الاعتراضات على أن المسيح هو الديان
هل عرفت المسيح؟ المقال الحادي والثلاثون.. 31 ..الاعترضات على أن المسيح هو الديان
ناقشنا في المقال السابق أحد أسباب القول أن المسيح هو الله، وهو أنه الديان
اليوم نناقش الاعتراضات على ذلك
الاعتراض الأول
فى يوحنا 5: 30 يقول المسيح "أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي." .. فهو لا يدين بل ينفذ الإدانة بحسب أمر الله له.
الرد
1- هناك علاقة إنسجام وتوافق بين المسيح والآب. والمسيح لا ينفذ شئ بعيدا ً عن إرادة الآب فهو كإنسان عاش فى حالة توافق تام مع الآب.
2- الصفات الإلهية الذاتية لله التي أوضحناها فى بداية الكتاب (أقانيم اللاهوت) نفسها بينها تناغم واتفاق ولا يوجد أقنوم مستقل عن الآخر فى عمل أي شئ.
3- الحقيقة أن أي إنسان يستطيع أن يفعل ما يشاء سواء كان صحيحا ً أو خطأً، يتفق مع إرادة الله أو لا يتفق، والمسيح كان قادرا ً على فعل أي شئ فى أي وقت وقد قال ذلك فى يوحنا 5: 19–21 "فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ. 20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الابْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ، وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ. 21لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ."
4- عدم القدرة هنا ليست العجز عن فعل الشئ ، لكنها عدم الإرادة لفعل هذا الشئ مع قدرته على الفعل ، فالله يمكنه الكذب لكنه لا يقدر ليس لأنه غير قادر بل لأنه لا يفعل لأنه صادق وقدوس ، ولا يقدر أن ينكر نفسه كما فى تيموثاوس الثانية 2 : 13 " لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ " الله يمكنه خداع البشر والتلاعب بهم وعمل أشياء كثيرة لكنه لن يفعل برغم قدرته لأنه لايريد هذا فهو قدوس
5- المسيح كان يمكنه فعل الخطية لكنه لم يفعل ليس لكونه غير قادر ، لا ، لكن لكونه قدوس لا يفعلها على الإطلاق ، كذلك كان يقدر أن يفعل كل ما يريد لكنه فى علاقته مع الآب كان متفقا ً متاغما ً لا يفعل شئ بمعزل عنه
6- أكد المسيح كثيرا ً على مصدره السماوي ليعرف اليهود أنه هو المسيا الذي ينتظرونه وأن مصدره سماوي وليس شيطاني فقال كثيرا ً عن إرسالية الآب له وأن الآب أعطاه الدينونة والسلطان ليشرح للناس من أين أتي
فما يفعله الآب يستطيع فعله الابن، وكما أن الآب يقيم ويحي فالابن أيضا ً يحي من يشاء فهو يقدر أن يعمل مستقلا ً لكنه فى علاقة توافق واتفاق مع الآب فلا يعلم بالاستقلال عنه .
الاعتراض الثاني
قال المسيح لتلاميذه أنهم سيدينون أسباط إسرائيل فى متى 19: 28 " فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي، فِي التَّجْدِيدِ، مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيًّا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ."
ويقول بولس فى الرسالة إلى كورنثوس الأولى 6: 2–3 "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الْقِدِّيسِينَ سَيَدِينُونَ الْعَالَمَ؟ فَإِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُدَانُ بِكُمْ.. أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّنَا سَنَدِينُ مَلاَئِكَةً؟."
فتلاميذ المسيح والقديسين سيدينون البشر والملائكة فهل هم آلهة مثل المسيح؟ أم أنه ليس إله ؟
الرد
1- واضح من النص أن المسيح قال لهم "مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ" وقتها يجلسون لدينونة أسباط إسرائيل فالشرط هو جلوس المسيح أولاً ثم يجلسون فهم سيكونوا شاهدين على ملكوته ومجده وكأنهم يصدقوا على ما يفعل من دينونة للبشر ويكونوا إعلان دينونة لكل من رفض المسيح بسبب قبولهم هم له فاديا ً وربا ً وسيدا ً ومخلصا ً ولكن ليس بيدهم شئ فهو القاضى والديان والرب والسيد.
2- لماذا قال تدينون أسباط إسرائيل تحديداً؟
لأنهم من اليهود وقد امنوا به وتركوا كل شئ لأجله وكثير من اليهود رفضوا المسيح ورفضوا كرازة التلاميذ ومنهم من اضطهدوا التلاميذ ، لهذا سيكون التلاميذ صورة لهؤلاء الذين رفضوهم وإعلان دينونة لهم لرفضهم المسيح.
3- الملائكة المقصودين فى رسالة كورنثوس هم الذين تكبروا على الله وسقطوا، إبليس وجنوده.
4- كيف تكون دينونة القديسين للعالم؟
يقول القس انطونيوس فكرى فى تفسيره لرسالة كورنثوس الثانية الإصحاح 6 الآية 2 .
أ- سلوكنا البار سيكون كنقطة بيضاء وسط سواد العالم الخاطئ فيفتضحون.
ب- سيدين القديسون بتعاليمهم التي ملأت الدنيا، ورَفَضَها الخطاة.
ج- وفى اليوم الأخير سيمتلئ المؤمنون من الروح القدس وهو سيعطيهم حكمة غير عادية وإستنارة فيدركوا حكمة أحكام المسيح على الأشرار ويوافقون عليها، ويعطونه المجد على كل أحكامه التي يظهر فيها العدالة الإلهية وسيتطابق حكمهم مع حكم المسيح. وحتى على الأرض فالإنسان الروحي المملوء من الروح يحكم في كل شئ حكم صائب.
الاعتراض الثالث
قال المسيح بنفسه فى يوحنا 3: 17 "لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ." وفى يوحنا 12: 47 "وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كَلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لاَ أَدِينُهُ، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لأُخَلِّصَ الْعَالَمَ."
إنه لا يدين العالم فكيف هو الديان؟
الرد
عندما جاء المسيح فى المجئ الأول أتى فقط ليكفر عن خطايا البشر ليكون فديه عن كثيرين كما قال ولم يأت فى هذا المجئ كديان بل كفادٍ فقط ، أما وقت دينونة العالم سيكون هو الديان وقد قال ذلك فى متى 25 وغيرها من الآيات.
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
