هل البشارات الأربع التي تحكي لنا قصة حياة المسيح محرفة وتم التلاعب فيها؟ المقال السادس ...... 6
ادلة نسبة انجيل متى الى متى تلميذ المسيح
نستكمل اليوم الأدلة على أن متى تلميذ المسيح هو كاتب البشارة المسماة بإنجيل متى وذلك في معرض ردنا على الأستاذ محمد السعدي الذي جاهد في إظهار أن البشارات الأربع لقصة حياة المسيح محرفة وغير صحيحة
وقد نشرنا حتى الآن خمس مقالات تجدها على هذه الروابط
هل البشارات الأربع التي تحكي لنا قصة حياة المسيح محرفة وتم التلاعب فيها؟ المقال الأول .1
والى مقال اليوم الذي نقدم فيه بعض الأدلة على أن متى كاتب البشارة التى نعرفها جميعًا ونعرف أن كتى كاتبها
لدينا الكثير جدا ً من الأدلة التى تؤكد على أن كاتب انجيل متى هو متى تلميذ المسيح
1- شهادة المخطوطات مثل مخطوطة مجدلين :
فى عام 1901 ارسل Charles Huleatt ( وهو عالم مخطوطات ) ثلاث قصاصات ورق صغيرة لمخطوطة يونانية للكتاب المقدس الى جامعة اكسفورد - مجدلين - انجلترا واستطاع أن يميز أيات هذه القصاصات من إنجيل متى وتم تأريخها على انها تعود للقرن الثالث ولم تحظ بأى اهتمام وقتها ثم جاء عالم اخر يدعى Colin Roberts عاد بتأريخها إلى القرن الثانى . لكن فى عام 1994 قام Carsten Thiede وهو عالم المانى متخصص فى مخطوطات الكتاب المقدس وشغل منصب مدير معهد Epistemogical للابحاث الرئيسية فى Paderborn فى المانيا وقد نشر ابحاثه فى جريدةZeitschlift fr papyrologie وهى جريدة متخصصة فى علم البرديات ونشر ابحاث العلماء المتخصصين فى علم المخطوطات ) قام بدراسة هذه القصاصات
ولاحظ الآتى :
أ- اسلوب الكتابة يميل الى القرن الاول
ب- طريقة الكتابة وأسلوب أختصار الأسماء المقدسة تميل إلى طريقة القرن الاول
ج- نوعية الخط : قام بتحليل القصاصات باستخدام مجهر معين وفرق بين 20 طبقة ميكرومتر منفصلة من ورق البردى وقام بقياس ارتفاع وعمق الحبر وزاوية القلم المستخدم ثم قام بعد ذلك بمقارنة نتائجه مع أوراق من نفس الفترة ولاحظ وجود مخطوطات فى وادى قمران تعود لعام 58 م وأخرى عام 79 م ومخطوطات أخرى تعود الى 73 م و 74 م ولاحظ اتفاق مخطوطات مجدلين مع الأربعة أنواع السابقة تماما واستنتج أن إنجيل متى كتب فى نفس الفترة إن لم يكن أسبق منها وهذا يؤيد أننا نمتلك جزء من مخطوطة إنجيل متى الأصلية التى كتبها بيده أو على أقل تقدير جزء من النسخة الأولى المنقولة عن نسخة متى نفسه التى كتبها بخط يده وكان شهود العيان مازالوا احياء حتى كتابة المخطوطة
وقد تم نشر هذا البحث فى جريدة التايمز يوم السبت 24 ديسمبر عام 1994
وقد ذكر القمص متى المسكين فى تفسير إنجيل متى ص 32 خبرا ًنقلا عن جريدة الأهرام المصرية يوم 24 / 3 /1996 يقول
