هل تنبأت المزامير بنجاه المسيح من الصليب مز 2 المقال الرابع
هل مزمور 2 يقول أن الرب رفع المسيح من الصلب لانه ضحك واستهزاء بالملوك والرؤساء ؟؟ندخل الى عمق الشبهة والرد :
(لِمَاذَا ارْتَجَّتِ الأُمَمُ وَتَفَكَّرَ الشُّعُوبُ فِي الْبَاطِلِ؟ 2قَامَ مُلُوكُ الأَرْضِ وَتَآمَرَ الرُّؤَسَاءُ مَعاً عَلَى الرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِهِ قَائِلِينَ: 3لِنَقْطَعْ قُيُودَهُمَا وَلْنَطْرَحْ عَنَّا رُبُطَهُمَا. 4اَلسَّاكِنُ فِي السَّمَاوَاتِ يَضْحَكُ. الرَّبُّ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ. 5حِينَئِذٍ يَتَكَلَّمُ عَلَيْهِمْ بِغَضَبِهِ وَيَرْجُفُهُمْ بِغَيْظِهِ)(المزمور 2/1 – 5
يعتبر المسيحيون هذا المزمور من ضمن المزامير التي تنبأت بما سيكون من أمر المسيح عليه السلام ، بدليل ان كاتب سفر اعمال الرسل قد ذكر اقتباس بطرس ويوحنا ورفاقهما من هذا المزمور على انه نبوءة قد تحققت في شخص المسيح عليه السلام ، فنجده يقول
فَتَوَجَّهُوا بِقَلْبٍ وَاحِدٍ إِلَى اللهِ بِالدُّعَاءِ، قَائِلِينَ: «يَارَبُّ، يَاخَالِقَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَالْبَحْرِ وَكُلِّ مَا فِيهَا، 25يَامَنْ قُلْتَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ عَلَى لِسَانِ عَبْدِكَ دَاوُدَ: لِمَاذَا ضَجَّتْ الأُمَمُ؟ وَلِمَاذَا تَآمَرَتِ الشُّعُوبُ بَاطِلاً؟ 26اجْتَمَعَ مُلُوكُ الأَرْضِ وَرُؤَسَاؤُهَا، وَتَحَالَفُوا لِيُقَاوِمُوا الرَّبَّ وَمَسِيحَهُ! 27وَقَدْ تَحَقَّقَتْ هَذِهِ الْكَلِمَاتُ فِعْلاً، إِذْ تَحَالَفَ هِيرُودُسُ، وَبِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ، وَالْوَثَنِيُّونَ وَأَسْبَاطُ إِسْرَائِيلَ، لِمُقَاوَمَةِ فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ، الَّذِي جَعَلْتَهُ مَسِيحاً وعملوا به كل ما سبق أن رسمت يدك وقضت مشيئتك أن يكون )) أعمال 4 : 24
فالمزمور إذن يتنبأ عن المؤامرة على شخص المسيح من أجل التخلص منه وقطعه من الشعب مما يعني مقاومة ارادة الرب .. وكمثال لوقوع هذا التحالف والتآمر ضد شخص المسيح للتخلص منه نجده في لوقا 23: 1 – 12 واعمال 3 : 13
يقول د.هاني رزق في كتابه ” يسوع المسيح ناسوته وألوهيته ” عن هذا المزمور: ” وقد تحققت هذه النبوءة في أحداث العهد الجديد، إن هذه النبوءة تشير إلى تآمر وقيام ملوك ورؤساء الشعب على يسوع المسيح لقتله وقطعه من الشعب، وهذا ما تحقق في أحداث العهد الجديد في فترتين، في زمان وجود يسوع المسيح له المجد في العالم ” ويقصد تآمر هيرودس في طفولة المسيح، ثم تأمر رؤساء الكهنة لصلب المسيح.
ولكن السؤال المطروح : بم يتنبأ المزمور في شأن نتيجة هذا التحالف وهذه المؤامرة، هل تنجح فيصلب المسيح، أم يخلصه الله فتفشل ؟
ان المزمور يجيب بكل وضوح اَلسَّاكِنُ فِي السَّمَاوَاتِ يَضْحَكُ. الرَّبُّ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ. 5حِينَئِذٍ يَتَكَلَّمُ عَلَيْهِمْ بِغَضَبِهِ وَيَرْجُفُهُمْ بِغَيْظِهِ. مزمور 2 : 4 ، 5
إذن لقد كانت نتيجة المؤامرة هي أن الله ضحك منهم واستهزأ بهم، وأنه أرجف المتآمرين بغيظه وغضبه فهل يكون ذلك لنجاحهم في صلب المسيح وجلده وتعذيبه، أم لنجاته من بين أيديهم، ووقوعهم في شر أعمالهم ؟
أي انطباع يمكن أن تعطيه لك _ عزيزي القارىء _ هذه الآيات ؟
ولماذا يبدأ المزمور بهذا السؤال الاستنكاري من الرب ضد هذه المؤامرة : (( لماذا ارتجّت الامم وتفكّر الشعوب في الباطل )) ، أليس هو الذي ارسل المسيح لإتمام هذه المؤامرة، فلماذا الاستنكار ان لم يكن الاستنكار دليل على فشل المؤامرة ؟
وهل وصف الرب لذلك التفكير من الشعوب للقيام والتآمر ضد المسيح بأنه باطل يوحي بنجاح مؤامرتهم ؟
وهل يضحك الساكن في السموات بمناسبة المؤامرة إذا كانت ستنجح ؟
هل يستهزىء بهم إذا ما كانوا سيصلبون المسيح حقا ؟
الجواب بالطبع لا ، فما الضحك والاستهزاء هنا إلا أن يكون الرب موقناً من عدم نجاح المؤامرة، بل إن فشل المؤامرة وحده لا يكفي للضحك والاستهزاء، إنما لا بد لذلك أن تنقلب عليهم مؤامرتهم، وهذا ما يفهم من قول المزمور في الآية الخامسة : حينئذ يتكلم عليهم بغضبه ويرجفهم بغيظه
إذن فضحك الساكن في السموات ليس لأن المؤامرة ستنجح ، وإنما لفشلها وانقلابها عليهم …. كيف لا وهو الذي وصف المؤامرة بأنها باطل في أول المزمور؟
الرد
**كما ذكرنا فى مقال سابق نذكر القراء المزامير ليست كلها نبوات عن المسيح حتى يقال إن كل آية فيها عن شخصة بل إن المزامير بجانب احتوائها على نبوات عن المسيح تحتوى أيضاً على أعمال الله فى الخليقة وعلى معجزاتة التى عملها مع بنى إسرائيل وعلى ترانيم وصلوات لاشخاص مختلفين وعلى حوادث تاريخية للامم وعلى وعظ وتعليم لكل الناس فى كل العصور.
