ما معنى الجلوس عن يمين الاب ؟
هل الابن جلس عن يمين الاب بالمعنى الحرفى أم هو تعبير مجازى ؟؟ فى هذا المقال نناقش المعنى الصحيح لجلوس الابن عن يمين الاب بقلم البابا شنودة الثالث:
ما المعنى اللاهوتى لعبارة " صعد إلى السماء ، وجلس عن يمين الآب " ؟ و
هل الله مثلنا له يمين و يسار ؟
الجواب
: المقصود بصعود المسيح إلى السماء ، أنه صعد بالجسد لأن اللاهوت لا
يصعد و لا ينزل فهو موجود فى السماء و الأرض و ما بينهما ، مالئ الكل إنما الصعود بالجسد و هذا ما رآه التلاميذ يوم الصعود ( أع 1 : 9 )
و من جهة الجلوس ، الله ليس له يمين و يسار
عبارة يمين و يسار تقال عن أى كائن محدود بيمين و يسارأما الله فهو غير محدود ومن ناحية أخرى لا يوجد فراغ حوله يجلس فيه أحد ، لأنه مالئ الكل و موجود فى كل مكان و كذلك لو جلس الإبن إلى جواره ، لكانا متجاورين و هذا ضد قول الإبن " أنا فى الآب ، و الآب فى " ( يو 14 : 11 )
إنما كلمة ( يمين ) ترمز إلى القوة و العظمة و البر
كما نقول فى المزمور " يمين الرب صنعت قوة ، يمين الرب رفعتنى يمين الرب صنعت قوة ، فلن أموت بعد بل أحيا " ( مز 117 ) و مثل وقوف الأبرار عن يمينه ، والأشرار عن يساره فى يوم الدينونة ( متى 25 ) فكون المسيح عن يمين الآب أى فى عظمته و بره لذلك قال السيد المسيح لرؤساء الكهنة " من الآن تبصرون أبن الإنسان عن يمين القوة " ( متى 26 : 64 )
وكلمة (جلس) هنا ، تعنى أستقر استقر فى هذه القوة أى أن عبارة " أخلى ذاته " ( فى 2 ك 7 9 ، قد انتهت بالصعود و ما كان يسمح به من إهانات البصق و اللطم و الجلد و ما أشبه ، قفد أنتهى وقد استقر الآن فى عظمته حتى إنه حينما يأتى فى مجيئه الثانى ، سيأتى فى مجده و جميع الملائكة و القديسين معه ( مت 25 : 31 ) على سحاب السماء ، كما صعد ( أع 1 : 11 )