لماذا مات المسيح عن طريق الصليب ، و لم يمت بطريقة أخري ؟
يقول البعض لماذا مات المسيح على الصليب ولم يمت بالشنق أو بالخنق أو مذبوح بالسيف أو بالحرق فلماذا اختار المسيح هذه الميتة بالذات يجيب على هذا السؤال قداسة البابا شنودة :
الرد
لقد كان الموت بالصليب يعتبر عاراً ، فاختار الرب أشنع الميتات و أكثرها عاراً في ذلك الزمان . و لذلك في ( عب 12 : 2 ) يقول الرسول عن الرب إنه " احتمل الصليب مستهيناً بالخزي " .
إذن في الصليب خزي . و لذا يقول " فلنخرج إليه إذن خارج المحلة حاملين عارة : لأن الصليب كان معتبراً عاراً .
و في العهد القديم ، كان الصليب يعتبر لعنة ، إذ قيل " ملعون كل من علق علي خشبة " . و السيد المسيح أراد بالصليب أن يحمل كل اللعنات التي وقعت علي البشرية . و أشار إليها الناموس ( تث 28 ) ، لكي يمنحنا بركة ، و لا تكون هناك لعنة فيما بعد .
و كان الصليب يعتبر عثرة بالنسبة لليهود ( 1 كو 1 : 18 ) . فاختار المسيح هذا العار ، و حول الصليب إلي قوة ... و كان الصليب أيضاً من أكثر أنواع الموت إيلاماً ، إذ تتمزق فيه أنسجة الجسد بطريقة مؤلمة جداً ، كما يجف الماء الموجود في الجسد لكثرة النزيف و الإرهاق الجسدي . و المسح بهذا حمل الآلام التي كانت تستحقها البشرية . و الصليب كان ميتة يرتفع فيها من يموت علي الأرض ، وهكذا قال المسيح " و أنا إن ارتفعت ، أجذب إلي الجميع " . و هكذا كما ارتفع علي الصليب ، ارتفع إلي المجد في صعوده ،و رفعنا عن مستوي الأرض و التراب بصلبنا معه ...و كان في موته باسطاً ذراعيه لكل البشرية ، إشارة لقبوله الكل .