*بعض الايات الواردة فى سفر المزامير عن الظروف التى اجتاز المسيح فيها سجلت عندما كان قائلوها يجتازون فى ظروف مشابهة من بعض الوجوة للظروف التى اجتاز فيها له المجد ولذلك فهذه الآيات يراد بها التعبير إما عن أمور حدثت فعلاً لقائليها أو أمور تنبأوا بها عن المسيح نفسة والقرينة هى التى تحدد من هو المراد بها.
*لِمَاذَا ارْتَجَّتِ الأُمَمُ وَتَفَكَّرَ الشُّعُوبُ فِي الْبَاطِلِ؟ 2قَامَ مُلُوكُ الأَرْضِ وَتَآمَرَ الرُّؤَسَاءُ مَعاً عَلَى الرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِهِ قَائِلِينَ: 3لِنَقْطَعْ قُيُودَهُمَا وَلْنَطْرَحْ عَنَّا رُبُطَهُمَا : هذا وصف للكراهية التى تملا نفوس كثيرين من البشر للمسيح فيثورون علية ويعصونة فى حماقة فالعالم كله فى ثورة ضد المسيح الامم والشعوب والملوك يرتجون كالبحر الهائج يفكرون ويقاومون ويتآمرون ليقطعوا ما يظنونة قيود الرب وليطرحوا ما يعتقدون أنه ربط تحرمهم من السعادة يتفقون على محاربة رئيس السلام فيثورون ضد الحكم الالهى وفى العدد الثانى يعلن المرنم رد الفعل الالهى فيقول:
*الرب يضحك سخرية لان الخليقة تقاوم خالقها الرَّبُّ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ أى يستهزى بحالتهم اذ كيف يستطيعون أن يغيروا ترتيبات العلى فهذه الثورات التى حدثت كانت تنفيذا لمقاصد الله ومشيئتة لقد حققوا مقاصده فى الفداء من خلال الصليب وهولاء الثائرين فى جهلهم ثاروا لكن ثورتهم حققت مشيئة الله دون أن يقصدوا فضحك الرب هنا ليس المقصود منها أن خططتهم فشلت بنجاة المسيح . 13إِنَّ إِلَهَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ إِلَهَ آبَائِنَا مَجَّدَ فَتَاهُ يَسُوعَ الَّذِي أَسْلَمْتُمُوهُ أَنْتُمْ وَأَنْكَرْتُمُوهُ..... 15وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَنَحْنُ شُهُودٌ لِذَلِكَ.(أع13:3-16)
* حينئذ يتكلم عليهم بغضبه ويرجفهم بغيظه: وهذه تعنى سقوطهم تحت دينونة وعدل الله وهذا ما حدث لليهود فعلاً فقد تشتتوا في العالم كله.
*(أعمال24:4)هواقتباس من المزمور الثانى وبالفعل مؤامرة على المسيح فهيرودس يمثل اليهود وبيلاطس يمثل الامم (الرومان)وهولاء الحاكم اجتمعوا معاً ليفعلواً ما خططتة قلوبهم الشريرة ولكنها تقول إنهم اجتمعوا ليفعلوا كل ما سبقت فعينت يد الله ومشورتة بأن المسيح يصلب ويقدم الفداء لكل الجنس البشرى واذا قرا المعترض باقى الاصحاح لوقا 13:23-43 لادرك أن الشخص الذى مات على الصليب هو المسيح ولم يرفع بالاضافة الى نص أعمال الرسل 3 لو قرأ المعترض باقى الاصحاح لادرك أن الشخص المصلوب والمقام من الموت هو المسيح .
* لم يذكر المعترض كيف فشلت المؤامرة ؟وباى كيفية تم نجاة المسيح من الصليب ؟؟
*كيف نقرأ النصوص الانجيلية الواضحة عن صلب المسيح فى ضوء تفسير المعترض بفشل المؤامرة؟؟
(لوقا26:23-43)(مرقس22:15-41)(متى32:27-55)(يوحنا17:19-36)