هل البشارات الأربع التي تحكي لنا قصة حياة المسيح محرفة وتم التلاعب فيها؟ المقال الثاني عشر...12
لا يوجد دليل على أن لوقا كتب البشارة الثالثة المكتوب عليها اسمه
ننتقل الآن مع الأستاذ محمد السعدي الذي يهاجم صحة قصة حياة المسيح في البشارات أو الأناجيل الأربعة، وقد ناقشنا الأدلة على صحة القصة في انجيل متى وانجيل مرقس
وننتقل الآن إلى البشارة الثالثة أو إنجيل لوقا والأدلة على أنه هو الذي كتب هذه البشارة أو هذا الإنجيل
فقد قال الأستاذ محمد السعدني أن لو قا لم يكتب هذا الإنجيل
سنقدم سردًا على أن لوقا هو الكاتب للبشارة الثالثة من التاريخ المسيحي في القرون الأولى للمسيحية
الأدلة على أن لوقا كتب الإنجيل الثالث
1- فى كتابه ضد الهرطقات 3 : 11 قال ايريناوس :
( كذلك لوقا رفيق بولس فقد دون فى كتاب الإنجيل الذى كان يبشر به بولس )فيذكر ايريناوس ان كاتب إنجيل لوقا هو لوقا الطبيب
2- الشهيد يوستين كان دائما يرجع الى مخطوطة أسماها ( المذكرات ) Memoris
وهى ذكريات الرسل وتحمل كل ما جاء فى إنجيل متى وإنجيل لوقا وفى كتابه Dial.103-119) ) يقول إن المذكرات قد جمعت بواسطة الرسل والذين رافقوهم ويقول العالم كريدJ. Martin Creed المقصود من الذين رافقوهم هما مرقس ولوقا
3- جاء فى المقدمة ضد مركيون :
" لوقا انطاكى طبيب وتلميذ الرسل رافق بولس حتى استشهاده وخدم الله بغير لوم ولم يتزوج ومات عن 80 عام مملؤ من الروح القدس وبعدما كُتبت الأناجيل كتب متى فى اليهودية ومرقس فى إيطاليا كتب لوقا بالهام الروح القدس فى أنحاء أخائية أشار فى بدء إنجيله إلى أن أناجيل أخرى قد كتبت قبله ولكنه رأى من الضرورى أن يعرض على المؤمنين من أصل يونانى قصة كاملة مرتبة للأحداث لئلا تظل الأساطير اليهودية تتجاذبهم أو تخيلات الهراطقة الفارغة والعارية من الصحة تضلهم "
4- يقول التقليد المسيحى أن لوقا من السبعين وأنه احد تلميذى عمواس
5- وجاء فى كتاب تاريخ الكنيسة 3 : 24 : 7
" وبعد ان نشر مرقس ولوقا انجيلهما يقال ان يوحنا ........ قبلها وشهد لصحتها "
6- وجاء فى تاريخ الكنيسة 3 : 24 : 10
" اما لوقا فانه قبل البدء فى روايته عن اعمال يسوع "
7- وفى تاريخ الكنيسة أيضا ً 3 : 24 : 15 نقرأ :
" اما لوقا فانه فى بداية انجيله يبين السبب الذى دعا الى كتابته فيقرر بأنه إذ كان آخرون قد تسرعوا فى تأليف قصة عن الحوادث المتيقنة عنده فقد أحس هو نفسه بضرورة اراحتنا من أرائهم غير المتيقنة ودون فى إنجيله وصفا دقيقا لتلك الحوادث التى تلقى عنها المعلومات الكاملة يساعد على هذا صداقته الوثيقة لبولس واقامته معه ومعرفته لسائر الرسل
8- كما نقرأ فى تاريخ الكنيسة 3 : 4 : 7 ( اما لوقا .... فقد ترك لنا سفرين قانونيين ....احد هذين السفرين فهو الانجيل ..... اما السفر الثانى فهو اعمال الرسل الذى كتبه ... بناء على ما راه هو بنفسه )
9- بردية P 75 تعود للقرن الثانى تنسب الإنجيل إلى لوقا
10- يذكر ترتليان
" الكنيسة لا تعترف إلا بأربعة أناجيل اثنان منهما كتبهما اثنان من الرسل متى ويوحنا واثنان من السبعين لوقا ومرقس "
