الديانة الفاسدة 2
خرج علينا فضيلة الشيخ سالم عبد الجليل، متهمًا المسيحية بأنها ديانة فاسدة، واتباعها كفارًا، وسوف نناقش بعض ما يقال على المسيحية التي تجعله وغيره يتهمون المسيحية وأتباعها بالكفر والفساد والشرك
في موضوعنا في هذا المقال سوف نناقش الإيمان المسيحي في التوحيد، هل المسيحيون موحدون، أم أشركوا بالله؟
هل يؤمن المسيحيون بثلاث آلهة أم إله واحد؟
هل يمكن للمسيحيين أن يقولوا لا إله إلا الله أم لا؟
سنناقش هذا من خلال نصوص الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد
الوحدانية والثالوث
للأسف الشديد فإن كل من هاجموا الإيمان المسيحي، لم يقرأوا نص الكتاب المقدس، وهاجموا نقلاً دون دراسة العقيدة من أهلها، ومقتنعين أن المسيحيين يؤمنون بثلاث آلهة، لذلك يرونهم كفارًا ومنهم الشيخ سالم عبد الجليل الذي فاض واستفاض في وصف المسيحية بأنها ديانة فاسدة واتباعها كفارًا لأننا نشرك بالله
قراءة سطحية للكتاب المقدس توضح لكل عاقل أننا محدون بالله ولا نشرك به شيئًا
فيقول الكتاب المقدس في العهد القديم مثلاً
- اشعياء 44 : 6
" هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَفَادِيهِ، رَبُّ الْجُنُودِ: «أنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ، وَلاَ إِلهَ غَيْرِي "
- تثنية 32 : 39
" اُنْظُرُوا الآنَ! أَنَا أَنَا هُوَ وَلَيْسَ إِلهٌ مَعِي. أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي. سَحَقْتُ، وَإِنِّي أَشْفِي، وَلَيْسَ مِنْ يَدِي مُخَلِّصٌ
اشعياء 45 : 21
" أَخْبِرُوا. قَدِّمُوا. وَلْيَتَشَاوَرُوا مَعًا. مَنْ أَعْلَمَ بِهذِهِ مُنْذُ الْقَدِيمِ، أَخْبَرَ بِهَا مُنْذُ زَمَانٍ؟ أَلَيْسَ أَنَا الرَّبُّ وَلاَ إِلهَ آخَرَ غَيْرِي؟ إِلهٌ بَارٌّ وَمُخَلِّصٌ. لَيْسَ سِوَايَ. "
تثنية 6: 4
اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ
وفي العهد الجديد يؤكد على أنه إله واحد
- مرقس 12 : 29
اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.
- رومية 3 : 30
لأَنَّ اللهَ وَاحِدٌ
- يعقوب 2 : 19
أنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللهَ وَاحِدٌ. حَسَنًا تَفْعَلُ.
والسؤال
هل الله واحد، رقم؟ بمعنى هل هو 1؟
الإجابة لا
أنه واحد في النوع فلا يوجد إله أخر
أنه واحد في كيانه الإلهي
واحد في طبيعته
هل في الله تركيب؟
الله ليس مركبًأ وذلك للأسباب التالية
1- المركب من اجزاء لا يتكون الا عبر وجودها فوجود الاجزاء يسبق وجود الكل والله لم يكن مسبوق بعدم أو وجود فهو أزلى وحده فهو ليس مركبا ً
2- المركب من اجزاء لابد لوجود من قام بتركيبه لأن الاجزاء لا تتركب من نفسها بل شخص يقوم بتركيبها ولأن الله لا علة لوجوده فهو ليس مركبا ً
3- كل مركب محدود بكمية اجزاءه وقدرها والله ليس محدود وليس مركبا ً
4- لابد من وجود زمن معين تم التركيب فيه والله ازلى لم يحدث يوما ً أن قام شخص فى زمن ما بتركيبه
5- المركب قد يأتى وقت لتفكيكه كما تم تركيبه والله لا يتم تركيبه أو تفكيكه
6- المركب يمكن وصفه وحدِه والله لا يمكن وصفه أو حده
الله طبيعته الروحية بسيطة ليس فيها تركيب
أ- الوحدانية المجردة
هى التى لا تتصف بصفة ويقول الذين يؤمنون بهذه الوحدانية أنه فوق الارادة وفوق العلم ولكن من هو فوق الوجود ليس بموجود
ب- الوحدانية المطلقة لا حد لها وتنقسم الى
فريق ينفى عنه صفات الارادة والاختيار فهم يرون أن الله يريد فهو يريد ازلا ً وارادته ازلا ً تعنى وجود كائنات ازلية يريدها
- فريق يسند لله كل الصفات ولكن لا يوفق بين الصفات ونوع الوحدانية المطلقة فكيف كان يمارس هذه الصفات ازلا ً ؟ ومع من كان يمارسها ؟
ج- الوحدانية الجامعة المانعة
هي الوحدانية الجامعة لكل ما يلزم الله لممارسة صفاته ومانعة لوجود جوهر آخر أو تركيب أو تجزئة في جوهر الله
وإذا أخذنا الإنسان مثلاً -ولتقريب الصورة إلى الأذهان- فإن الإنسان هو شخص واحد، كيان إنساني واحد، لكنه يتكون من نفس وروح وجسد، وبالرغم من هذا فهو إنسان واحد وليس ثلاثة
مع الفارق ولله المثل الأعلى فالله واحد لكنه ثالوث
الذات الإلهية ويسميه الكتاب المقدس الآب
الكلمة ويسميه الكتاب المقدس الابن
الروح ويسميه الكتاب المقدس الروح القدس
تسميات روحية تمامًا
هل توجد هذه الوحدانية الجامعة في الكتاب المقدس؟
نعم
العهد القديم
استخدم الوحى لغة الجمع دليلا ً على جامعية الله فى العهد القديم
