نقوم اليوم بتقديم المقال الرابع، ردًا على هجوم الاستاذ محمد السعدي الذي حاول جاهدًا إثبات أن قصة حياة المسيح في البشارات الأربعة تم تحريفها، وذلك في إطار السعي المحموم لدى البعض في إثبات تحريف الكتاب المقدس، بإيراد أية أدلة على تحريف الكتاب المقدس حتى لو كانت أدلة ضعيفة واهية، لكنهم يريدون إثبات تحريف الكتاب المقدس، ومن ضمن هذا إثبات تحريف العهد الجديد وخاصة البشارات الأربع التي تحكي قصة حياة
المسيح، وذلك لتأكيد هدم المسيحية عند هدم قصة حياة المسيح وإثبات تحريف الكتاب المقدس والإنجيل، وذلك حين ينجحون في إثبات تحريف الكتاب المقدس، وإثبات تحريف الإنجيل وفيه البشارات الأربع، يكونوا قد نجحوا في هدم ألوهية المسيح أحد أهم أركان المسيحية
المقالات الثلاثة السابقة موجودة على هذه اللينكات
أولا ً : نسبة الأناجيل الى مؤلفيها غير مقطوع بها
الشبهه
يقول سيادته فى ص 14 " إن نتائج البحث والدراسة واستدعاء الشواهد الداخلية والخارجية لا تشجع على الأعتقاد بأن اولئك الرجال الذين نجد اسماءهم على اغلفة الأناجيل هم الذين الفوها "
الرد
قبل الحديث عن كل انجيل منفردا ً نود أن نتحدث عن الأناجيل بصفة عامة والشهادات التى تؤيد صحتها مجتمعة
أولا ً :
1-الدياطسرون أو الرباعى
وهو كتاب يستشهد بالأناجيل الأربعة ويدون قصة حياة المسيح مأخوذة من هذه الأناجيل الأربعة معا ًوالموجودة حاليا ً كما هى مقتبسا ً اياتها فى شرح حياة المسيح و الرباعى يقصد به الأربعة أناجيل وقد كتبه تاتيان عام 170 م تقريبا ً أى أننا فى القرن الثانى كانت الاناجيل الاربعة هى فقط القانونية الموثقة والمعترف بها فى العالم المسيحى وليس فى القرن الرابع كما أدعى سيادته
2-الوثيقة الموراتورية
تحدثت عن الأناجيل الأربعة كلا ً بأسمه وترجع لعام 170 م تقريبا ً
3-ايريناؤس اسقف ليون ( 120 – 202 م )
تحدث عن الأناجيل الأربعة كما هى متى ومرقس ولوقا ويوحنا
4-اكليمندس ( 150 – 215 م )
تحدث عن الأناجيل الأربعة الأنجيلان المتضمنان نسب المسيح كتبا أولا ً ثم انجيل مرقس ويوحنا
5-ترتليان ( 145 -220 م )
تحدث ايضا ً عن الأناجيل الأربعة كلا ً بأسمه
6- اوريجانوس ( 185 – 245 م )
يقول بين الأناجيل الأربعة الوحيدة التى لا نزاع بشأنها فى كنيسة الله تحت السماء عرفت من التقليد أن أولها متى ...والثانى كتبه مرقس ...والثالث كتبه لوقا .... واخر الكل الذى كتبه يوحنا
7-يوسابيوس القيصرى ( 264 – 340 م )
أشار للاناجيل الأربعة كما هى عندنا الآن
8-اثناسيوس الرسولى ( 296 – 373 )
وضع قائمة الكتب القانونية ومنها الأناجيل الأربعة كما هى متى ومرقس ولوقا ويوحنا منذ القرن الاول
اذا ً كل هذه الأثباتات - وغيرها الكثير جدا ً - تؤيد بوجود أربعة أناجيل كتبها متى ومرقس ولوقا ويوحنا وذلك قبل مجمع نيقية وبسنوات طويلة
وقد تحدث المعترض قائلا ً أن مجمع نيقية هو من قرر هذه الأناجيل ورفض ما سواها وسوف نرد علي هذا لاحقا ً
ثانيا ً :
1- ما حل بالتلاميذ والرسل من اضطهاد وعذاب يستحيل معه أن يموت انسان لأجل كذبة يصدقها ويموت لأجلها
2- رغم تعدد وانتشار الهرطقات إلا أن هؤلاء الهراطقة استخدموا نفس الكتاب المقدس ؛ ولم يشيروا من قريب أو بعيد إلى أن الرسل والتلاميذ حرفوا الكتاب برغم أن الأباء الأول طردوا هؤلاء الهراطقة من الكنيسة ؛ وكان الأسهل والأبسط للهراطقة ادعاء التحريف لكن شئ من هذا لم يحدث ولم يسجل لنا التاريخ أى شئ عن وجود تحريف فى الكتاب المقدس ، ولكن هؤلاء الهراطقة فسروا الأيات حسب ما يريدون
3- انتشار العهد الجديد وبكثرة فى سفريات التلاميذ والرسل من وطن لآخر فى وقت قليل للغاية مما يستحيل معه تغيير أى شئ أو تحريف أى شئ فى الكتاب المقدس
4- انتشار التواتر بين الناسوانتقال الفكر المسيحى فى نفس الزمن ومن جيل لجيل ومن وطن لوطن بنفس العقيدة التى نؤمن بها الان
5- لا يعقل أن المسيحيين جميعا اتفقوا على تحريف الإنجيل وذلك لانتشارهم فى كل الأرض وتعدد لغتهم مما يستحيل معه اتفاقهم على التحريف
6- تعدد الطوائف المسيحية منذ نشأتها لا يعطى أية فرصة للاتفاق على التحريف
7- الإنجيل الموجود مع كل الطوائف المسيحية رغم اختلافها وتعدد المفاهيم والتفسيرات فيها لكنه انجيل واحد
8- لا يصح القول أن المسيحيين حرفوا الإنجيل وإلا كانوا رفعوا منه كل ما يفوق العقل
9- كل الاقتباسات فى القرن الاول والثانى وما بعد ذلك فى كتابات الأباء هى الموجودة الآن فى الإنجيل الذى بين أيدينا فقد قال أحد علماء الكتاب المقدس اذا ضاع العهد الجديد كله يمكننا جمعه من اقتباسات الاباء فى القرون الثلاثة الاولى عدا 11 ايه فقط هى ايات التحيات والسلامات فى نهايات الرسائل
عن الأشخاص الذين كتبوه فيذكر لنا خادم الرب برسوم ميخائيل الحقائق التالية 1 :
1- اتفاق ما كتبوه مع مبادئ الضمير الأخلاقى ولم يكرزوا يوما بإله شهوانى أو وحشى أو يبيح الخطية
2- سلوكهم الشخصى وأمانتهم فى حياتهم المستمدة من إلههم
3- صدقهم فى تسجيل خطاياهم ونقائصهم
4- تدوينهم حقائق إلهية تفوق ادراكهم البشرى ولو كانوا محرفين أو كذبة لسجلوا ما يناسب عقولهم
5- المعجزات التى صنعوها تؤكد صدق ما كتبوه وبرهان رفقة الله لهم
1برسوم ميخائيل، موسوعة الحقائق الكتابية (القاهرة: دار نشر الأخوة، 2004) صفحة 23 – 24
ننشر هذه المقالات مقتبسة من كتاب "موثوقية الأناجيل" تأليف لوثر خليل ردًا على محمد السعدي
في مقالات أسبوعية