هل المسيحية حق أم باطل؟
هل من قبلوها عقلاء أم جهلاء؟
"لا تخلو النّصرانيّة من أن تكون: إمّا حقًا، وإمّا باطلاً.
والّذين قبلوها من أن يكونوا: إمّا عقلاء وإمّا جهلاء.
والعقلاء لا يقبلون ما لا يصحّ بالقياس المعقول إلاّ بالقهر؛
والجهّال لا يمتنعون عن الانهماك في الّلذّات الدّنيويّة، إلاّ بالقهر.
والقهرُ قهران:
إمّا قهرٌ بالسّيف،
وإمّا قهرٌ من الله بالآيات.
ولم نر العقلاء ممَنْ قَبِلَ دين النّصرانيّة قُهِرَ بالسّيف،
فيقبلون ما لا يصحّ بالقياس المعقول؛
ولا الجهّال قُهروا بالسّيف فيمتنعون عن الانهماك في لذّات الدّنيا،
وقد قبلها العقلاء بما لا يصحّ بالقياس المعقول؛
وقبلها الجهّال وهي تصدّ عن الانهماك في لذّات الدّنيا.
فقد قُهِرَ الجميعُ بالآيات لا بالسّيف.
والآياتُ أدلُّ دليلٍ على أنّ الدّين الذي تكون فيه هو الدّين الصحيح عند الله، عزّ وجلّ.
والشّريعة المسيحيّة تطابق هذه المقدّمات.
أبو رائطة التّكريتيّ--لاهوتيّ مسيحيّ عربيّ من القرن التّاسع