المسيحية الفاسدة 4
أدلة ألوهية المسيح 1
نقدم اليوم مقالاً آخر نناقش فيه ما قاله الشيخ الفاضل سالم عبد الجليل عن قوله عن المسيحية أنها "ديانة فاسدة" ونفصل فيها المعتقدات المسيحية لنفهم هل هي فاسدة فعلاً فنتركها، أم حقيقية ومنطقية ومقبولة للعقل والقلب فنتعمق فيها ونحياها بأمانة، نناقش في هذا المقال المسيحية الفاسدة من حيث ألوهية المسيح وأدلة هذا القول المسيحي أن المسيح هو الله ونرى هل قول الشيخ سالم مقبول ,اننا أضفنا ما ليس حقيقي وبالتالي فسدت المسيحية أم أن كلام الشيخ الم غير صحيح وبالتالي عليه وغيره أن يراجعوا أنفسهم قبل فوات الآوان
1- المسيح خالق
طالعنا الكتاب المقدس عن قيام المسيح بالخلق فنقرأ فى يوحنا 9: 1–7 عن معجزة خلق عينين
للمولود أعمى منذ ولادته، وقد خلقهما من الطين، مثلما خلق الله ادم من التراب، ليعلن المسيح أنه خالق وبقدرته الذاتية.لاحظ أن أبواه أقرا أنه مولود أعمى فى يوحنا 9: 20 وهناك معجزة خلق ثانية توجد فى مرقس 8 : 22 – 26
وهذا الشخص في بشارة مرقس يبدو أنه أعمى منذ الولادة، فلم يعرف الفرق بين الناس والشجر، كل معرفته عن الناس والشجر هو السمع لذلك لم يفرق بينهما، فقد خلق له المسيح عينين . وعند المقارنة بين يهوه العهد القديم والمسيح نجد فى إشعياء 45: 11–12 "هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ (يهوه) قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ وَجَابِلُهُ.. 12أَنَا صَنَعْتُ الأَرْضَ وَخَلَقْتُ الإِنْسَانَ عَلَيْهَا. يَدَايَ أَنَا نَشَرَتَا السَّمَاوَاتِ، وَكُلَّ جُنْدِهَا أَنَا أَمَرْتُ."إرميا 10:10–16 "أَمَّا الرَّبُّ الإِلهُ فَحَقٌّ.. صَانِعُ الأَرْضِ بِقُوَّتِهِ، مُؤَسِّسُ الْمَسْكُونَةِ بِحِكْمَتِهِ، وَبِفَهْمِهِ بَسَطَ السَّمَاوَاتِ... رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ." ومكتوب عن المسيح فى يوحنا 1: 3 و 10 "كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ.. كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ". وكولوسى 1: 16–17 "فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى..الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ.الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ". فالرب فى العهد القديم هو المسيح فى العهد الجديد. ولم نعرف يومًا شخصًا خلق إلا الله، وهو الوحيد القادر على الخلق، وفعلها المسيح لأنه الله الظاهر فى الجسد، وهذه المعجزة ليست شفاء أعمى بل خلق أعين لمولود
أعمى
في معجزة إقامة لعازر من الموت في بشارة يوحنا الإصحاح 11، وبعد أن أنتن وتحلل جسد لعازر إذ بالمسيح يعيد خلقه من جديد، يعيد خلق كل أعضاء
جسده من جديد، ويمنحه نسمة الحياة من جديد، لم تكن معجزة إقامة لعازر من الموت معجزة إقامة عادية مثل غيرها، بل خلق فيه كل ما تحلل، كل الجسد تحلل وأنتن في اليوم الرابع، لكن ما فعله المسيح يفوق إقامة ميت، إنها إقامة ميت وخلقه وخلق كل أعضاء جسدة مرة أخرى، وهذا لا يفعله إلا الله
وسوف نتعرض لهذه المعجزة في المقال القادم ونناقش اعتراض يقول أن المسيح صلى أمام قبر لعازر فلم يفعل من ذاته.
وقد إشترك الإنجيل والقران الكريم فى الحديث عن معجزات للمسيح، منها شفاء
مختلف الأمراض والخلق والعلم بالغيب وإقامة الموتى والعصمة من الخطية.
