الأسفار القانونية الثانية، تحريف بالحذف أو بالإضافة
وعن اختلاف الطوائف المسيحية فى بعض اسفار الكتاب المقدس نقول
1- إن الاختلاف حول أسفار أبو كريفا العهد القديم، برغم اختلافنا حول هذه الأسفار فيعتبرها الأرثوذكس والكاثوليك موحى بها ؛ ويعتبرها البروتستانت تاريخية.
فهى تقرأ لدى كل المسيحيين ولا توجد لدينا اية مشكلة فى ذلك ولا نكفر بعضنا بعضا على الاطلاق، حتى وإن وُجد متعصبًا من هنا أو من هناك.
2- هذه الاسفار لم تبن عليها عقيدة مسيحية مطلقاً بل أنها من الأجزاء التاريخية أو قصص يستفاد منها لكنها لم تؤثر أبدًا فى العقيدة فقبول البعض لها ورفض اخرين لم يغير عقيدتنا المسيحية نهائيًا،
ونؤكد ونكرر لم تتغير العقيدة المسيحية بوجود أو عدم وجود هذه الأسفار، ضع هذه الفكرة دائمًا في ذاكرتك، لم تتغير العقيدة ولم ينقلب الإيمان المسيحي.
3- كانت اللغة اليونانية هى اللغة السائدة عالميا ؛ وقد عرف اليهود؛ خاصة الذين كانوا خارج فلسطين العهد القديم من خلال الترجمة اليونانية المعروفة بالسبعينية ؛ فلم يقم فريق بالحذف أو فريق بالإضافة لتثبيت معتقد ما، خاصة أن هذه الأسفار لا تغير المعتقد المسيحي
وكانت هذه الترجمة تحوى اسفار الابوكريفا؛ وهذا هو السبب فى أن بعض أباء الكنيسة قد اعترفوا بهذه الأسفار رغم عدم وجودها فى النص العبرى
3- اتفق كل المسيحيين على مبادئ أساسية واحدة هي:
- ان الله واحد وثالوث كما يقول الكتاب المقدس
- الله تجسد في صورة إنسان هو المسيح، وذلك لمحبته الشديدة للبشر
- ان المسيح كان انسانًا والهًا فى نفس الوقت
- ان المسيح صُلب ومات وقام من الاموات
واختلاف الطوائف المسيحية حول بعض الأسفار لم يؤثراطلاقًا فى الكتاب المقدس ولا فى صحته فالكل اتفق على وجود 66 سفر للكتاب المقدس
والخلاف على أسفار قليلة لا تؤثر فى ايماننا المسيحى أى اننا اتفقنا على أكثر من 90 % من الاسفار
فلم نختلف يوما فى أساسيات عقيدتنا المسيحية، حتى وإن اختلفنا على هذه الأسفار التاريخية التي لا تحتوي عقيدة.
هل يرى هؤلاء الذين يهاجمون الكتاب المقدس، أن وجود أسفار مختلف عليها بين طوائف الدين الواحد يُعد تحريفًا؟
4- يمكن للمهاجم الرجوع إلى كتاب "حقيقة الشيعة حتى لا ننخدع" لـ عبدالله الموصلي- متوفر على شبكة الإنترنب- صفحات 172 و173 عن سورتي ذي النورين والولاية في القران الشيعي،
كذلك مراجعة الجزء من نفس الكتاب من صفحات 154 الى 171،
يمكنك قراءة السورتين اللتين يعتمد عليها الفكر الشيعي مما يجعله مختلف تمامًا عن الفكر السني،
كذلك يمكنك الرجوع لكتاب "الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية" محب الدين الخطيب
فتوى من شيخ الازهر الشيخ محمود شلتوت للتقريب بين الشيعة والسنة
بسم الله الرحمن الرحيم
نص الفتوي التي أصدرها السيد صاحب الفضيلة الأستاذ الأکبر الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر في شأن جواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية.
قيل لفضيلته: إن بعض الناس يري أنه يجب علي المسلم لکي تقع عباداته و معاملاته علي وجه صحيح أن يقلد أحد المذاهب الأربعة المعروفة و ليس من بينها مذهب الشيعة الأمامية ولا الشيعة الزيدية،
فهل توافقون فضيلتکم علي هذا الرآي علي اطلاقه فتمنعون تقليد مذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية مثلاً.
فأجاب فضيلته:
1-إنّ الإسلام لا يوجب على أحد من أتباعه اتباع مذهب معيّن، بل نقول: إنّ لكلّ مسلم الحقّ في أن يقلّد بادئ ذي بدء أي مذهب من المذاهب المنقولة نقلاً صحيحاً والمدوّنة أحكامها في كتبها الخاصّة،
ولمن قلّد مذهب من هذه المذاهب أن ينتقل إلى غيره - أي مذهب كان - ولا حرج عليه في شيء من ذلك .
2-إنّ مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإماميّة الاثنا عشرية مذهب يجوز التعبّد به شرعاً كسائر مذاهب أهل السنّة.