11- فى مقدمة كتبت للإنجيل فى مخطوطة تعود لعام 170 فى وثيقة ضد تعاليم ماركيون الهرطوقى " .... وبينما ظهر الانجيل بحسب متى الذى كتب فى اليهودية وكذلك بحسب مرقس الذى كتب فى اإطاليا تحرك لوقا بالروح القدس وكتب انجيله هذا .... ولوقا هذا نفسه الذى كتب سفر أعمال الرسل "
إذاً الشهادة الواردة عن لوقا انه كتب بالوحى وهذا مسجل عام 170 اى بعد 100 عام تأتى هذه الشهادة وطبعا هذه الشهادة انتقلت من السابقين من جيل لجيل وليست وليدة عام 170
12- الكنيسة المبكرة اشارت الى ان لوقا هو كاتب الانجيل والسفر مثل اريناؤس وترتليان وكلمنت واوريجن
13- يوسابيوس القيصرى :
( أما لوقا الذى كان من أبوين أنطاكيين والذى كان يمتهن الطب والذى كان صديقا ًحميما ًلبولس ومعروفا ًمن سائر الرسل فقد ترك لنا فى سفرين قانونيين براهين على موهبة الشفاء الروحى التى تعلمها منهم . أما أحد هذين السفرين فهو الإنجيل الذى يشهد بأنه كتبه كما سلمه اليه الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة والذين قد تتبعهم كما يقول وأما السفر الثانى فهو أعمال الرسل الذى كتبه لا بناء على رواية الآخرين بل بناء على ما راه هو بنفسه )
تاريخ الكنيسة 3 : 4 : 7
14- لولا صحة نسبة الانجيل الى كاتبه لوقا لما تمسكت به الكنيسة الجامعة فى مشارق الارض ومغاربها فى تلاوته باسمه فهو ليس من الرسل حتى يعتقد بشهادته لولا صحتها ونسبتها اليه
15- بابياس تلميذ بوليكاربوس تلميذ يوحنا يذكر اسم لوقا عام 125 فى تفسير اقوال الرب
16- بوليكاربوس شهد بأن لوقا كتب انجيلا وهذا ما نقله تلميذه ايريناؤس فى كتابه ( الرد على الهرطقات 3 : 4 : 3- 4 ) ثم فى ذات المرجع قال ايريناؤس ( كذلك لوقا رفيق بولس قد دون فى كتاب الانجيل الذى كان يدعو به )
17- ترتليان فى ( الرد على مركيون ) قال : ( إن عادة الكنيسة أن تقرأ الإنجيل بحسب لوقا ) ( لوقا هو تلميذ بولس وصاحب الإنجيل )
22- اكليمندس الاسكندرى فى ( الستروماتا 5 : 12 ) ( كما هو مكتوب فى الانجيل بحسب لوقا )
18- اوريجانوس يقول : ( والثالث كتبه لوقا ) ( تاريخ الكنيسة 6 : 25 : 6 )
19- جيروم يؤكد أن لوقا كتب الإنجيل الثالث
20- يظهر من الإنجيل ذاته ان كاتبه غير يهودى فهو لا يهتم بالعادات اليهودية
21- قال رينان أن نسبة الإنجيل والأعمال إلى لوقا صحيحة لأن لوقا مثل مرقس لم يكن من عمدة الكنيسة الرسولية حتى يتستروا به فيضعوا الإنجيل بأسمه ترويجا له
كما يذكر لنا التأريخ الاسلامى ايضا انه كان من السبعين على لسان المسعودى
التنبيه والاشراف – ذكر ملوك الروم
,"وذكرنا أسماء الاثني عشر والسبعين تلاميذ المسيح وتفرقهم في البلاد وأخبارهم وما كان منهم ومواضع قبورهم ومن أصحاب الأناجيل الأربعة منهم يوحنا ومتى من الاثني عشر ولوقا ومرقس من السبعين وأن مرقس صاحب الإسكندرية ومن كان بعده من البطاركة على هذا الكرسي الحكام على سائر أصحاب الكراسي في كل ما يختلفون فيه والقضاة عليهم"
المقالات السابقة
كل المقالات مقتبسة من كتاب "موثوقية الأناجيل" لوثر خليل