت، وكذلك في بعض الديانات الوثنية القديمة التي كانت محيط بشعب إسرائيل
6- في السنوات الأخيرة تم التحذير من أكل الدجاج بسبب فيروس إنفلونزا الطيور، لكن التحذير كان يحدث بعدها بفترة السماح بأكل الدجاج بعد القضاء على الفيروس، كذلك الحال في الخنزير، حيث يوجد به الديدان الشريطية ومع الطهي الجيد يتم القضاء عليها، كذلك هناك نوع من أنواع الديان الشريطية تنتقل من البقر إلى الإنسان تسمى (تينيا ساجيناتا): تصيب الماشية والأغنام ومن ثم تنتقل إلى الإنسان،
الديدان الكبدية :-
مرض طفيلى يصيب الأبقار والأغنام والجمال والخيول
ينتشر فى المناطق حيث تتوافر المجارى المائية ووجود العائل
الوسيط .."قوقع lymnaeid snails"..
الطور الغير بالغ ينمو فى الكبد ويسبب تليفات وتدمير للأنسجة ثم تهاجر للقنوات المرارية لوضع البيض كطور بالغ
فى الأغنام تكون الاصابة من النوع الحاد ..وغالبا ما تسبب الموت المفاجئ فى معظم الحالات ..نتيجة افراز كميات هائلة
من الهستامين كرد فعلا لغزو الفاشيولا .وأيضا لتدخل الكلوستريديا فى الاصابة كعدوى ثانوية للفاشيولا
7- الإكثار والإفراط من تناول الطعام يسبب الأمراض، منها على سبيل المثال مرض السكر، وهو المرض الذي يمكنه تدمير الجسد كله، بالرغم أن الأطعمة التي تسبب السكر، تكون أغلبها في النشويات كالأرز والمكرونة والخبز والحلويات والسكريات، والتي غالبًا لا يوجد بها ديدان كالخنزير
8- لا يوجد سند علمي بأن لحم الخنزير به من الأمراض ما يقتل الإنسان، فالبرغم من وجود بعض الديدان إلا أنها لا تقتل، وهو نفسه ما يوجد في المواشي والأغنام التي يأكلها الإنسان
9- في أوربا وأمريكا يتم تربية الخنازير في أماكن هي أفضل وأنظف مئات المرات من سكن ملايين من البشر ويشرف عليها البيطريين أفضل من مستشفيات بشرية في بلدان كثيرة حول العالم
10- في العهد الجديد اهتم المسيح بالإنسان، اهتم بطهارته ونقاوته وقداسته،
علمه أن النجاسة الحقيقية هي التي تنبع من داخل الإنسان وليس من خارجه فقال في بشارة متى 15: 10- 20
"10ثُمَّ دَعَا الْجَمْعَ وَقَالَ لَهُمُ:«اسْمَعُوا وَافْهَمُوا. 11لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هذَا يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ». 12حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَقَالُوالَهُ: «أَتَعْلَمُ أَنَّ الْفَرِّيسِيِّينَ لَمَّا سَمِعُوا الْقَوْلَ نَفَرُوا؟» 13فَأَجَابَ وَقَالَ:«كُلُّ غَرْسٍ لَمْ يَغْرِسْهُ أَبِي السَّمَاوِيُّ يُقْلَعُ. 14اُتْرُكُوهُمْ. هُمْ عُمْيَانٌ قَادَةُ عُمْيَانٍ. وَإِنْ كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى يَسْقُطَانِ كِلاَهُمَا فِي حُفْرَةٍ». 15فَأَِّجَابَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هذَا الْمَثَلَ». 16فَقَالَ يَسُوعُ:«هَلْ أَنْتُمْ أَيْضًا حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟ 17أَلاَ تَفْهَمُونَ بَعْدُ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يَمْضِي إِلَى الْجَوْفِ وَيَنْدَفِعُ إِلَى الْمَخْرَجِ؟ 18وَأَمَّا مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ فَمِنَ الْقَلْب يَصْدُرُ، وَذَاكَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ، 19لأَنْ مِنَ الْقَلْب تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ: قَتْلٌ، زِنىً، فِسْقٌ، سِرْقَةٌ، شَهَادَةُ زُورٍ، تَجْدِيفٌ. 20هذِهِ هِيَ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَانَ. وَأَمَّا الأَ كْلُ بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ فَلاَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ"
النجاسة ليست نجاسة الطعام، وإن كان من الضروري أن يحافظ الإنسان على جسده وهو الوديعة التي أعطاه الله إياه، لكن النقاوة والطهارة الحقيقة كما علمنا المسيح
نقاوة القلب والفكر والكيان والمشاعر من الخطية، القداسة الحقيقة هي محبة الله من كل القلب والنفس والفكر ومحبة البشر كذلك، وهي التي تجدها في الكتاب المقدس الذي يمكنه وحده أن يساعدك أن تعرف المسيح القدوس الطاهر النقي وبعلاقتك به تنمو وتنضج روحيًا لتصبح نقيًا طاهرًا قديسًا فيه
لوثر خليل