كلمات حول التجسد
هل الله يمكنه الظهور فى صورة منظورة للبشر؟ أم أن الله منزه عن ذلك؟
هل الله منزه؟ من ينزه الله عن فعل ما؟ أنت؟! أنا؟! من أنا وانت كي نقول لله لا تفعل لأنك منزه عن فعل شيء ما؟
هل ترى أنه يحق لك أن تقول لله أنت منزه عن هذا الفعل أو ذاك؟ ليس لي ولا لك الحق أن تعلن أنه منزه إلا إن قال هو بذلك؟
هل قال الله أنه منزه عن الظهور والتجسد بين البشر؟ لا لم يحدث.
هاتوا عبارة واحدة قال الله فيها، أنه لا يظهر، أنه لا يتجسد، عبارة واضحة
قال الله بوضوح أنه يرفض الشر والخطية ويأمر بالقداسة وليس أقل من ذلك
إذن فهو منزه عن فعل المعاصي
لكنه لم يقل أنه منزه عن الاتصال المباشر بالإنسان، لم يقل أن الظهور والتجسد شر أو معصية
لا يوجد ما يشير إلى أن الظهور في جسد هو شئ غير مرغوب والله لا يفعله
هاتوا نص واحد وااااااضح يقول أن الله لا يظهر ولا يتجسد للبشر
بل بالعكس حدث الظهور مرات ومرات
يمكنك الرجوع إلى المقال السابق عرضه هنا
تجد فيه نصوصًا من العهد القديم والجديد والقرآن والأحاديث الصحيحة والتفاسير المعتمدة التي تقول أن الله ظهر في صورة مرئية للبشر
على هذا اللينك
العقل لا يدرك إلا ما في مستواه، فلو حاولت أن تشرح الكهرباء لشخص لم يعرف أو يسمع أو يرى الكهرباء طيلة حياته فلن يدركها،
لو حاولت أن تشرح الألوان لشخص وُلد بلا عيون فلن يفهم مهما حاولت التبسيط، كذلك الحديث عن طبيعة الله وماهيته، لا يمكن للعقل البشري أن يدركها،
لكنه قد يدرك بعضًا عنها حين يعرف المسيح الذي كان إنسانًا مثلنا لكنه كان قدوسًا بلا خطية، كان قادرًا على كل شيء، كان خالقًا،
وبمتابعة حياة المسيح في كل تفاصيل حياته، يمكن أن تدرك لمحة بسيطة عن طبيعة الله من خلال المسيح،
فقد تجسد الله في المسيح، وفي المسيح فقط ترى الله، وعند قراءة قصة حياة المسيح في الإنجيل،
يمكنك أن ترى الله، ولم ينزه نفسه بل فعل من أجلك ومن أجل محبته لك ولكل الجنس البشري.
وقد خلق الإنسان في أفضل تقويم، فما المانع أن يتخذ صورة هذا الإنسان ليظهر فيها؟
لاحظ أن التجسد:
1-التجسد لا يعني تحول أو تغير في طبيعة الله، فقد بقيت الطبيعة الروحية لله كما هي.
2- ولا أن الله ترك السماء ونزل للأرض -لو اعتبرنا أن السماء مسكن الله- لكنه ظل كما هو لا مكان يحده لا السماء ولا الأرض.
3- التجسد ليس اختلاطًا بين الطبيعة الروحية الإلهية والطبيعة الإنسانية، فظهر لنا مكوّن جديد، بل هو اتحاد بينهما. وحدث منذ أن كان المسيح بذرة في بطن العذراء مريم، منذ اللحظة الأولى.
4- والتجسد لم يقلل أبدًا من قدرات وعطمة وقداسة الله.
5- التجسد لا يعني أن المسيح كان إنسانًا ألهناه، بل هو الله ظاهرًا في صورة إنسان.
مقتبس من كتاب
هل قال المسيح بكلام صريح أنا الله؟
لوثر خليل