الرد على الدكتور سيد القمني في هجومه على الكتاب المقدس 5
نستكمل اليوم في هذا المقال ردنا على الدكتور سيد القمني في هجومه على الكتاب المقدس، وقد قدمنا 4 مقالات ناقشنا فيها بعض ما قاله الدكتور القمني في هجومه على التوراة وقوله بعض الأمور التي لم تكن صحيحة بالمرة وخالف فيها التاريخ والتوراة
المقالات السابقة
وفي مقال اليوم نناقش أقوال القمني حول بناء الأهرامات والادعاءات الإسرائيلية حول بناء اليهود لأهرامات مصر العظيمة
هل بنى شعب اسرائيل أثناء وجودهم الاهرامات كما يدعي بعض اليهود؟ التوراة والتاريخ يجيبوا بالتالي:
نتفق مع الدكتور القمني في أن بني إسرائيل لم يقوموا ببناء الأهرامات المصرية
اولاً: زمن مجيء شعب اسرائيل لمصر.
غطاها د قمني بطريقة جيدة أن بناء الاهرامات العظيمة كان في فترة مصر القديمة
والتاريخ يعرفنا ان ذلك كان حوالي 2500 سنة قبل الميلاد، وبمعنى اخر حتى بحسب الكثير من الدارسين للتوراة، أن ذلك التاريخ لا يسبق فقط مجيء بني اسرائيل لمصر بل يسبق ابو الاباء ابراهيم بحوالي 500 سنة وبالتالي يسقط ذلك الزعم.
ثانيا: ماذا سجلت التوراة عن دور شعب اسرائيل أثناء وجودهم؟
- كان دورهم هو التنفيذ وليس الفكر ، هم كانوا عمالاً وعبيد وليس مهندسين ، فكانوا مُسخرين لتنفيذ مشاريع فرعون مصر وتذكر التوراة “فبنوا لفرعون مدينتي مخازن فيثوم ورعمسيس" خروج 1: 11وللعمل في الحقول.
- بمعنى اخر حتى لو أفترضنا أنهم شاركو في بناء الاهرام وأكرر مجرد افتراض! فكان دورهم تنفيذي كعمال وعبيد وليس مفكرين ومهندسين !!
- يؤكد الكتاب المقدس على عظمة حضارة مصر، لأن موسى النبي بدأ كأمير في القصر الفرعوني لمدة 40 سنة ، فتعلم بأعظم جامعة في ذلك الوقت (جامعة اون أي الشمس)"
فَتَهَذَّبَ مُوسَى بِكُلِّ حِكْمَةِ الْمِصْرِيِّينَ، وَكَانَ مُقْتَدِرًا فِي الأَقْوَالِ وَالأَعْمَالِ." (أعمال 7: 22)
وهذا يعني أن تاريخ مصر قبل مجيء شعب اسرائيل واثناء وبعد ذلك لفترات طويلة كان بها حضارة يشهد لها العالم الى اليوم، وليس فقط في بناء الاهرامات بل في مجالات كثيرة جدًا.
- لكن من جانب اخر، ذلك يؤكد على الحقيقة الاخرى التي ابتعد فيها الدكتور القمني عن الحقيقة التوراتية وتم التعليق في الرد الأول، أن شعب اسرائيل لم يكن في رفاهية ليفكر ويخطط ويبني بل كانوا في سخرة وعبودية.
ثالثا: دليل قديم جدا من العهد القديم يؤكد على وجود الاهرامات قبل مجيء شعب اسرائيل: يسجل سفر ايوب في العهد القديم تلك الحقيقة وهو أقدم من أسفار موسى النبي للتالي:
- الاحداث التي لم مر بها ايوب تشبه عصر الاباء ابراهيم واسحق ويعقوب وليس عصر الشريعة ايام موسى.
- داخليا: النص العبري قديم جدا، وبعض كلماته لم ترد الا مرة واحدة فقط في كل العهد القديم
وهو يسجل حقيقة مدهشة عن الاهرامات، فبعدما مر ايوب بتلك التجربة المريرة بفقدان اولاده وكل ثروته يعبر عن شقاء ولادته وحياته، بل يتمنى أن يموت مثل الملوك اللذين ماتوا ودفنوا داخل اهراماتهم " مَعَ مُلُوكٍ وَمُشِيرِي الأَرْضِ، الَّذِينَ بَنَوْا أَهْرَامًا لأَنْفُسِهِمْ، " ايوب 3: 14
ويعرف قاموس Halot المتخصص الكلمة العبرية : حارباه أنها الهرم
بمعنى اخر: ان الاهرامات كانت معروفة من قبل نزول شعب اسرائيل بفترة طويلة، والعهد القديم يشهد لذلك وبالتالي لا مكان لتلك المزاعم ببناء اليهود للأهرامات، فما أروع العهد القديم وهو يقدم الحقيقة بدون تجميل.
رابعا: العهد القديم ليس مثل التاريخ البشري الذي يظهر فقط الجانب المضيء ويخفي الجانب المظلم !! لكنه أظهر كيف كان ذلك الشعب صلب الرقبة ومتمرد ومتذمر وكيف عبدوا العجل !! وكيف أدبهم الله القدوس، وسبب اختيارهم من الله ليس أنهم الافضل بل من أجل العهد لكي يأتي منهم ابن داود المخلص يسوع المسيح، !!ولكن ما أروع كلمة الله الصادقة وهي تبين مراحم وعدل الله وهو يحقق مقاصده وهو نفس الاله الحكيم الذي يتعامل معنا ويصبر علينا لخيرنا.
سعيد صموئيل