هل عرفت المسيح؟ المقال الثاني والعشرون ... 22
هل عرفت المسيح؟ المقال الثاني والعشرون... 22
- التفاصيل
- المجموعة: لاهوتية
- كتب بواسطة: katep
- الزيارات: 909
اعتراضات على عصمة المسيح
نشرنا الأسبوع الماضي 3 اعتراضات واليوم نكمل جزء آخر من الهجوم على عصمة المسيح
الاعتراض الرابع
شتيمته للفريسيين متى 23: 23–36 وهذا أيضا ً يعنى شاتم وهذه خطية فهو نفسه قال فى متى 5: 22 "وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ."
الرد
متى 23: 27 "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ، وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ. 24أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! الَّذِينَ يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ. 25وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ، وَهُمَا مِنْ دَاخِل مَمْلُوآنِ اخْتِطَافًا وَدَعَارَةً. 26أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّ الأَعْمَى! نَقِّ أَوَّلاً دَاخِلَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ لِكَيْ يَكُونَ خَارِجُهُمَا أَيْضًا نَقِيًّا. 27وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. 28هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا، وَلكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِل مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْمًا. 29وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ وَتُزَيِّنُونَ مَدَافِنَ الصِّدِّيقِينَ،30وَتَقُولُونَ: لَوْ كُنَّا فِي أَيَّامِ آبَائِنَا لَمَا شَارَكْنَاهُمْ فِي دَمِ الأَنْبِيَاءِ. 31فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ.32فَامْلأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ. 33أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟ 34لِذلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَكَتَبَةً، فَمِنْهُمْ تَقْتُلُونَ وَتَصْلِبُونَ، وَمِنْهُمْ تَجْلِدُونَ فِي مَجَامِعِكُمْ، وَتَطْرُدُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ، 35لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ، مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ. 36اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذَا كُلَّهُ يَأْتِي عَلَى هذَا الْجِيلِ!"
1- الفريسيون دائماً ما كانوا يهتمون بالخارج بالنظافة الظاهرية غسل الأيدي وغسل الأطباق والكؤوس والأباريق ونظافة الجسم وإن كان هذا جيدا ًإلا أنهم لم يهتموا بطهارة القلب أمام الله فالإنسان الذي يبدو من الخارج أنه تقي ربما من مظهره أو ملبسه ولكنه من الداخل يمتلئ بالشرور والمعاصي، هل لهذا قيمة أمام الله؟ أليس هذا غباء أن أهتم بالخارج أمام الناس ، أن أنشغل فقط بطهارة الخارج ، أن أهتم بالظاهر ولا أبحث عما بداخلي الذي يهم الله ، مهما كانت أصوامي وصلواتي وغيرها من أعمال الخير لا قيمة لها إذ لم يكن القلب طاهرا ً نقيا ً مقدسا ً أمام الله.
2- عند قراءة متى 23 كاملا ً نجد أنهم يضعون على الناس أحمالا ً صعبة ويعملون كل أعمالهم الحسنة ليس لإرضاء الله بل ليظهروا بها أمام الناس، يحبون أن يدعوهم الناس سيدي سيدي ويريدون الجلوس فى المكان الأول وذلك من فرط حبهم لذاتهم وهم يأكلون بيوت الأرامل وغيرها الكثير مما جعل المسيح يوبخهم ولو كنت أنت بدل المسيح لفعلت أكثر من ذلك مع قوم كاذبين مخادعين غشاشين يفعلون بعض الحسنات بهدف الظهور أمام الناس وليس من أجل الله.
3- كما أن المسيح لم يقل هذه الكلمة للشتيمة أو السخرية أو الإستهزاء بل قالها للتوبيخ لأجل صالحهم وخوفه عليهم.
4- فعل المسيح هذا علنا ً خوفا ً على من يرى الفريسيين ويفعل مثلهم فوبخهم أمام الناس ليحتاطوا وقد حذرهم المسيح أن يفعلوا مثلهم لكنه قال لهم إفعلوا ما يقولون فالفريسيين يعظون الناس بالوصايا الصحيحة لكنهم لا يعملون بالوصايا التي يعظون الناس بها ، إكتفوا بالوعظ والإهتمام بالشكل دون الجوهر.
5- المسيح كان هو الله الظاهر فى الجسد فمن حقه أن يوبخ من يشاء من الأشرار بالطريقة التي يراها وقد حدث هذا فى العهد القديم كثيرا ً حيث وبخ الله اليهود على شرورهم بل إن توبيخ المسيح بهذه الطريقة لهم إنما يطابق ما فعله الله فى العهد القديم ليؤكد أنه الله الظاهر فى الجسد وهو ذاته يهوه العهد القديم.
