هل توافق المسيحي على الشذوذ الجنسي؟
هل يقره الكتاب المقدس أم يرفضه؟
أقرأ هذا المقال الهام
الأنبا رفائيل
خطية الشذوذ الجنسي خطية بشعة لا يوافق عليها الكتاب المقدس.
وغير موجودة في كل الكائنات الحية إلا في بعض المنحرفين نفسيًّا أو جنسيًّا من البشر فقط.
وذلك لأن الرغبة الجنسية وضعها الله في كل مملكة الحيوان من أجل حفظ النوع.
وكل الحيوانات تُمارس الجنس ذُكُورًا مع إناث بالغريزة بدون عقل ولا تفكير ولا إرادة.
والكائن الوحيد الذي يمارس الجنس محكومًا بالعقل والإرادة هو الإنسان قمة خليقة الله.
نحن نتشابه مع جميع الحيوانات في كل العمليات البيولوجية مثل الغذاء والهضم والتنفس والحركة والإخراج والتناسل ... الخ
ونتميز عن كل مملكة الحيوان بالعقل فقط.
لذلك فنحن نأكل، ونتحرك، ونتخلص من عوادم الاحتراق والهضم (البول والبراز)، ونتكاثر، بالعقل والارادة والتفكير وترتيب الظروف الملائمة.
فما يمارسه الحيوان بالغريزة نمارسه نحن مضبوطًا بالعقل والارادة .
الحيوان لا يعاني من التخمة لأنه يأكل بالغريزة حسب احتياجه فقط، أما الإنسان فيأكل بالمزاج والرغبة والتفكير فممكن أن يأكل أكثر من احتاجه فيصاب بالسمنة والتخمة وأمراض الجهاز الهضمي.
فالحيوان هو الصورة الأصلية للبيولوجي بدون تدخل الإرادة السليمة أو المنحرفة؛ فإذا كانت كل مملكة الحيوان لا يوجد بها الشذوذ الجنسي، فيكون هذا هو الأصل البسيط، ويكون الشذوذ هو نتيجة إرادة منحرفة أو عوامل تربوية مريضة تحتاج علاجًا، ولا يمكن أن تكون بسبب جينات في الجسم كما يدّعي الشواذ.
إنها الإرادة والانحراف القابل للشفاء.
ادعو الشواذ أن يلجأوا للطب النفسي لمعالجة هذا الانحراف غير الطبيعي، وأن يلجأوا بالأكثر إلى إلهنا الصالح القادر أن يشفي النفس والجسد والروح شفاءً كاملًا بنعمته الغنية.
أختم كلامي بشواهد من الكتاب المقدس تدين الشذوذ الجنسي:
"لذلكَ أسلَمَهُمُ اللهُ إلَى أهواءِ الهَوانِ، لأنَّ إناثَهُمُ استَبدَلنَ الاستِعمالَ الطَّبيعيَّ بالّذي علَى خِلافِ الطَّبيعَةِ، وكذلكَ الذُّكورُ أيضًا تارِكينَ استِعمالَ الأُنثَى الطَّبيعيَّ، اشتَعَلوا بشَهوَتِهِمْ بَعضِهِمْ لبَعضٍ، فاعِلينَ الفَحشاءَ ذُكورًا بذُكورٍ، ونائلينَ في أنفُسِهِمْ جَزاءَ ضَلالِهِمِ المُحِقَّ. وكما لَمْ يَستَحسِنوا أنْ يُبقوا اللهَ في مَعرِفَتِهِمْ، أسلَمَهُمُ اللهُ إلَى ذِهنٍ مَرفوضٍ ليَفعَلوا ما لا يَليقُ." (رو ١: ٢٦-٢٨)
