ناقشنا في المقال السابق مقدرة المسيح على أن يشفي عن قرب وعن بُعد
فقد شفى كثيرًا والناس أمامه
لكنه شفى من لم يكن أمامه بل بعيدًا عنه
وفي هذا المقال نجيب على الإعتراضات التي ساقها البعض على قدرة المسيح على الشفاء
الاعتراض الأول
فى إنجيل يوحنا 14: 12 نقرأ أن المسيح قال "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا، لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي." .. فيمكن لأي شخص عمل ما يعمله المسيح وأعظم.
الرد
1- شرط أن تعمل أي عمل عظيم هو الإيمان بالمسيح وبدون الإيمان به لن يفعل أي شخص أي شئ لا قليل ولا كثير.
2- قال المسيح فى نفس الإصحاح فى يوحنا 14: 6 "قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي. "فالمسيح هو الطريق لكل شئ وليس بأحد غيره الطريق ولا الخلاص ولا المعجزات الحقيقية.
3- فلن يقوم شخص مسيحي مؤمن حقيقي بعمل معجزة إلا بالإيمان بالمسيح والإيمان أنه الطريق لذلك عند التطبيق العملي لتلاميذه عملوا المعجزات على أساس إيمانهم بالمسيح وعلى اسم المسيح فقط فلن يفعل أحد معجزة من ذاته.
الاعتراض الثاني
هناك أنبياء فى العهد القديم قاموا بشفاء المرضى كما فعل المسيح، منهم أليشع مثلاً فهل هم آلهة مثل المسيح؟
الرد
لم يقم واحد منهم بعمل المعجزة بقدرته الذاتية فلا يوجد واحد فيهم كان يستطيع هذا فهم بشر لا يستطيعون إلى ذلك سبيلاً، أما المسيح ففعل هذا بقدرته الشخصية الذاتية.
ماذا فعل أليشع؟ لنقرأ سفر الملوك الثاني 5: 5-10 "فَقَالَ مَلِكُ أَرَامَ: «انْطَلِقْ ذَاهِبًا، فَأُرْسِلَ كِتَابًا إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ». فَذَهَبَ وَأَخَذَ بِيَدِهِ عَشَرَ وَزَنَاتٍ مِنَ الْفِضَّةِ، وَسِتَّةَ آلاَفِ شَاقِل مِنَ الذَّهَبِ، وَعَشَرَ حُلَل مِنَ الثِّيَابِ. 6وَأَتَى بِالْكِتَابِ إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ يَقُولُ فِيهِ: «فَالآنَ عِنْدَ وُصُولِ هذَا الْكِتَابِ إِلَيْكَ، هُوَذَا قَدْ أَرْسَلْتُ إِلَيْكَ نُعْمَانَ عَبْدِي فَاشْفِهِ مِنْ بَرَصِهِ». 7فَلَمَّا قَرَأَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَقَالَ: «هَلْ أَنَا اللهُ لِكَيْ أُمِيتَ وَأُحْيِيَ، حَتَّى إِنَّ هذَا يُرْسِلُ إِلَيَّ أَنْ أَشْفِيَ رَجُلاً مِنْ بَرَصِهِ؟ فَاعْلَمُوا وَانْظُرُوا أَنَّهُ إِنَّمَا يَتَعَرَّضُ لِي».
8وَلَمَّا سَمِعَ أَلِيشَعُ رَجُلُ اللهِ أَنَّ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ قَدْ مَزَّقَ ثِيَابَهُ، أَرْسَلَ إِلَى الْمَلِكِ يَقُولُ: «لِمَاذَا مَزَّقْتَ ثِيَابَكَ؟ لِيَأْتِ إِلَيَّ فَيَعْلَمَ أَنَّهُ يُوجَدُ نَبِيٌّ فِي إِسْرَائِيلَ». 9فَجَاءَ نُعْمَانُ بِخَيْلِهِ وَمَرْكَبَاتِهِ وَوَقَفَ عِنْدَ بَابِ بَيْتِ أَلِيشَعَ. 10فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَلِيشَعُ رَسُولاً يَقُولُ: «اذْهَبْ وَاغْتَسِلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الأُرْدُنِّ، فَيَرْجعَ لَحْمُكَ إِلَيْكَ وَتَطْهُرَ».
