نسبة الأناجيل الى مؤلفيها غير مقطوع بها
يقول المهاجم
" إن نتائج البحث والدراسة واستدعاء الشواهد الداخلية والخارجية لا تشجع على الأعتقاد بأن اولئك الرجال الذين نجد اسماءهم على اغلفة الأناجيل هم الذين الفوها "
قبل الحديث عن كل انجيل منفردا ً نود أن نتحدث عن الأناجيل بصفة عامة والشهادات التى تؤيد صحتها مجتمعة باختصار ثم سنقوم بسردها تفصيليا ً عند الرد على كل انجيل على حده
أولا ً :
1-الدياطسرون أو الرباعى
وهو كتاب يدون قصة حياة المسيح مأخوذة من الأناجيل الأربعة معا ًوالموجودة حاليا ً كما هى مقتبسا ً اياتها فى شرح حياة المسيح و الرباعى يقصد به الأربعة أناجيل وقد كتبه تاتيان عام 160 م تقريبا ً أى أننا فى القرن الثانى كانت الاناجيل الاربعة هى فقط القانونية الموثقة والمعترف بها فى العالم المسيحى وليس فى القرن الرابع كما أدعى سيادته
2-الوثيقة الموراتورية عام 170 م
الجزء الاول منها مبتور تحدثت فى بداية النص ان ثالث سفر فى الانجيل هو سفر البشير لوقا وقد دونه لوقا الطبيب ... رابع سفر فى الانجيل هو بشارة يوحنا وهو أحد التلاميذ .
ونستنتج من هذا وجود الانجيل الاول والثانى ولكن فى الجزء المبتور عن انجيل متى ومرقس ً
3-ايريناؤس اسقف ليون ( 120 – 202 م )
تحدث عن الأناجيل الأربعة كما هى متى ومرقس ولوقا ويوحنا
4-اكليمندس ( 150 – 215 م )
تحدث عن الأناجيل الأربعة الأنجيلان المتضمنان نسب المسيح كتبا أولا ً ثم انجيل مرقس ويوحنا
5-ترتليان ( 145 -220 م )
تحدث ايضا ً عن الأناجيل الأربعة كلا ً بأسمه
6- اوريجانوس ( 185 – 245 م )
يقول بين الأناجيل الأربعة الوحيدة التى لا نزاع بشأنها فى كنيسة الله تحت السماء عرفت من التقليد أن أولها متى ...والثانى كتبه مرقس ...والثالث كتبه لوقا .... واخر الكل الذى كتبه يوحنا
7-يوسابيوس القيصرى ( 264 – 340 م )
أشار للاناجيل الأربعة كما هى عندنا الآن
8-اثناسيوس الرسولى ( 296 – 373 )
وضع قائمة الكتب القانونية ومنها الأناجيل الأربعة كما هى متى ومرقس ولوقا ويوحنا
اذا ً كل هذه الأثباتات - وغيرها الكثير جدا ً التى سيأتى ذكره - تؤيد بوجود أربعة أناجيل كتبها متى ومرقس ولوقا ويوحنا وذلك قبل مجمع نيقية وبسنوات طويلة
وقد تحدث المعترض قائلا ً أن مجمع نيقية هو من قرر هذه الأناجيل ورفض ما سواها وسوف نرد على قضية مجمع نيقيا لاحقا ً
ثانيا ً :
1- ما حل بالتلاميذ والرسل من اضطهاد وعذاب يستحيل معه أن يموت انسان لأجل كذبة يصدقها ويموت لأجلها فقد أكذب كذبة لاستفيد ولكن هل أكذب كذبة لأموت ؟ ثم لنفترض أنى كذبت كذبة لأستفيد وأكتشفت أنى سأموت فهل اظل متمسكا ً بكذبى فأموت لأجل كذبة ؟ ثم ماذا كانت الفائدة التى جناها المسيحيون فى القرون الثلاثة الاولى الا الاضطهاد المرعب سجن وتعذيب وقتل ، القاء الاحياء للاسود لتأكلهم ، القاء المسيحيين اذ لم يتخلوا عن ايمانهم المسيحى فى الزيت المغلى الى درجة غليان رهيبة . لقد ذاق المسيحيون شتى الوان العذاب والقتل والذبح فى القرون الاولى ورغم ذلك تمسكوا بايمانهم المسيحى الذى أخذوه من المسيح . فلا يوجد فائدة من كذبة وتصديقها لكن الفائدة كل الفائدة أنهم كانوا مؤمنين حقيقيين بالمسيح ضحوا بأنفسهم لينشروا الايمان المسيحى الذى جاء به المسيح كما هو حقيقيا ً صحيحا ً ورفضوا أن يتراجعوا عنه
2- رغم تعدد وانتشار الهرطقات إلا أن هؤلاء الهراطقة استخدموا نفس الكتاب المقدس ؛ ولم يشيروا من قريب أو بعيد إلى أن الرسل والتلاميذ أو أتباعهم حرفوا الكتاب برغم أن الأباء الأوُل طردوا هؤلاء الهراطقة من الكنيسة ؛ وكان الأسهل والأبسط للهراطقة ادعاء التحريف لكن شئ من هذا لم يحدث ولم يسجل لنا التاريخ أى شئ عن وجود تحريف فى الكتاب المقدس ، ولكن هؤلاء الهراطقة فسروا الأيات حسب ما يريدون
3- انتشار العهد الجديد وبكثرة فى سفريات التلاميذ والرسل من وطن لآخر فى وقت قليل للغاية مما يستحيل معه تغيير أى شئ أو تحريف أى شئ فى الكتاب المقدس
4- انتشار التواتر بين الناس وانتقال الفكر المسيحى فى نفس الزمن ومن جيل لجيل ومن وطن لوطن بنفس العقيدة التى نؤمن بها الان
5- لا يعقل أن المسيحيين جميعا اتفقوا على تحريف الإنجيل وذلك لانتشارهم فى كل الأرض وتعدد لغتهم مما يستحيل معه اتفاقهم على التحريف
6- تعدد الطوائف المسيحية منذ نشأتها لا يعطى أية فرصة للاتفاق على التحريف
7- الإنجيل الموجود مع كل الطوائف المسيحية رغم اختلافها وتعدد المفاهيم والتفسيرات فيها لكنه انجيل واحد
8- لا يصح القول أن المسيحيين حرفوا الإنجيل وإلا كانوا رفعوا منه كل ما يفوق العقل
9- كل الاقتباسات فى القرن الاول والثانى والثالث وما بعد هذه القرون فى كتابات الأباء هى الموجودة الآن فى الإنجيل الذى بين أيدينا
عن الأشخاص الذين كتبوه
1- اتفاق ما كتبوه مع مبادئ الضمير الأخلاقى ولم يكرزوا يوما بإله شهوانى أو وحشى أو يبيح الخطية
2- سلوكهم الشخصى وأمانتهم فى حياتهم المستمدة من إلههم
3- صدقهم فى تسجيل خطاياهم ونقائصهم
4- تدوينهم حقائق إلهية تفوق ادراكهم البشرى ولو كانوا محرفين أو كذبة لسجلوا ما يناسب عقولهم
5- المعجزات التى صنعوها تؤكد صدق ما كتبوه وبرهان رفقة الله لهم