فى سورة آل عمران 49 "وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّيأَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ."
وكذلك سورة المائدة 110 " إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ"
وفي سورة الرعد 16 "قُلِ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ"
وسورة فاطر3 "هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ."
والنحل20 "وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ".
أ- نلاحظ أن المسيح يخلق من الطين طيرًا، والخلق صفة من صفات الله، فلماذا يعطى الله المسيح أن يخلق لو كان نبيًا مثل باقي الأنبياء؟
ب- نلاحظ طريقة الخلق هي ذاتها، بنفس خلق الله لآدم من تراب فى تكوين2: 7 حيث نفخ الله فى التراب فخلق آدم.
ج- نفخ المسيح وبنفخته أصبح الطين طيرًا بنفس الطريقة الإلهية ذاتها، فماذا يعنى
هذا؟ كيف يعطيه حياه إذا كان نبيًا فقط؟ ونحن نعرف أن معطى الحياة هو الله وحده!! أرجوك فكر.
فها هو القران يقول مثلما قال الانجيل أن المسيح خالق، والخالق هو الله وحده له القدرة على الخق ومنح الحياة من جديد للبشر، الأمر يحتاج منك أن تقرأ وتفهم بحيادية وعقل وتسأل الله الطريق
فمن هو يا ترى الذي يمكنه أن يخلق إلا الله وحده؟ وحين تعلن المسيحية أن المسيح هو الله تكون ديانة فاسدة لأن المسيح خالق والخالق بالعقل والمنطق الصحيح البسيط لابد أن يكون هو الله،
لكن ماذا القول عن إذن الله؟
لدينا بعض الأسئلة لمناقشة فكرة الإذن الإلهي وهي:-
السؤال الأول: لماذا يمنح الله للمسيح -إذا كان رسولا ًمثل باقي الرسل- أن يقوم بأعماله، الخلق وعلم الغيب وإحياء العظام الرميم؟ لماذا يمنح الله الأعمال العظيمة، التي يختص بها هو وحده لشخص ما، حتى لو كان أعظم الأنبياء؟
والسؤال الثاني: لماذا يمنح الله أعماله الخاصة، إلى المسيح فقط دونًا عن باقي الأنبياء؟ فلم يعط لأحد من الأنبياء، أن يخلق أو يعرف الغيب أو يحي العظام الرميم؟ وأي نبي أحيا ميتاً بعد أن صلى إلى الله ليتمم المعجزة، وليس بإرادته الشخصية عكس المسيح.
السؤال الثالث: لماذا يكون معصومًا؟ فالمسيح هو الوحيد المعصوم من الذنب والخطأ، لم يفعله على الإطلاق، المعصوم هو الله ولا آخر سواه، وهو ما سنفصله في المقالات القادمة
السؤال الرابع: وإذا كان كما قال البعض، أعطى الله المسيح عمل معجزات، لأن اليهود
كانوا عباقرة فى الطب، فأعطاهم الله المسيح كمعجزة باهرة فى ميلاده المعجزى، وأعطاه معجزاته الخارقة، ليدحض اليهود الذين تعالوا على الله بمعرفتهم الطبية.
والسؤال: هل لو أراد الله توبيخ اليهود على تعاليهم، لأنهم كانوا علماء فى الطب، لأعطاهم معجزات من نوعية شفاء الأعمى والأبرص وغيرها، وُيكثر منها أيضاً، لكن لماذا يعطيه أعماله وصفاته الخاصة به سبحانه وحده؟ أرجوك فكر
أن يعطيه الله أن يخلق.. ويعرف الغيب.. ويحي العظام الرميم.. ويسيطر على الطبيعة.. وأن يكون معصومًا، وغيرها من أعمال وصفات الله، فهذا يدل على أن المسيح ليس إنسانًا عاديًا بل هو الله الظاهر فى الجسد.
المسيحية الحقيقية هي التي تقوم على المنطق والعقل وتتبع الله فيما يعلن ويقول، وحين تقول أن المسيح خالق لابد أن يكون هو الله وليست المسيحية فاسدة