1- تجد فى هذه المعجزة أن ملك إسرائيل مزق ثيابه لأنه ليس الله
2- وعندما عرف أليشع بما حدث قال فى آية 8 " لِيَأْتِ إِلَيَّ فَيَعْلَمَ أَنَّهُ يُوجَدُ نَبِيٌّ فِي إِسْرَائِيلَ" والنبي هو من يتلقى عن الله ولا يستطيع فعل شئ من قدرته الذاتية وهذا دليل على أن أليشع يعرف أنه إنسان نبي ليس أكثر من ذلك، يعطيه الله أن يعمل المعجزات أما المسيح فنقرأ المعجزة التالية وماذا قال بلسانه الكريم
فى متى 8 و مرقس 1 ولوقا 5 نفس المعجزة "وَلَمَّا نَزَلَ مِنَ الْجَبَلِ تَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ. 2وَإِذَا أَبْرَصُ قَدْ جَاءَ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً:«يَا سَيِّدُ، إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي». 3فَمَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَلَمَسَهُ قَائِلاً:«أُرِيدُ، فَاطْهُرْ!».وَلِلْوَقْتِ طَهُرَ بَرَصُهُ. 4فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«انْظُرْ أَنْ لاَ تَقُولَ لأَحَدٍ. بَلِ اذْهَبْ أَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ، وَقَدِّمِ الْقُرْبَانَ الَّذِي أَمَرَ بِهِ مُوسَى شَهَادَةً لَهُمْ».عمل المسيح المعجزة بإرادته.
3- إقرأ عن أليشع مثلا ً فى 2 مل 2: 14 "أين هو الرب إله إيليا" ثم فى آية 21 "وقال هكذا قال الرب قد برأت هذه المياه" وفى آية 24 "ولعنهم باسم الرب" وفى اصحاح3: 16 "فقال هكذا قال الرب" وفى آية 17 "لأنه هكذا قال الرب" وآية 18 "وذلك يسير فى عيني الرب" فى كل هذا يتضح أن أليشع كان يتصرف على أساس اسم الرب.
قال المسيح أنه يريد ولو كان نبي عادى مثل أليشع لم يكن يستطيع قول هذا الكلام لذلك كل ما فعل المسيح فعله بإرادته أما أليشع فكان إنسان نبي استخدمه الله ليجرى المعجزات وكان من حوله يعرفون ذلك ففي سفر الملوك الثاني 3 :11– 12 يقول: "فَقَالَ يَهُوشَافَاطُ: «أَلَيْسَ هُنَا نَبِيٌّ لِلرَّبِّ فَنَسْأَلَ الرَّبَّ بِهِ؟» فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ: «هُنَا أَلِيشَعُ بْنُ شَافَاطَ الَّذِي كَانَ يَصُبُّ مَاءً عَلَى يَدَيْ إِيلِيَّا».». 12فَقَالَ يَهُوشَافَاطُ: «عِنْدَهُ كَلاَمُ الرَّبِّ». فَنَزَلَ إِلَيْهِ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوشَافَاطُ وَمَلِكُ أَدُومَ."
فكل من حوله أدركوا أنه إنسان نبي به يسألون الله فلا يقدر أن يقدم من ذاته شئ على الإطلاق وكثيرا ً كان يقول: "هكذا قال الرب."
لقد قال المسيح فى يوحنا 5: 21 إعلان واضح وصريح، إنه يستطيع أن يقيم ويحي أي شخص "لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ."