تكوين 1 : 26
" نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا "
تكوين 3 : 22
" هوذا الانسان صار كواحد منا عارفا الخير والشر "
تكوين 11 : 7
" هلم ننزل ونبلبل السنتهم "
وفى اشعياء 6 : 8
" من ارسل ومن يذهب من اجلنا "
وهذه ليست لغة تعظيم، فلا يوجد في العبرية لغة تعظيم
تكوين 15 : 1
" انا ترس لك "
وفى اشعياء 45 : 6
" انا الرب وليس اخر "
وقال نبوخذ نصر فى دانيال 4 : 4
" كنت مطمئنا ً فى بيتى وناضرا ً فى قصرى «
وقال فرعون فى تكوين 41 : 17
" إنى كنت فى حلمى واقفا ً "
1- لفظ ألوهيم الله אֱלֹהִים
جمع في القواميس العبرية
ولم تقل القواميس أبدًا أنها صيغة تعظيم
لأن اللغة العبرية لا يوجد في لغة التعظيم
2- الله عظيم فى ذاته ولا يحتاج أن يعظم نفسه
3- هذا دليل على وحدانية وجامعية الله فى التوراة
تكوين 3 : 22
" هوذا الانسان صار كواحد منا عارفًا الخير والشر "
لو كانت صيغة تعظيم لقال " قد صار مثلنا " فلفظ " كواحد منا " تدل على أنه جامع
اللفظ «منا» هو اللفظ العبري
מִמֶּ֑נּוּ تنطق «ممين»
يأتي في صيغة الجمع
And the LORD God said, "The man has now become like one of us,
خروج 1: 9
فقال لشعبه: «ها بنو إسرائيل أكثر منا وأعظم قوة»
قاموس سترونج
جزء من، من متعدد، فوق، بين، في، وسط،
فهي تدل على المتعدد.
جاءت في تكوين 3 من الشجرة، وواضح أن المقصود من ثمر الشجرة الجمع وليس المفرد
تكوين 11 : 7
" هلم ننزل ونبلبل السنتهم "
هلم هنا تعنى أنه يتحدث مع اخر
נֵֽרְדָ֔ה الجمع ننزل
الجذر منها
יָרַד الجذر «ياراد»
جاءت عن إبراهيم في تكوين 12: 10
וַיֵּ֨רֶד فنزل
تكوين 43: 4 في قصة يوسف
إِنْ كُنْتَ تُرْسِلُ أَخَانَا مَعَنَا، نَنْزِلُ وَنَشْتَرِي لَكَ طَعَامًا،
وفى اشعياء 6 : 8
" من ارسل ومن يذهب من اجلنا "
لو كان تعظيمًا لقال من نرسل من اجلنا فلا يكون التعظيم في كلمة ولا يوجد في كلمة اخرى
אֶשְׁלַ֖ח ارسل
יֵֽלֶךְ־לָ֑נוּ
يليش يذهب .. لنو لنا
متى 3 : 16 – 17
فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ، وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى رُوحَ اللهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ، 17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً:« هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».
متى 28 : 19
فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.
يوحنا 14 : 16 – 17
16وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ، 17رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ
يوحنا 15 : 26
«وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ، رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي
كورنثوس الثانية 13 : 14
14نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ.
غلاطية 4 : 6
6ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخًا:«يَا أَبَا الآبُ».
ثمة اعتراض يقول
لفظ التثليث دخل المسيحية فى القرن الثالث ولم يكن معروفا ً ولم يكتب فى الانجيل ولم يعرفة التلاميذ أو اباء القرون الأولى
- استخدم لفظ ( التثليث ) فى القرن الثالث بعد دخول كثير من الامم والفلاسفة فى المسيحية ولكن هذا لا يعنى عدم وجود العقيدة فى المسيحية منذ بدايتها ولكن اللفظ استخدم لتعريف العقيدة . فتعريف العقيدة ليس اولها بل شرحا ً لها وقد كان المؤمنون الاول يعرفون العقيدة دون احتياج لاطلاق لفظ
هل عقيدة الثالوث ابتكرها التلاميذ أم أنها أصلية في الكتاب المقدس؟
1- هذه العقيدة اصلية فى التوراة
2- اعلن المسيح هذه العقيدة بكل وضوح
3- الرسل مختلفين عن بعضهم فى الثقافة والسن والنشأة والعمل كما أنهم تشتتوا فى كثير من الاماكن بسبب الاضطهاد فيستحيل اتفاقهم على ابتداع عقيدة واذاعتها
4- حتى لو كانوا ابتدعوها كيف يجرؤون على اذاعتها وهى تتعارض مع ما يتمسك به الناس من عقائد طالما هي ليست موجودة في التوراة وهى اسمى من مداركهم فأذاعتهم لهذه العقيدة يدل على أنهم لم يبتدعونها
5- حتى لو افترضنا أنهم ابتدعوها واذاعوها لكانوا حاولوا البرهنة على صحتها لكننا عندما نقرأ الكتاب المقدس لا نجد في أي نص أن الرسل والتلاميذ حاولوا اقناع أحدا ً
بل جاءت النصوص فى سياق النص العادي وليس بصورة خاصة أو وجود اشارات خاصة لهذه الآيات
نحن نعبد إله واحد لا شريك له
نقول بملء الفم
لا إله إلا الله