هل المسيح يدعو لبغض العائلة ؟
«وَكَانَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ سَائِرِينَ مَعَهُ، فَالْتَفَتَ وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ، حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً، فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً. 27وَمَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً »(لوقا25:14)
هل من المنطقي أن يدعو يسوع إلى كراهية الأهل حتى يكون له تلميذا ؟
الرد
*أن هذه الكلمات يجب أن لا تفهم أو تفسر حرفيا لأن من المبادىء الأساسية فى تفسير كلمة الله هو أنه لا يجوز تفسير آية من آيات الكتاب المقدس بكيفية تخالف روح الكتاب المقدس وتخالف آيات أخرى واضحة المعاني وصريحة الألفاظ إلى جانب تفسيرها حرفيا يناقض أحكام المنطق والعقل السليم.
*إن الكتاب المقدس يعلمنا إكرام الوالدين فعندما ندرس العهد القديم لا نجد وصية اكرام الوالدين فقط بل سنجد عقاباً رادعاً لكل من يهين أو يسىء لوالديه فتقول الشريعة «وَمَنْ شَتَمَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلُ قَتْلاً ».(خروج 17:21) «مَلعُونٌ مَنْ يَسْتَخِفُّ بِأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ » (تثنية 16:27) وقال سليمان الحكيم «اَلْعَيْنُ الْمُسْتَهْزِئَةُ بِأَبِيهَا وَالْمُحْتَقِرَةُ إِطَاعَةَ أُمِّهَا تُقَوِّرُهَا غِرْبَانُ الْوَادِي وَتَأْكُلُهَا فِرَاخُ النَّسْرِ ». (أمثال 17:30) وكان المسيح يعرف ذلك جيدًا .
* وقد صادق المسيح على ما جاء فى الوصية اكرم أباك وأمك ووجة اللوح للكتبة والفريسيين الذين علموا تلاميذهم أن يقولوا على ما يجب أن يقدم للوالدين بأنه قربان للرب ، وبذلك يتملص الواحد منهم مما يجب أن يقدمه لوالديه (مر10:7-13) وقد عاش المسيح هذه الوصية ،فيكفى ما سجلة البشير لوقا 51ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ وَكَانَ خَاضِعاً لَهُمَا.(لوقا 51:2) وعندما كان معلقا على الصليب نسى كل آلامه الشديدة ونظر إلى أمه وطلب من يوحنا أن يأخذها لتكون تحت رعايته (يو17:19)
*هل بعد كل هذا يطلب منا المسيح أن نبغض والدينا ؟ كلا إن المشكلة الحقيقية تكمن فى كلمة يبغض فهى لا تعنى يكره أو يحقد أو يعادي بل تعنى محبة أقل فعندما نرجع إلى النص الموازى فى إنجيل متى نجد 37 «مَنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ أُمّاً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْناً أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي »(متى37:10) والفكرة هنا أنه يجب أن تكون محبتنا للرب محبة كاملة ومطلقة وبلا حدود وغير مشروطة ، بحيث إذا قارنا محبتنا لأى شخص آخر
بمحبتنا لله تبدو وكأنها بغضة .
مقتبس من كتاب المسيح القدوس فى موضع الاتهام د.فريز صموئيل