وفى متى 9: 27–30 "وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ، تَبِعَهُ أَعْمَيَانِ يَصْرَخَانِ وَيَقُولاَنِ:«ارْحَمْنَا يَا ابْنَ دَاوُدَ!». 28وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْبَيْتِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ الأَعْمَيَانِ، فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ:«أَتُؤْمِنَانِ أَنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ هذَا؟» قَالاَ لَهُ:«نَعَمْ، يَا سَيِّدُ!». 29حِينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلاً:«بِحَسَب إِيمَانِكُمَا لِيَكُنْ لَكُمَا». 30فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا. فَانْتَهَرَهُمَا يَسُوعُ قَائِلاً: «انْظُرَا، لاَ يَعْلَمْ أَحَدٌ!».
سأل الأعميان عن ثقتهما بقدرته الشخصية وواضح أنهما وثقا فى هذا القادر على كل شئ وقد نادياه بابن داود لمعرفتهما أنه من نسل داود المسيا الذي ينتظرونه القادر على كل شئ.
4- بعد شفاء نعمان قال أليشع فى آية 16 "فَقَالَ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَهُ، إِنِّي لاَ آخُذُ». دليلا ً على شهادته عن نفسه أنه نبي إنسان لا يزيد عن ذلك قاده الله لعمل المعجزات فقط.
5- نعمان السرياني نفسه فى 2 مل 5: 11 تذمر قائلاً "فَغَضِبَ نُعْمَانُ وَمَضَى وَقَالَ: «هُوَذَا قُلْتُ إِنَّهُ يَخْرُجُ إِلَيَّ، وَيَقِفُ وَيَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِهِ، وَيُرَدِّدُ يَدَهُ فَوْقَ الْمَوْضِعِ فَيَشْفِي الأَبْرَصَ. " ثم قال أيضا ً فى آية 15 " فَرَجَعَ إِلَى رَجُلِ اللهِ هُوَ وَكُلُّ جَيْشِهِ وَدَخَلَ وَوَقَفَ أَمَامَهُ وَقَالَ: «هُوَذَا قَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ إِلهٌ فِي كُلِّ الأَرْضِ إِلاَّ فِي إِسْرَائِيلَ."
6- فقد أدرك نعمان أن إله إسرائيل ليس غيره إله فى كل الأرض وأليشع نبيه فقط.
الاعتراض الثالث
تلاميذ المسيح أنفسهم ورسله قاموا بشفاء أمراض الناس بل إن خيال بطرس شفى الأمراض ففي أعمال 5: 15"حَتَّى إِنَّهُمْ كَانُوا يَحْمِلُونَ الْمَرْضَى خَارِجًا فِي الشَّوَارِعِ وَيَضَعُونَهُمْ عَلَى فُرُشٍ وَأَسِرَّةٍ، حَتَّى إِذَا جَاءَ بُطْرُسُ يُخَيِّمُ وَلَوْ ظِلُّهُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ." فهل هم آلهة لأنهم شفوا المرضى مثل المسيح؟
الرد
لنقرأ النصوص التالية ونرى :
سفر الأعمال 9: 32–34
"وَحَدَثَ أَنَّ بُطْرُسَ وَهُوَ يَجْتَازُ بِالْجَمِيعِ، نَزَلَ أَيْضًا إِلَى الْقِدِّيسِينَ السَّاكِنِينَ فِي لُدَّةَ، 33فَوَجَدَ هُنَاكَ إِنْسَانًا اسْمُهُ إِينِيَاسُ مُضْطَجِعًا عَلَى سَرِيرٍ مُنْذُ ثَمَانِي سِنِينَ، وَكَانَ مَفْلُوجًا. 34فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ:«يَا إِينِيَاسُ،يَشْفِيكَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ. قُمْ وَافْرُشْ لِنَفْسِكَ!». فَقَامَ لِلْوَقْتِ."
