ما هو الفرق بين العهد القديم وكتب العهد القديم؟
هل ألغى المسيح العهد القديم أم كتب العهد القديم
هناك فرق بين العهد القديم وكتبه
يغيب عن بالنا في كثير من المرات أن هناك فرقًا بين العهد القديم وكتب العهد القديم. فعندما نقرأ أن يسوع ألغى العهد القديم بتأسيسه العهد الجديد (عب ٨: ٦-٧، ١٣؛ ٧: ١٨-١٩)، نظن أنه ألغى كتب العهد القديم! لا، هذا ليس صحيحًا. إن كتب العهد القديم سُمِّيَت "العهد القديم" لأنها تحويه، لكنها في الحقيقة هي أوسع منه وأشمل. إن "العهد القديم" أصلاً هو "العهد"، أي عهد الله مع شعب إسرائيل ووسيط العهد كان موسى. ولم يُسمّى هذا "العهد" بالقديم، إلاّ بعد قيام الجديد الذي أسسه يسوع "هذا هو العهد الجديد بدمي" (١كو ١١: ٢٥). وبنود "العهد" الموسوي نجدها بالتحديد في أربعة كتب فقط في "كتب العهد القديم" هي: الخروج، اللاويين، العدد، والتثنية. ولكن باقي كتب العهد القديم ال ٣٥ فلا تحوي شيئا من "العهد القديم" سوى بعض التذكير، هنا وثمة، بضرورة حفظه. إن كتب العهد القديم أوسع من عهد شريعة موسى وأشمل، ذلك لأن بولس في غلاطية ربط إيماننا بإيمان إبراهيم ورسالة العبرانيين ربطت كهنوت يسوع بملكي صادق لا بهرون، وكلاهما في سفر التكوين قبل موسى وشريعته. ويسوع ألغى نظام الذبائح بقوله على لسان الأنبياء "أريد رحمة لا ذبيحة" ( هوشع ٦:٦؛ مت ٧: ١٢). وهؤلاء جاؤوا بعد موسى. كما ألغى يسوع كل شعائر الناموس مثل السبت، ووصايا الأطعمة (ما يدخل الفم لا ينجّس، مر ٧: ١٧-١٨)، وفصٓل الدين عن الدولة، وأبقى فقط على النواهي الأدبية-الأخلاقية وعلاقة الإنسان بالله (محبة الله والقريب). وهذا كله يدل على أن يسوع ألغى العهد القديم وأبقى على كتب العهد القديم، لأنها أساس الإيمان به ومملوءة بالنبوءات عنه
بقلم الدكتور العلامة
الدكتور القس غسان خلف