الله منزه عن التجسد والظهور
كثيرًا ما نسمع أن الله منزه عن أن يتجسد في صورة إنسان أو أي كائن ما، فهو الله العظيم لا يحتاج لفعل هذا، ولا يوجد سبب ليتجسد الله، إن هذا أمر مشين لا يفعله الله
فهل الله منزه عن هذا فعلاً؟ هل لا يحل له أن يفعل؟ هل يوجد من ينزه الله ويقول له لا يليق بك يا رب أن تفعل؟
الحقيقة الأكيدة أن الله لا يُسأل عن فعل أي شئ لو أراد، وقضية أنه منزه عن فعل كذا، ليست لنا نحن البشر، بل هو يقول أن يفعل كذا ولا يفعل كذا
ليس لنا نحن البشر أن ننزه الله، هو أراد ففعل ولا يوجد لديه هو سبحانه مانع أن يكون في صورة مرئية لعيون البشر
لا يوجد من يمنعه ولا يوجد من ينزهه
تخيل أنك أنت من تنزه الله، هل يحق لك أن تفعل؟ هل يحق لك أن تمنع عن الله ما يريد أن يفعله؟ بالتأكيد ليس لي ولا لك أن تفعل بل تسلم لله العظيم
لم يقل الله في الكتاب المقدس أنه منزه عن الظهور والتجسد بل أعلن عن تجسده، كذلك لم يقل في القران بل هناك نصوص وأحاديث وتفاسير أعلنت عن ظهور الله ورؤيته بالعين المجردة، وهو ما سنضعه في المقال القادم
لكن مسألة أن الله منزه، فلا يوجد من ينزه الله عن فعل شئ هو أراد أن يفعله وقرر أن ينفذه ولا يهينه أو يقلل من شأنه
فكون الله يأكل ويشرب وينام ويدخل الحمّام، وهذا لا يصح لله سبحانه، كل هذه الأمور ليست شرًا، فقد خلق الله الإنسان أعظم خليقته العاقلة بهذه الأفعال الأكل والشرب والحمام وغيرها
فعل الله لهذه الأمور كان بالطبيعة البشرية التي أتخذها وليس بطبيعته اللاهوتية
ففي بشريته التي أتخذها فعل كل ما يفعله الإنسان الذي خلقه ووضعه في مرتبة أعظم من كل مخلوقاته، فهل ما وضعه في الإنسان شر، لو كان شرًا فلماذا خلقه في الإنسان؟ ولو كان خيرًا فلماذا لا يفعله هو؟
كون أنه يصبح مثل البشر في صورتهم، لا يقلل من عظمته وقدرته وقداسته فقد كان المسيح خالقًا وبلا خطية واحدة قدوسًا بلا معصية في حين أن كل البشر بما فيهم الأنبياء فعلوا المعاصي، لكن لأن المسيح هو الله الذي ظهر في صورة إنسان فقد كان بلا معصية ومعصوم وبقدرات خارقة تمامًا كخلق خلية حية DNA وهو ما سنفرد له مقال خاص خلال شهر يناير
الله لا يتنجس بأي شئ والشئ الوحيد الذي ينجس هو الخطية والمسيح لم يفعلها أما كونه أكل وشرب ودخل الحمام فهذه أمور ليست نجسه
فدخول الله الحمّام مثلاً لأنه مكان نجس بسبب وجود الشيطان فيه وبسبب قذارته اعتراض لا محل له ولا يوجد فيه ذرة تفكير
الحمّام القذر، لو كنت تراه قذرًا، قذرًا بسبب ما خرج من جسدك أنت، فعليك أن تتخلص من النجاسة التي فيك بسبب بقايا الطعام، فمصدر النجاسة في الحمام هو أنت وليس الحمّام في ذاته
ولو كان بسبب قذارته اصبح مسكن للشيطان، فالله أقوى من الشيطان والمكان الذي فيه الشيطان مهما كان، يهرب منه لوجود الله، وقد سيطر المسيح على الشيطان تمامًا وطرده عشرات المرات من أجساد البشر فهل يصعب عليه طرده من الحمّام لو كان الحمّام هو مسكن الشيطان
الله لا ينزهه أحد ولا يحتج نزاهه من أحد ولا ينجسه أي شئ مهما كان فهو القدوس العظيم القادر على كل شئ ولا يصعب عليه شئ ولا يتنجس بسبب أي شئ
انتظرنا في المقال القادم بعدد من الآيات من الكتاب المقدس والقران الكريم عن تجسد وظهور الله في صورة مرئية للبشر