وبولس مكتوب عنه فى سفر الأعمال 14: 8–15 "وَكَانَ يَجْلِسُ فِي لِسْتْرَةَ رَجُلٌ عَاجِزُ الرِّجْلَيْنِ مُقْعَدٌ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ، وَلَمْ يَمْشِ قَطُّ. 9هذَا كَانَ يَسْمَعُ بُولُسَ يَتَكَلَّمُ، فَشَخَصَ إِلَيْهِ، وَإِذْ رَأَى أَنَّ لَهُ إِيمَانًا لِيُشْفَى، 10قَالَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ:«قُمْ عَلَى رِجْلَيْكَ مُنْتَصِبًا!». فَوَثَبَ وَصَارَ يَمْشِي. 11فَالْجُمُوعُ لَمَّا رَأَوْا مَا فَعَلَ بُولُسُ، رَفَعُوا صَوْتَهُمْ بِلُغَةِ لِيكَأُونِيَّةَ قَائِلِينَ:«إِنَّ الآلِهَةَ تَشَبَّهُوا بِالنَّاسِ وَنَزَلُوا إِلَيْنَا». 12فَكَانُوا يَدْعُونَ بَرْنَابَا «زَفْسَ» وَبُولُسَ «هَرْمَسَ» إِذْ كَانَ هُوَ الْمُتَقَدِّمَ فِي الْكَلاَمِ. 13فَأَتَى كَاهِنُ زَفْسَ، الَّذِي كَانَ قُدَّامَ الْمَدِينَةِ، بِثِيرَانٍ وَأَكَالِيلَ عِنْدَ الأَبْوَابِ مَعَ الْجُمُوعِ، وَكَانَ يُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَ. 14فَلَمَّا سَمِعَ الرَّسُولاَنِ، بَرْنَابَا وَبُولُسُ، مَزَّقَا ثِيَابَهُمَا، وَانْدَفَعَا إِلَى الْجَمْعِ صَارِخَيْنِ وَقَائِلِينَ: 15«أَيُّهَا الرِّجَالُ، لِمَاذَا تَفْعَلُونَ هذَا؟ نَحْنُ أَيْضًا بَشَرٌ تَحْتَ آلاَمٍ مِثْلُكُمْ، نُبَشِّرُكُمْ أَنْ تَرْجِعُوا مِنْ هذِهِ الأَبَاطِيلِ إِلَى الإِلهِ الْحَيِّ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا،"
وسفر الأعمال 19 : 11 –12"وَكَانَ اللهُ يَصْنَعُ عَلَى يَدَيْ بُولُسَ قُوَّاتٍ غَيْرَ الْمُعْتَادَةِ،12حَتَّى كَانَ يُؤْتَى عَنْ جَسَدِهِ بِمَنَادِيلَ أَوْ مَآزِرَ إِلَى الْمَرْضَى، فَتَزُولُ عَنْهُمُ الأَمْرَاضُ، وَتَخْرُجُ الأَرْوَاحُ الشِّرِّيرَةُ مِنْهُمْ."
1– لا بطرس أو بولس أو أحد الأنبياء قال يوما ً أنه الله أو أنه يفعل هذا بقدرته الشخصية.
2– التلاميذ والرسل فى أي معجزة كانوا دائما يعترفون ببشريتهم وينكرون أنهم آلهة وعند قراءة سفر الأعمال جيدا ً وهو التطبيق العملي لفهم وكرازة وأعمال تلاميذ ورسل المسيح طلبوا باسمه وصنعوا المعجزات بقدرته.
3- حتى فى المرات التي لا يُذكر فى الكتاب المقدس أنهم طلبوا الله أو صلوا لإجراء المعجزة تجد فى السفر نفسه ما يوضح أن النبي أو التلميذ لا يعتمد على نفسه بل على الله فى كل شئ إجمالاً.
3– أما المسيح فقد أعلن صراحة أنه الله الظاهر فى الجسد وأعلن هذا أيضا ً تلاميذه وفعل كل شئ بقدرته الذاتية
مقتبس من كتاب
هل قال المسيح بكلام صريح أنا الله؟
لوثر خليل