هل عرفت المسيح؟ المقال الثالث والعشرون
اعتراضات على عصمة المسيح
المسيح كذاب
الاعتراض السادس
المسيح كذاب فقد قال لتلاميذه لن أصعد إلى العيد ثم صعد بعد ذلك فهو كاذب ودليل كذبه أنه صعد فى الخفاء.
الرد
الآية تقول فى يوحنا7: 6 و 8 "فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«إِنَّ وَقْتِي لَمْ يَحْضُرْ بَعْدُ، وَأَمَّا وَقْتُكُمْ فَفِي كُلِّ حِينٍ حَاضِرٌ..8اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى هذَا الْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ أَصْعَدُ بَعْدُ إِلَى هذَا الْعِيدِ، لأَنَّ وَقْتِي لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ."
1- النص واضح أن المسيح فى آية 6 و 8 لم يقل أنه (لن يذهب) بل قال (لا اذهب الآن).
الكذب ينتفي أصلا ً من الآية 6 قبل الدخول فى أي تفاصيل أخرى التي قال فيها المسيح "فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«إِنَّ وَقْتِي لَمْ يَحْضُرْ بَعْدُ، وَأَمَّا وَقْتُكُمْ فَفِي كُلِّ حِينٍ حَاضِرٌ."
2- الكلمة (لست اصعد بعد) أي ( حتى الآن لا) فهذه الكلمة تعنى بوضوح أنه سيصعد ولكن ليس الآن وتكملة الآية توضح هذا.
- لماذا صعد كأنه فى الخفاء؟
1- كان عيد المظال يذهب فيه اليهود قبل العيد لنصب خيامهم التي يسكنون فيها إشارة لتغربهم فى مصر وكانوا يصعدون فى مجموعات تدخل أورشليم بالترنم والأناشيد أما المسيح صعد بدون أن يفعل هذا وهذا ما يعنى أنه فى الخفاء.
2- لم يقل فى الخفاء بل "كأنه فى الخفاء" فقد صعد وحده دون أن تكون مجموعة كبيرة تدخل إلى العيد بترنم وتهليل.
3- ولو كان فى الخفاء أي مختبئ، لنقرأ باقي الإصحاح السابع الذي يوضح بصراحة شديدة أن المسيح وقف وتحدث علنا أمام الناس وجادلوه وهاجم اليهود علنا ً فهو لم يختبئ بل إختار الوقت المناسب للصعود.
4- وما الفائدة التي جناها يسوع من الكذب فى حال كذبه؟ لا يوجد بل صعد وناقش اليهود علانية.
المعروف عن المسيح أنه لا يهاب أحدا ً فقد صنع صوتا ًوطرد الباعة من الهيكل ووبخ الجميع علانية فهل يخاف من الصعود، فلو أن المسيح كذب فصعد خفية فلماذا وقف أمام اليهود وناقشهم علانية؟
5- لابد أن نفهم سياق النص حيث طلب إخوته منه أن يصعد ليعلن نفسه كملك أرضى وهو لا يريد هذا ولن يفعله فقال لهم إنه لا يصعد ليعلن نفسه " لأن وقتي لم يكمل بعد."
6- لابد من أخذ المفهوم فى حدود الزمن الذي يتحدث عنه فليس على إطلاقه بل على أساس تحديده هو للزمن، ليختار متى يصعد.
اعتراض على هذا
كلمة (بعد) فى آية 8 "اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى هذَا الْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ أَصْعَدُ بَعْدُ إِلَى هذَا الْعِيدِ، لأَنَّ وَقْتِي لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ."
هذه الكلمة (بعد) الموجود تحتها خط هى موضع النقد حيث أن هذه الكلمة لا توجد فى بعض المخطوطات والترجمات وتم إضافتها للكتاب المقدس تحريفا ً فهى ليست من النص الأصلي .
الرد
1- المخطوطات تؤيد جدا ً وبقوة صحة وجود الكلمة (بعد) فى المخطوطات التالية
p66, p75, B, E, F, G, H, L, N, T, W, X, Δ, Θ, Ψ, 070, 0105, 0141, 0180, 0250, f1, f13, 28, 33, 157, 180, 205, 597, 700, 892, 1006, 1010, 1195, 1216, 1230, 1243, 1253, 1292, 1342, 1344, 1354, 1424, 1505, 1646, 2148
ولا توجد فى المخطوطات
א , D, K, Π, 1071, 1079, 1241, 1242, 546, 672, 673, 813, 950
إقتبسها تاتيان فى الدياطسرون فى القرن الثاني ويوحنا ذهبى الفم فى القرن الرابع وباسيليوس.
وتوجد فى الترجمات
بعض الترجمات اللاتينية القديمة وبعض ترجمات الفولجاتا والقبطية الصعيدية والقبطية الأخميمية والبحيرية والسريانية الباشيطا والسريانية الفلسطينية واالسريانية الهيراقلية والقوطية، ولا توجد فى السريانية السينائية والسينائية الكاترونية والجورجية والسلافية.
2- لا يوجد دليل واحد يقول أنه تم إضافة الكلمة للدفاع عن المسيح حتى لا يكون كاذبا ً.
3- فى حال استخدام الكلمة أو عدم إستخدامها هل يتغير شئ؟ لنرى فى حال وجود الكلمة (بعد).
"فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«إِنَّ وَقْتِي لَمْ يَحْضُرْ بَعْدُ، وَأَمَّا وَقْتُكُمْ فَفِي كُلِّ حِينٍ حَاضِرٌ...8اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى هذَا الْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ أَصْعَدُ بَعْدُ إِلَى هذَا الْعِيدِ، لأَنَّ وَقْتِي لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ"
فى حال عدم وجود كلمة (بعد) لا يتغير المعنى "اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى هذَا الْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ أَصْعَدُ... إِلَى هذَا الْعِيدِ، لأَنَّ وَقْتِي لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ. "
فصعود المسيح مرتبط بالوقت الذي حدده هو وهذا الوقت قد جاء بحسب مشيئته
4- هذا لا يتعدى خطأ ناسخ ليس أكثر نستطيع إدراكه من مقارنة المخطوطات والترجمات والاقتباسات معا ً فخطأ الناسخ ليس تحريفاً، ولو كل خطأ من ناسخ حُسب تحريفا ً فإن كل كتب الدنيا محرفة، فكلها حدث بها أخطاء نُساخ.
5- لابد أن ندرك أن الكتاب المقدس به أكثر من 470 ألف كلمة (حوالي 31 ألف آية) والخطأ وراد عند النسخ خاصة أن النسخ كان يتم فى ظروف غاية فى الصعوبة لكن بمقارنة المخطوطات والترجمات واقتباسات آباء الكنيسة نستطيع بمنتهى السهولة أن نحدد الكلمة الخطأ ونصححها.. والأخطاء النسخية حدثت فى كل كتب الدنيا دينية وغير دينية فى كل العالم وكل الديانات والمعتقدات والأفكار.
6- وسؤالي إلى الذين يهاجمون الكتاب المقدس، هل أخطاء النُساخ تعتبر تحريف؟
لو أنها تحريف فكل كتب الدنيا محرفة وبلا استثناء وعليك بالبحث لتجد أخطاء النُساخ وعليك أن تحتسب كتبك محرفة .
وإذا لم تكن أخطاء النُساخ تحريف فلماذا تهاجمون الكتاب المقدس فى بعض الأخطاء النسخية التي يتم معرفتها وتصحيحها من مقارنة المخطوطات والترجمات واقتباسات آباء الكنيسة؟