" اكتشف مؤرخ المانى متخصص فى البرديات المصرية بجامعة أكسفورد البريطانية ورقة بردى مصرية تعود إلى القرن الأول للميلاد ، وتعتبر أقدم وثيقة مسيحية في العالم . وأوضح المؤرخ كارستن بيتر تييد أن البردية جرى العثور عليها عام 1901م في إحدى كنائس الأقصر ، لكنها لم تحظَ يالانتباه إلى أهميتها ، وظلت في الكلية المجدلية بأكسفورد إلى أن بدأ العالِم الالماني قبل عامين التعرف عليها ودراستها . واكتشف تييد أن البردية تعود إلى عام 60 م مما يجعلها أقدم وثيقة مسيحية يتم اكتشافها حتى الآن ، وتضم بعض أجزاء آيات من إنجيل متى ، وتستشهد بأشخاص عاشوا في الفترة التي عاش خلالها المسيح – ونشرت جريدة الديلي ميل البريطانية أمس مقتطفات من كتاب سيصدر غدا عن الموضوع الذي يؤرخ للأناجيل الاخرى وسبق كتابتها في فترة مـتأخرة نسبيا عن الزمن الذي عاشه المسيح . إلا ان هذه الوثيقة تثبت أن انجيل متى يستمد معلوماته من أشخاص وصفهم أنهم كانوا شهود عيان للسيد المسيح . كانوا من بين تلاميذه . وتمكن المؤرخ الألماني من علاج بقايا البردية التي وجدها ممزقة الى ثلاثة أجزاء صغيرة ومكتوبة باليونانية القديمة "
"According to Matthew"2- المخطوطات الأقدم يوجد عليها : ( طبقا لمتى )
3- يقول التقليد إن كاتب انجيل متى هو متى تلميذ المسيح
ففى أول وثيقة مسيحية عام 95 اقتبس كليمنت الرومانى من إنجيل متى الذى بين ايدينا اليوم من متى (11: 29 و 13: 3 ) فى رسالته إلى كورنثوس
4- فى رسالة بوليكارب نجد اقتباسات عديدة من متى ( 5 : 44 و 26 : 41 )
5 - كما ان هناك اقتباسات عديدة فى كتابات أغسطينوس من إنجيل متى منها مثلاً صلاة المسيح فى جبل الزيتون وقد صنفه بين كتابات التلاميذ واعتبره كتاب مقدس وقرأ به فى صلوات الكنيسة
6 - اقتبس اثيناغورس من إنجيل متى كما هو الآن من ( 5 : 44 )
7- ثاوفيلوس الانطاكى اقتبس وعلق على إنجيل متى كما هو الان
8- تاتيان فى الدياطسرون صرح أن متى هو كاتب الإنجيل والإنجيل الموجود فى الدياطسرون الان هو الانجيل الذى بين أيادينا ويعود الدياطسرون الى القرن الثانى فلا يوجد فاصل زمنى كبير بين تاريخ كتابة متى للإنجيل وبين كتابة الدياطسرون
9- كليمنت الاسكندرى تكلم عن الأناجيل الأربعة واقتبس من انجيل متى أكثر من 300 اقتباس كما هو الآن
10- من دراسة إنجيل متى نجد الآتى :
- كاتبه كان يهودى متنصر على دراية بالعهد القديم وتقاليد الكتبة وأساليب معلمى اليهود فى مناظراتهم
- كان يجيد الكتابة باللغة اليونانية السليمة
11- الاقتباسات الواردة فى كتابات الكنيسة فى القرن الثانى أخذت من إنجيل متى أكثر من غيره لأن دقة ترتيبه وتبويبه جعلته ملائما للاستعمال خاصة لدى الكنائس المتنامية . كما أنه احتوى على تعاليم وافرة للسيد المسيح مثل الموعظة على الجبل مما جعله الأكثر انتشاراً فى بداية المسيحية
12- يقول ( مول ) : إن عددا ًمن المعاملات المالية المألوفة فى هذا الانجيل كانت مؤشراً على كاتبه
13- لأن متى كان جابيا للضرائب فهو دائم التعامل مع المحتل الرومانى مما يعنى انه لابد أن يتقن اليونانية التى هى لغة العالم وبالطبع هو يتقن لغته العبرية فقد كتب للعبرانيين وكتب أيضا لغيرهم باللغة التى يفهمونها وفى هذا لا نجد مشكلة ما حتى لا يكتب باليونانية فقد كرز بالانجيل لغير اليهود وسافر إلى أماكن متعددة فلابد من وجود إنجيل باليونانية
14- عند مقارنة أسماء التلاميذ ( متى 10 : 2 – 4 & مر 3 : 16 – 19 & لو 6 : 14 – 16 )
