هل عرفت المسيح؟ المقال الحادي والعشرون ... 21
اعتراضات على عصمة المسيح
لدينا هجوم كبير على عصمة المسيح، سوف نقوم بنشرها تباعًا في عدة مقالات
الاعتراض الأول
لقد قال المسيح ألفاظا ً تدل على أنه أخطأ فقال لأمه مريم فى يوحنا2: 1–5 "وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ. 2وَدُعِيَ أَيْضًا يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ. 3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ، قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ:«لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ». 5قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ:«مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ."
الرد
1- لم يكن هذا التعبير يمثل مشكلة ما فلابد أن نقرأ النص بحسب ما قيل وقتها والطريقة التي قيل بها هذا التعبير فى هذا الزمن ولا نطبق فهمنا وتعبيراتنا اليوم على تعبير منذ 2000 عام.
2- والدليل أن السيدة المطوبة العذراء ردت على ما قال بأن وجهت كلامها للخدام ، مهما قال لكم فافعلوه فهذا يعطى انطباعا ً أن المسيح قال هذه العبارة وكأنه يقول للعذراء سوف أفعل ما تريدين بصيغة شخص يبتسم لأمه ويحترمها.
3- كما أن المعجزة يجريها بقدرة الإلوهية وفى هذا ليس للعذراء أن تسأل عن شئ أعظم منها.
4- كلمة إمرأة كلمة عادية ليس فيها إهانة ، فليس فى الأمر إهانة ما للسيدة العذراء.
الاعتراض الثاني
ما قاله للمرأة الفينيقة ووصفه لها بالكلبة هي وكل غير اليهود فى متى 15
الرد
عندما نقرأ قصة هذه المرأة مع المسيح فى متى 15: 21–28 لابد أن نبحث فيما وراء الألفاظ "ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. 22وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةً:«ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ:«اصْرِفْهَا، لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24فَأَجَابَ وَقَالَ:«لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً:«يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ وَقَالَ:«لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب»27فَقَالَتْ:«نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!». 28حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ."
1– نلاحظ أن المسيح وهو الشخص الذي دائما يشفى أي شخص لم يجبها بكلمة.
2- وعندما قال تلاميذه "إصرفها لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا" أي إفعل لها ما تريد واصرفها وهو ما يُفهم من رده «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».
3- وحين سجدت له قال :«لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب».
أولاً لم يجب.. ثم رفض طلب تلاميذه.. ثم وجه لها كلاما ً يبدو قاسيا ً وذلك ليعلم تلاميذه شئ ما من هذا الموقف، لقد أراد أن يصحح مفاهيم تلاميذه ، إن هؤلاء الذين نعتبرهم نحن اليهود كلابا ً أنظروا ما أعظم إيمانهم وهم يستحقون أن تكرزوا لهم وهذا ما حدث حين قال لهم "إذهبوا إلى العالم أجمع".
4- إن عمل نقلة فى فكر التلاميذ اليهود المتعصبين ليس بالأمر الهين ولا السهل لذلك كان ما حدث مع هذه المرأة حتى يعلمهم درسا ً هاما ً أن هؤلاء يستحقون الحياة ومن تعتبرونهم كلاب فى نظركم يجب أن تذهبوا لهم كارزين.
ومن هذا نخلص أن :
لم يكن استخدام المسيح للفظ (كلب) لإهانة المرأة ولا موجها ً إليها أصلا ً بل موجهة للتلاميذ وكأنه يقول لهم "هذه تعتبرونها كلبة بحسب فكركم اليهودي المتعصب ولكن لها إيمان عظيم وسأشفى ابنتها " فقد استخدم المسيح هذا الموقف حتى يُعَلّم التلاميذ أن الأمم يستحقون الحياة والحب والفداء فيجب أن تذهبوا لهم للتبشير بي . والدليل أن المسيح أمر تلاميذه فى متى 28: 19 قائلا ً "فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ."
وفى سفر الأعمال 1: 8 قال لهم: "لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ».
فهدف المسيح من هذا الحوار الذي يعتبره البعض شتيمة للمرأة وإهانة لها ليس إلا تعليما ً للتلاميذ من فرط حبه لكل البشر يهودا ً وغير يهود ، وهؤلاء التلاميذ هم من سيتحملون عمل الكرازة فى كل العالم ويرسلهم للأمم كانوا متعصبين ضد غير اليهود وكان لابد من إصلاح فكرهم وتغيير مشاعرهم ليحبوا الأمم ويذهبوا لهم ليكرزوا بالمسيح ولم يقل المسيح للمرأة أنها كلبه ولا قال أن الأمم كلاب بل أرسل تلاميذه للعالم أجمع حبا ً فى كل البشر وحبا ً لك.
الاعتراض الثالث
وصفه لكل من كان قبله سُراق ولصوص يو 10: 8 يعنى أنه شاتم وهذه خطية.
الرد
فى إنجيل يوحنا 10: 1–6 قال المسيح: "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ الَّذِي لاَ يَدْخُلُ مِنَ الْبَابِ إِلَى حَظِيرَةِ الْخِرَافِ، بَلْ يَطْلَعُ مِنْ مَوْضِعٍ آخَرَ، فَذَاكَ سَارِقٌ وَلِصٌّ. 2وَأَمَّا الَّذِي يَدْخُلُ مِنَ الْبَابِ فَهُوَ رَاعِي الْخِرَافِ. 3لِهذَا يَفْتَحُ الْبَوَّابُ، وَالْخِرَافُ تَسْمَعُ صَوْتَهُ، فَيَدْعُو خِرَافَهُ الْخَاصَّةَ بِأَسْمَاءٍ وَيُخْرِجُهَا. 4وَمَتَى أَخْرَجَ خِرَافَهُ الْخَاصَّةَ يَذْهَبُ أَمَامَهَا، وَالْخِرَافُ تَتْبَعُهُ، لأَنَّهَا تَعْرِفُ صَوْتَهُ. 5وَأَمَّا الْغَرِيبُ فَلاَ تَتْبَعُهُ بَلْ تَهْرُبُ مِنْهُ، لأَنَّهَا لاَ تَعْرِفُ صَوْتَ الْغُرَبَاءِ». 6هذَا الْمَثَلُ قَالَهُ لَهُمْ يَسُوعُ، وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مَا هُوَ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُمْ بِهِ."
1- الآية الأولى من إصحاح 10 واضح أن المسيح تكلم فيها عن من لا يدخل من الباب فمن لا يدخل من الباب يستحق أن يقال عليه سارق ولص.
2- فى الآية الخامسة تحدث عن الغريب والآية الثامنة استخدم المسيح نفس الألفاظ "سُراق ولصوص" والتي تنطبق على الآية الأولى وفى الآية العاشرة تحدث عن السارق الذي يسرق ويذبح ويهلك وهم ليسوا أنبياء بل مجموعة مختلفة فمن هم ؟
3- حديث المسيح كان عن من أدعوا النبوة وقد حدث هذا عدة مرات ذكر منها غمالائيل فى أعمال 5: 34–37 متحدثا ًعن ثوداس ويهوذا الجليلي.
4- فقول المسيح كل الذين أتوا قبله سُراق ولصوص ليس على إطلاقه بل مرتبط بتعريف من هم السُراق واللصوص المقصودين، هل هم الأنبياء؟ لا. المقصود من لا يدخلون من الباب بل يقفزون من موضع آخر للسرقة وإهلاك الرعية .
5- وما يؤيد هذا قول المسيح فى آية 10 "اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ " فحديثه كان عن السُراق واللصوص وليس الأنبياء.
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