فينبغي للمسلمين أن يعرفوا ذلك، وأن يتخلّصوا من العصبيّة بغير الحقّ لمذاهب معيّنة، فما كان دين الله وما كانت شريعته بتابعة لمذهب، أو مقصورة على مذهب، فالكلّ مجتهدون مقبولون عند الله تعالى،
يجوز لمن ليس أهلاً للنظر والاجتهاد تقليدهم والعمل بما يقرّرونه في فقههم، ولا فرق في ذلك بين العبادات والمعاملات".
وقد شكك الشيخ القرضاوي في هذه الفتوى، لكن الشيخ الغزالي وغيره يؤكدون تمامًا على صحة الفتوى ونسبها للشيخ شلتوت
يقول الشيخ الغزالي في كتابه " دفاع عن العقيدة والشريعة ضد مطاعن المستشرقين"
"جاءني رجل من العوام مغضبا يتساءل: كيف أصدر شيخ الأزهر (الشيخ شلتوت) فتواه بأن الشيعة مذهب إسلامي كسائر المذاهب المعروفة ؟!.
فقلت للرجل: ماذا تعرف عن الشيعة ؟ .
فسكت قليلا ثم أجاب: ناس على غير ديننا
فقلت له: لكنني رأيتهم يصلون ويصومون كما نصلي ونصوم.. !!.فعجب الرجل وقال: كيف هذا؟
قلت له: والأغرب أنهم يقرأون القرآن مثلنا، ويعظمون الرسول ويحجون إلى البيت الحرام....."
ويكمل في صفحة 113 قائلاً:
وأعتقد أن لفتوى الأستاذ الأكبر الشيخ محمود شلتوت شوطاً واسعاً في هذا السبيل، وهي استئناف لجهد المخلصين من أهل السلطة وأهل العلم جميعاً ،
وتكذيباً لما يتوقعه المستشرقون من أن الأحقاد سوف تأكل هذه الأمة قبل أن تلتقي صفوفها تحت راية واحدة ........وهذه الفتوى في نظري بداية الطريق ،
وأول العمل.... بداية الطريق لتلاق كريم تحت عنوان الاسلام الذي أكمله الله جل شأنه وارتضاه لنا ديناً .
.وبداية العمل للرسالة الجامعة التي تعني العزة للمؤمنين ، والرحمة للعالمين" 1
كما ذُكر كلام الشيخ الغزالي السابق في مقال له في مجلة رسالة الإسلام الصادرة عن دار التقريب في العدد 44
كذلك الدكتور عبد الودود شلبي في كتابه (كلنا أخوة شيعة وسنة) وتحت عنوان "أئمة الشيعة أعضاء في مجمع البحوث الإسلامية" يقول:
"في 1382 هـ انتدبت للعمل- سكرتيرًا فنيًا- في مكتب الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق... سألته يومًا: هل قرأت يا مولانا ما كتبه "محب الدين الخطيب" عن الشيعة؟؟
ابتسم الشيخ و لم يتكلم!!وحين أعدت عليه السؤال أخرج من مكتبه ورقة ثم قال ستجد في هذه الورقة إجابتي على هذا السؤال!!-
الفتوى التي هزت عالم الجهلة والمتعصبين-كانت هذه الورقة صورة من الفتوى التي أصدرها بجواز التعبد على مذهب الشيعة الإمامية"2
الشيخ علي جمعة
"وأكد جمعة أنه "علينا الاعتراف بما تحرزه هذه الطائفة من تقدم يُمَكننا من التعاون معها في الوقت الحالي".
مؤكدا أنه "لا حرج من التعبد على مذاهبها، فلا فرق بين سني وشيعي".... وقال مفتي مصر: إنه "
يجوز التعبد بالمذاهب الشيعية ولا حرج، وقد أفتى بهذا شيخ الأزهر الراحل محمود شلتوت،
فالأمة الإسلامية جسد واحد لا فرق فيه بين سني وشيعي، طالما أن الجميع يصلي صلاة واحدة ويتجه لقبلة واحدة" 3
لوثر خليل
من كتاب
كيف تقررت قانونية أسفار الكتاب المقدس؟ (تحت الطبع)
1 محمد الغزالي، دفاع عن العقيدة والشريعة ضد مطاعن المستشرقين، الطبعة 7 (القاهرة: دار نهضة مصر، 2005) 212- 214//
فتوى الشيخ شلتوت قد نشرتها مجلة رسالة الاسلام الصادرة عن دار التقريب بين المذاهب الاسلامية , القاهرة , في العدد الثالث للسنة الحادية عشرة في المحرم سنة 1379 هـ , يوليو سنة 1959م تحت اسم (وثيقة فتوى شيخ الجامع الأزهر الشيخ محمود شلتوت بجواز التعبد بمذهب الشيعة الاثني عشرية) وتوجد أيضا في مجلة الأزهر, الجزء الثاني , المجلد الحادي والثلاثون , صفر سنة 1379 هـ , أغسطس سنة 1959 م تحت نفس العنوان.
2 عبد الودود شلبي، كلنا أخوة شيعة وسنة (القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 1998)60-61
3 بوابة الحركات الإسلامية، الشيخ علي جمعة.. بين الافتاء والسياسة، تم الاطلاع عليه 7 يوليو 2020 ومتاح على http://www.islamist-movements.com/36704