نلاحظ أن متى هو الوحيد الذى ذكر متى العشار ووضع توما قبل متى .فى ذلك إشارة إلى إنه الكاتب
15- أوريجانوس عند تفسيره لإنجيل متى وضع 25 مجلداً وصلنا منها بعض هذه المجلدات . ففى المجلد العاشر إلى المجلد السابع عشر تفسير متى 13 : 36 وحتى متى 22 : 33 والمجلد الثانى عشر الفصل التاسع يحوى النص اليونانى واللاتينى
16- تفسير هيلاريون أسقف بواتيه ترك بعض أجزاء لم يفسرها فمثلا ترك متى 6 : 5 – 15 تاركا ً القارئ لقراءة تفاسير مبريانوس وترتليان المتعلقة بالموضوع
17- جيروم وضع أربعة كتب عن تفسير إنجيل متى ويصرح أنه استعمل عددا من المصادر مثل أوريجانوس – هيبوليتس – ثوفيلس الأنطاكى – ثيودور الهيراقلى – بليناريوس اللاذقى – ديدموس الضرير وهؤلاء يونانيين
فيكتورينوس – بيتوفيوم – فورتونايم اكويليا – هيلاريون وهم من الأباء اللاتين وكل هولا فسروا انجيل متى كما هو بين ايدينا اليوم
ولنأخذ مثلا ما كتبه أوغسطينوس وهو يفسر سلسلة نسب المسيح ( كما هى الآن فى إنجيل متى )
" يعترى البعض شك فى نسب يسوع إذ أن متى يورد سلسلة واحدة من نسبة تنحدر من داود إلى يوسف فيما يعين لوقا نسباً مختلفا ًراجعا ًبالاسلاف إلى الوراء انطلاقا من يوسف الى داود كان بالسهولة بمكان الإشارة إلى أن ليوسف أبوين أبا ًبحسب الدم وأبا بالتبنى وقد كانت هذه عادة التبنى حتى بين أبناء شعب الله ...."
** ويقول ذهبى الفم :
" لم تدخل العذراء بعد ذلك بعلاقة جسدية بيوسف "
** ويعظ كروماتيوس حول متى 2 : 1 قائلاً :
" إن متى المبارك بعد سرده نسب المسيح أضاف قائلاً فى شأن أمل خلاصنا " لما كانت امه مريم مخطوبة ليوسف وجدت قبل ان يسكنا معا انها حبلى من الروح القدس "
** هيلاريون أسقف بواتيه
" لما عرض بيلاطس عليهم اطلاق يسوع حسب عادة يمنح بها الشعب امتياز اطلاق سجين فى كل عيد أقنع الكهنة الشعب باختيار باراباس عوضا منه ....... اثروا المدان على خالق الحياة "
** جيروم
" لم يكتف رؤساء الكهنة وعلماء الشريعة والفريسيون بصلب الرب مخلصنا بل حرسوا القبر أيضا ًوحرسوا باب القبر اهتمامهم بهذه التفاصيل يخدم إيماننا فكلما عظم تحفظهم انكشف جبروت القيامة "
** أوريجانوس
" ماذا تقولون يا رؤساء الكهنة أو تظنون أن المسيح قال لتلاميذه سأقوم بعد ثلاثة ايام ثم أمرهم أن يسرقوا جسده ليلا ويقولون للشعب أنه قام ... لا يعقل أن يخدع يسوع تلاميذه بعد أن ألقى على الشعب تعاليمه وبرهن معجزاته العظيمة لو كان الامر كذلك لوجد التلاميذ عيبا ًفى معلمهم ولرفضوا دعوته خصوصا انهم كانوا مهددين بالموت لو اعترفوا بأن المصلوب هو معلمهم وهو المسيح "
** كيرلس الاسكندرى
" يقول الملاك للمرأتين ( لا تطلبن الحى )..... ( أنه ليس بين الأموات ) ......( لقد قام ) "
** جيروم فى تعليقه على ( دُفع الىّ كل سلطان )
" أعطى السلطان لمن كان قد صلب ودفن فى قبر وقام من بين الأموات "
كل هذه التفاسير الابائية وغيرها الكثير مما تضيق المساحة بذكره تؤكد تماما ان انجيل متى هو الذى كتب فى القرن الاول هو ذاته ما معنا اليوم تاما كاملا كما هو
من كتاب "الأناجيل موثقة وسليمة وهذه هي الأدلة" .. لوثر خليل