كيف يجرب المسيح من الشيطان ؟؟
لماذا سمح المسيح بتجربته من الشيطان ؟ ما الغرض والفائدة من ذلك ؟ وهل هذه التجربة تقلل من شخصية المسيح ندخل إلى سؤال المعترض والرد عليه :
كيف يتجرأ الشيطان فيجرب إلهكم المتجسد فيأمره بالسجود له؟ كيف يسمح له إلهكم أولا بتجربته و ثانيا بأمره بالسجود له؟
الرد
« ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ.2فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيراً.3فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هَذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزاً».4فَأَجَابَ وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ».5ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ،6وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ».7قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ».8ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا،9وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ» 11ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ، وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.(متى1:4-11)
*بدايه المسيح له المجد هو الذى ذهب للتجربة «ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ » فالشيطان لا يستطيع أن يقترب من المسيح الا بسماح منه والشيطان ليس له سلطان على المسيح كما يعتقد من سؤال المعترض فالمسيح هو من سمح له بذلك (يوحنا30:14) ومن هنا ندرك أن المسيح هو الذى اختار المكان والزمان وذهب بارادته لكى يمر في نفس التجارب التي سقط فيها ادم ويعلن انتصاره على ابليس .
*كان على يسوع أن يبطل عمل آدم ويلغية فبرغم أن آدم خلق كاملاً قبل سقوط التجربة ونقل الخطية إلى كل الجنس البشرى لكن الرب يسوع عكس ذلك قاوم ابليس كما انتصاره يقدم الخلاص لكل الجنس البشرى(رو12:5-19)
*الهدف الثانى من التجربة هو أن يؤكد أن لنا رئيس كهنة قادر أن يرثي لضعفاتنا (عبرانيين 4: 15) لأنه قد جُرِّب في كل شيء مثلنا. إن طبيعة المسيح البشرية تمكنه من التعاطف مع ضعفاتنا لأنه هو أيضاً إختبر الضعف. «لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّباً يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ» (عبرانيين 2: 18). إن الكلمة اليونانية المترجمة "يجرب" تعني حرفياً "أن يمتحن". لهذا عندما نمتحن بتجارب الحياة يمكننا أن نكون واثقين أن يسوع يفهم ما نمر به ويَرثي لنا لأنه هو إجتاز ما نجتاز فيه من تجارب.
*الشيطان طلب من المسيح أن يسجد له ولم يأمره وكان غرض ابليس هو أن يجعله يخطىء وبذلك يصبح غير جدير بأن يكون ذبيحة عن خطية الآخرين والمسيح انتصر علية بالمكتوب « لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ»
الخلاصة
«ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ، وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ » فالمسيح لو اراد من الاول أن يمنع الشيطان كان يستطيع ولو اراد أن يجعل ملائكته يقيدون الشيطان ايضا كان يستطيع ولكنه سمح بالتجربة لانه يريد أن ينجح الطبيعة البشرية في التجربة التي سقط فيها ادم واسقط فيها البشرية .
مقتبس من كتاب نصوص عسرة الفهم (العهد الجديد) تحت الطبع جرجس خليل