6- القول لهم يا أولاد الأفاعي رمزي وليس لفظا ً حرفيا ً فلا يوجد فيهم شخص مولود من أفاعي لكنه لفظ رمزي يعنى توبيخهم على الشر الذي يبتكرونه ويفعلونه إذ أن الأفعى فى الكتاب المقدس رمز للشيطان والشر ففي هذا توبيخا ً لهم على فكر الشر الذي بداخلهم وقد فعل ذلك معهم يوحنا المعمدان أيضا ًحيث وصفهم بذات الوصف أنهم أفاعي فى متى 3 : 7 "فَلَمَّا رَأَى كَثِيرِينَ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ يَأْتُونَ إِلَى مَعْمُودِيَّتِهِ، قَالَ لَهُمْ:«يَاأَوْلاَدَ الأَفَاعِي، مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَب الآتِي؟" ، وقد هاجمهم أيضا ً فى يوحنا 8 : 44 " أنتم من آب هو إبليس " دليلا ً على فعل الشر وسيرهم وراء إبليس
7- يسأل البعض كيف ليسوع المحب أن يهاجم الناس هكذا؟ المحبة لا تعنى التساهل بل المحبة لابد أن تكون موبخة للشخص المحبوب ليتطهر ويتقدس، فالمحبة يجب أن تكون مُقدَسة ومُقدِسة كما يقول الوحي فى كورنثوس الأولى 13: 6 "وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ " فهى توبخ الإثم ولأنه الله المتجسد المحب فقد وبخهم على أفعالهم الشريرة.
10- القول " من يغضب على أخية باطلا ً يكون مستوجب الحكم " أي من يغضب بالباطل وليس بالحق بمعنى الغضب حقدا ً على الآخرين وكراهية لهم
11- كلمة رقا ( تعنى شخص فارغ وتافه )، وكلمة أحمق ، وهذه الكلمات كانت تستخدم للإهانة والتجريح والمسيح لم يستخدم هذه الألفاظ ولم يهن أو يجرح أحدا ً بل وبخ لحبه للناس وحرصه على حياتهم لأنهم يسيرون فى طريق خطأ إذ يهتمون بالظهور أمام الناس بعمل بعض الأعمال وليس حبا ً لله
الاعتراض الخامس
قال لتلميذيه "أيها الغبيان" فى لو 24: 25
الرد
1- قالها المسيح لهما ليس للشتيمة بل للتوبيخ على أنهم ما فهموا ما هو مكتوب فى العهد القديم، ولا كل ما علمهم إياه عن صلبه وموته وقيامته وهو الذي استفاض فى شرحه مرات عديدة ولم يفهموا.
2- فهمهم الخاطئ للمسيح الذي يتضح من آية 21 "وَنَحْنُ كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْدِيَ إِسْرَائِيلَ. وَلكِنْ، مَعَ هذَا كُلِّهِ، الْيَوْمَ لَهُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ مُنْذُ حَدَثَ ذلِكَ" بعد كل الذي رأوه فى المسيح تعليمه عن الحب وأقواله لهم أنه سيصلب ويموت ليكون فدية عن كثيرين لكنهم ظنوا أنه هو الذي سيكون الفادى بمعنى المنقذ لهم من سلطة الإحتلال الروماني ويصبحوا هم سادة العالم ويستعبدوه، لكنه كان هو الفادى لهم ولنا جميعاً من الخطية لذلك وصفهم ووبخهم بهذا الوصف، وبخهم على فهمهم الخاطئ بعد كل تعليمه لهم ومحبته التي أظهرها لكل العالم.
3- والدليل أنه الآيات 25–27 "فَقَالَ لَهُمَا:«أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ! 26أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ؟» 27ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ." فكلمة البطيئا القلوب توضح لماذا وبخهم.. لأن لم يفهموا ما قاله الأنبياء فى العهد القديم عن موت المسيح المسيا الذي ينتظرونه، ولم يفهموا كل ما علمهم طوال الوقت الذي قضاه معهم .
فقد تكلم الأنبياء عن المسيح بالنبوات التي قيلت عن الآم المسيح فى العهد القديم وفسر لهما من موسى الأمور المختصة به فى العهد القديم وهو المفترض أنهم يعرفونه جيدا ً لكنهم لم يفهموا كل ذلك، لذلك وصف عدم فهمهم بالغباء كوصف وليس شتيمة فلم يشتم المسيح أحدا ً بل وصفهم نتيجة عدم فهمهم للعهد القديم، ويبدو أنهم يحفظون فقط بلا فهم، وعدم فهمهم وإيمانهم بكل ما قال لهم عن صلبه وموته وقيامته كفداء لهم وليس كمسيح حربي يقاتل الرومان.