....الاختلافات والتناقضات في الكتاب المقدس
هل هناك تناقضات؟ ولو كانت فكيف يكون هو كلام الله؟
يهاجمون الكتاب المقدس كثيرًا بأن فيه تناقضات واختلافات لذلك هو كتاب محرف
الباحث الحقيقي الذي يبحث بصدق وأمانة ليصل للحق سيجد أنه لا يوجد في الكتاب تناقضات أو اختلافات في الكتاب المقدس على الإطلاق
ولكن ماذا عما ينقلونه من آيات في الكتاب تتناقض مع بعضها؟
الاختلافات الظاهرية التي يتحدثون عنها فى الكتاب المقدس تمدنا بدليل قوى غير مقصود أنه لم يكن هناك تواطؤ بين كتبة الأسفار فهذه الاختلافات المزعومة تثبت مصداقية الكتبة وكتابتهم
ولكن يجب علينا أن نضع تعريفًا للتناقض كي نقول أن هذه الآيات متناقضة
التناقض هو القول بالشىء وعكسه فى ذات الوقت ، مثلا ً أن الله خلق ادم ، وأن الله لم يخلق ادم ، أن المسيح قابل فى كورة الجدريين مجنونان كما فى انجيل متى 8 : 28 ولكن فى مرقس 5 : 2 يقول أنه شخص واحد فهل هذا تناقض ؟ لا ليس تناقضاً ، لأن متى تحدث عن شخصين أم مرقس فقد أخذ احدهما وتحدث عنه ، فالتناقض لو قال متى بوجود مجنونين وقال مرقس أن المسيح لم يقابل أى مجنون ، لكن أن يتحدث إنجيل عن عدة أشخاص و يركز إنجيل اخر على شخص منهم فلا يعد تناقض .
أسباب التناقض
1- عادة استخدام طرق مختلفة لحساب السنين الرسمية وأطوال مدد الملك على العروش، فى تواريخ تولى الملوك
اسرائيل تبدأ السنة فى شهر ابريل فى الربيع بينما يهوذا تحسب السنة ببداية اكتوبر فى الخريف فالسنة الملكية فى اسرائيل تغطى سنتين ملكيتين فى يهوذا
فاستخدام سنة الارتقاء وسنة عدم الارتقاء فقد استخدمت المملكتان نظاما مختلفا فى حساب السنين الملكية
اسرائيل : على أساس مبدأ حساب سنة عدم الارتقاء حسبت السنة الأولى باعتباره اول السنة فلو تولى ملك قبل ابريل يتم حساب الجزء من السنة كأن الملك جلس سنة ثم تكون بداية ابريل سنة جديدة
يهوذا : على مبدأ حساب سنة الارتقاء لم تحسب السنة الملكية الاولى الا بعد انتهاء الشهر الذى تبدأ به السنة، فلا يتم حساب الشهور قبل شهر أكتوبر بسنة مثل اسرائيل
فكل امة اختارت النظام الذى تحسب به سنوات الحاكم عن الامة الاخرى ولا تناقض فى هذا
2- الهدف لكل كاتب ، فقد يقود الروح القدس كاتبا ليكتب بطريقة ما تناسب فئة معينة يختلف عن كاتب اخر يكتب فى نفس الموضوع لكن بطريقة اخرى ، فيقول متى دائما ً ملكوت السماوات بينما يقول مرقس ملكوت الله ، متى قال ملكوت السموات لأن اليهود تشددوا فى ذكر لفظ الجلالة الله بينما مرقس قال ملكوت الله لأن مرقس كتب لفئة من الناس تختلف عن اليهود الذين كتب لهم متى
3- عادة استخدام أكثر من اسم للشخص الواحد ، فبطرس اسمه سمعان، فقد يقال فى موضع بطرس وفى موضع اخر سمعان
4- وجود عدة شخصيات بنفس الاسم سمعان بطرس وسمعان القناوى ، يعقوب اخو يوحنا زبدى ويعقوب اخو الرب، قد يذكر يعقوب عدة مرات برغم موته ويرى القارئ أن هذا تناقض لكن وجود عدة شخصيات بذات الاسم يحل المشكلة
5- اختلاف الموقع الذى نظر منه كل كاتب فى وصفه لحادثة ما
هذه التناقضات الظاهرية غير مؤثرة فى صحة عقيدة الكتاب المقدس فلم نجد نصوصاً تتناقض فى موضوع ميلاد المسيح الجسدى ولا فى الصلب والموت والقيامة ، فكل التناقضات الظاهرية عبارة عن بعض الأرقام والمواقف بدراسة النصوص يسهل فهم الآيات وتوضيح سوء الفهم
وهذه التناقضات الظاهرية دليل قوى على صحة الكتاب ، فلم يكن هناك تواطؤ بين كتبة الوحى والا لصححوا ما يوجد من تناقض ظاهرى يظهر للقارئ للوهلة الأولى