انظر أمام عينيك هل ترى إرسال التليفزيون ؟ لا ، لن تراه بعينيك المجرده لابد من وجود تليفزيون لترى الإرسال متجسدا ً فى صورة مرئية أمامك ، حين تشاهد الصورة أمامك هل إرسال التليفزيون تم حده فى هذا التليفزيون ؟ طبعا ً لا والدليل أنه يمكنك تشغيل الاف من أجهزة التليفزيون ، هل تأثر الإرسال ؟ هل إزداد ؟ هل نقص ؟ الحقيقة لا ، لم يتأثر إطلاقا ًلا بالزيادة ولا بالنقصان بل هو ثابت ومستقر ولا يتأثر أو يتغير أو يتم حده على الإطلاق ، حسنا ً هل لو قمت بتكسير التليفزيون هل سيتأثر الإرسال ؟ لا ، التكسير وقع على التليفزيون وليس على الإرسال صحيح أن التليفزيون به الإرسال لكن الفعل يقع على الجهاز نفسه – مع فارق التشبيه ولله المثل الاعلى – الله سبحانه لا يتأثر أو يتغير ولا يُرى بالعين المجردة إطلاقا ً فى ذاته وحين يتجسد لا يتأثر أبدا ً فيبقى سبحانه حاكما ً للعالم وهو فى تجسده وهذا ما قاله الامام الألوسى فى تفسير القصص " وكان ذلك بعد ظهوره عز وجل بما شاء من المظاهر التي تقتضيها الحكمة وهو سبحانه مع ظهوره تعالى كذلك باق على إطلاقه حتى عن قيد الإطلاق "، ويرى كل شئ وكل شئ فى حضرته فهو لا يتغير أو يتأثر أو يتم حده ولا يطرأ عليه شئ ابدا ً،
كيف اتحد اللاهوت ( الطبيعة الالهية ) بالناسوت ( الطبيعة الإنسانية ) ؟
نلخص فكرة إرسال التليفزيون لتساعدنا على فهم كيفية الإتحاد
1- إرسال التليفزيون لا يرى بالعين المجردة
2- يرى فقط عند إحضار تليفزيون وتشغيله
3- بتشغيل التليفزيون لا ينتهى الإرسال بل يبقى الإرسال كما هو يملأ الهواء من حولنا
4- فلم يُحد الإرسال فى التليفزيون بل جَسّد التليفزيون الإرسال فى صورة مرئية حين اتحد الإرسال بالتليفزيون
كيف اتحدت روح الإنسان بجسده ويطبق هذا على إتحاد اللاهوت بالناسوت؟
1- روح الإنسان برغم إختلافها عن الجسد لكنها ليست منفصلة عنه بل متحدة به
2- هذه الروح مع إتحادها بالجسد يحتفظ كلا ً منهما بخصائصه الطبيعية
3- إتحادهما معا ً هى ذات واحدة فى الإنسان
4- الإنسان الواحد له صفات وخصائص عنصرين مختلفين هما الروح والجسد
5- هذا الإتحاد فوق العقل والإدراك إنه عمل إلهى عجيب
كيف حدث الإتحاد فعليا ً ؟
1- إتخذ الابن لنفسه ناسوتاً ولكنه
** لم يتقيد كما تتقيد الروح البشرية فقد قال المسيح فى يوحنا 3 : 13 " وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ" كما قال فى متى " لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ " فهذا دليل على عدم تحيزه
** لم ينفصل عن هذا الناسوت كما تنفصل الروح البشرية عن الجسد لكنه ظل متحدا ً به أى واحد معه فاتحاد اللاهوت بالناسوت ليس مثل اتحاد الروح بالجسد فهو لا يقبل التفكك والإنفصال مثل الانسان العادى
2- مع اتحاد اللاهوت بالناسوت احتفظ كلا ً منهما بخصائصه فاتحاد اللاهوت بالناسوت ليس امتزاج احدهما بالاخر بل عمل الهى يفوق العقل والإدراك ولم يطرأ عليهما أى تغيير
3- إتحاد اللاهوت والناسوت فى المسيح كان ذاتا ًواحدة فهو ابن الله وابن الإنسان
4- كانت خصائص اللاهوت الذى لا يتحيز ولا يتأثر بعرض والمستغنى بذاته عن كل شئ وخصائص الناسوت يأكل ويشرب وينام
فاتحاد اللاهوت بالناسوت لم يترتب عليه تأثر اللاهوت بأى مؤثر وهو اتحاد حقيقى كامل دائم فلما كان المسيح فى بطن العذراء وكان على الارض ومدفونا ً كان لاهوته واحدا ً مع ناسوته بوحدة إلهية تفوق العقل والإدراك
وما انفصل عند الموت هو الروح الإنسانية عن الجسد ولم ينفصل اللاهوت عن الناسوت
مقتبس من كتاب "هل قال المسيح بكلام صريح أنا الله" لوثر خليل