مشكلة سدوم وعامورة:
فنادَوْا (أهل سدوم وعمورة) لوطًا وقالوا لهُ: «أين الرَّجُلانِ اللَّذانِ دَخَلا إلَيكَ اللَّيلَةَ؟ أخرِجهُما إلَينا لنَعرِفَهُما». فخرجَ إليهِمْ لوطٌ إلَى البابِ وأغلَقَ البابَ وراءَهُ وقالَ: «لا تفعَلوا شَرًّا يا إخوَتي (تك ١٩: ٥-٧)
وجاءت الوصية في شريعة موسى
ولا تُضاجِعْ ذَكَرًا مُضاجَعَةَ امرأةٍ. إنَّهُ رِجسٌ (لا ١٨: ٢٢)
وإذا اضطَجَعَ رَجُلٌ مع ذَكَرٍ اضطِجاعَ امرأةٍ، فقد فعَلا كِلاهُما رِجسًا. إنَّهُما يُقتَلانِ. دَمُهُما علَيهِما.( لا ٢٠: ٣١)
«لا تكُنْ زانيَةٌ مِنْ بَناتِ إسرائيلَ، ولا يَكُنْ مأبونٌ مِنْ بَني إسرائيلَ.( تث ٢٣: ١٧)
وجاء تعليم العهد الجديد متوافقًا مع الفكر الإلهي في العهد القديم:
أم لَستُمْ تعلَمونَ أنَّ الظّالِمينَ لا يَرِثونَ ملكوتَ اللهِ؟ لا تضِلّوا: لا زُناةٌ ولا عَبَدَةُ أوثانٍ ولا فاسِقونَ ولا مأبونونَ ولا مُضاجِعو ذُكورٍ، ولا سارِقونَ ولا طَمّاعونَ ولا سِكّيرونَ ولا شَتّامونَ ولا خاطِفونَ يَرِثونَ ملكوتَ الله (١كو ٦: ٩-١٠)
عالِمًا هذا: أنَّ النّاموسَ لَمْ يوضَعْ للبارِّ، بل للأثَمَةِ والمُتَمَرِّدينَ، للفُجّارِ والخُطاةِ، للدَّنِسينَ والمُستَبيحينَ، لقاتِلي الآباءِ وقاتِلي الأُمَّهاتِ، لقاتِلي النّاسِ، للزُّناةِ، لمُضاجِعي الذُّكورِ، لسارِقي النّاسِ، للكَذّابينَ، للحانِثينَ، وإنْ كانَ شَيءٌ آخَرُ يُقاوِمُ التَّعليمَ الصَّحيحَ، حَسَبَ إنجيلِ مَجدِ اللهِ المُبارَكِ الّذي اؤتُمِنتُ أنا علَيهِ. (١تيمو ١: ٩-١١)
كما أنَّ سدومَ وعَمورَةَ والمُدُنَ الّتي حَوْلهُما، إذ زَنَتْ علَى طَريقٍ مِثلِهِما، ومَضَتْ وراءَ جَسَدٍ آخَرَ، جُعِلَتْ عِبرَةً، مُكابِدَةً عِقابَ نارٍ أبديَّةٍ. (يه ١: ٧)
ختامًا صديقي القارئ الحبيب
"هذا وإنَّكُمْ عارِفونَ الوقتَ، أنَّها الآنَ ساعَةٌ لنَستَيقِظَ مِنَ النَّوْمِ، فإنَّ خَلاصَنا الآنَ أقرَبُ مِمّا كانَ حينَ آمَنّا. قد تناهَى اللَّيلُ وتَقارَبَ النَّهارُ، فلنَخلَعْ أعمالَ الظُّلمَةِ ونَلبَسْ أسلِحَةَ النّورِ. لنَسلُكْ بلياقَةٍ كما في النَّهارِ: لا بالبَطَرِ والسُّكرِ، لا بالمَضاجِعِ والعَهَرِ، لا بالخِصامِ والحَسَدِ. بل البَسوا الرَّبَّ يَسوعَ المَسيحَ، ولا تصنَعوا تدبيرًا للجَسَدِ لأجلِ الشَّهَواتِ. (رو ١١: ١٣-١٤)