من الذى مات على الصليب ؟
اللاهوت (الطبيعة الإلهية) أم الناسوت (الطبيعة الإنسانية) ؟
اللاهوت لا يموت والناسوت لا يكفى للتكفير عن كل البشر
فمن الذي مات على الصليب
لنعطي مثلاً لتبسيط الموضوع
1- إرسال التليفزيون لا يُرى بالعين المجردة .
2- يُرى فقط عند إحضار تليفزيون وتشغيله.
3- بتشغيل التليفزيون لا ينتهي الإرسال بل يبقى الإرسال كما هو يملأ الهواء من حولنا بدليل أنه يمكنك تشغيل عدد كبير من أجهزة التليفزيون .
4- فلم يُحد الإرسال فى التليفزيون بل جَسّد التليفزيون الإرسال فى صورة مرئية حين اتحد الإرسال بالتليفزيون. فكان اتحاد بين طبيعة الإرسال غير المادية والتليفزيون الطبيعة المادية
5- لو قمت بتكسير التليفزيون هل سيتأثر الإرسال؟ لا، التكسير وقع على التليفزيون وليس على الإرسال، صحيح أن التليفزيون به الإرسال لكن الفعل يقع على الجهاز نفسه – مع فارق التشبيه ولله المثل الأعلى–
أ- الموت هو إنفصال الروح عن الجسد:
كان المسيح إنسان كامل به نفس وروح وجسد بشرى طبيعي مثلنا تماماً بلا خطية، وعند موته ككل البشر، إنفصل الروح الإنساني عن الجسد الإنساني ولم ينفصل لاهوته (طبيعته الإلهية) عن ناسوته بل ظلت الطبيعة الإلهية تحتوي الطبيعة الإنسانية.
أي إنسان عند موته، يموت فيه الطبيعة الجسدية، ويبقى الروح حيًا خالدًا، فبموت المسيح الإنسان الكامل، مات الجسد الذي أتخذه المسيح، والطبيعة الألوهية لا تموت، فلو كانت الروح الإنسانية لا تموت وبالرغم من هذا نقول عن الإنسان أنه مات عند مفارقة الجسد للروح، فقد مات المسيح بمفارقة الروح الإنسانية للجسد الإنساني للمسيح، فقد مات المسيح وكفّر عن ذنوب البشر
ب- لكن من هو الذي مات على الصليب؟
الذي مات هو الله الظاهر فى الجسد فالذي مات ليس إنساناً عادياً فتكون كفارته لا تفكي إلا واحد فقط لكنه كان الله الذي تجسد لذلك، إتحاد الطبيعة الإلهية بالطبيعة الإنسانية فى شخص المسيح أعطى قيمة عظمى للفداء والتكفير عن خطايا كل البشر.
ج- هل حدث إنفصال بين الطبيعة الإنسانية والطبيعة الألوهية بموت المسيح؟
لا لم يحدث، فقد ظل الإرتباط بين الروح الإنسانية والطبيعة الإلوهية، الإنفصال الذي حدث كان بين جسد المسيح الإنساني وروح المسيح الإنسانية
فمثلاً، القلم والغطاء، لو غمرت القلم كله في الماء، القلم والغطاء، وفي داخل الماء فصلت القلم عن الغطاء، وظلا الإثنين في الماء، فالإنفصال تم بين القلم وغطاءه داخل الماء ولم يحدث إنفصال بين القلم والماء
ومع فارق التشبيه ولله المثل الأعلى
الطبيعة اللاهوتية شبهناها بالماء والطبيعة الجسدية شبهناها بالقلم، لم يحدث الإنفصال بين الطبيعة الجسدية والطبيعة الإلوهية، بل حدث إنفصال بين الجسد والروح الإنساني مغمورين في الطبيعة اللاهوتية
وكان هذا أحد أسباب عدم فساد جسد المسيح عند موته، أنه كان مغمورًا في الطبيعة اللاهوتية، والسبب الثاني، أن المسيح لم يفعل الخطية أبدًا