هل ما يمنع أن يتصل بنا الخالق سبحانه إتصالاً مباشرًا؟
هل يكون الله كاملاً حين يمتنع عن الإتصال بالبشر؟
أم أن إتصاله بنا هو كل الكمال؟
"والدّليل على وجوب الاتّحاد أنّ البارئ تعالى هو أفضل الجائدين. وأفضلُ الجائدين هو الجائد بأفضل الذّوات. وأفضل الذّوات ذاتُ البارئ. فلَزِمَ جودُ البارئ بذاته علينا، وهذا كان باتّصاله بنا. ودليلٌ ثانٍ، وهو اتّصاله بنا مُمكنٌ. لأنّ المانعَ من الاتّصال المُضادةُ. والخالق ليس هو ضدُّ مخلوقاته، إذ الضّدُ يُدمُ ضدُّه، لا يُجِدُه! وقد قال في التّوراة إنّه يخلق الإنسانَ بشبهه، والمشابهة مقَّربة للاتّصال. وإذا كان اتّصالُه بنا مُمكنًا، وكان لنا فيه غايةُ الشرف، وله فيه كمال الجود، فلا يمنعه إلاّ العجزُ أو البخلُ. وهما من صفات النّقص، فهو يتعالى عنهما. فيجب اتّصالُه بنا."
-- صفيّ الدّولة ابن العسّال، لاهوتيّ قبطيّ من القرن الثّالث عشر