كيف نوفق بين الايتين؟
بقلم قداسة البابا شنودة الثالث
كيف نوفق بين الآية التي تقول " لا تدخلنا في تجربة " ( مت6 : 13 ) ، وبين الآية التي تقول " احسبوه كل فرح يا اخوتي ، حينما تقعون في تجارب متنوعة " ( يع1 : 2 ) ؟
للتوفيق اعرف أن هناك نوعين من التجارب :
*تجارب بمعني الضيقات والآلام ، وهذه نفرح بالوقوع فيها .
*تجارب للوقوع في الخطية . وهذه نصلي أن لا ندخل فيها .
1 ـ أما التجارب التي تعني الضيقات والآلام ، فهي مثل تجربة أيوب الصديق : مشاكل وأملاكه وصحته . وعنها يقول الرسول ـ بعد عبارة : كل فرح ـ" عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبراً . وأما عن الصبر فله عمل تام ، لكي تكونوا نامين وكاملين ، غير ناقصين في شئ " ( يع1 : 3 ، 4 ). ويقول أيضاً في نفس الرسالة " ها نحن نطوب الصابرين . قد سمعتم بصبر أيوب ، ورأيتم عاقبة الرب . لأن الرب كثير الرحمة ورؤوف " ( يع5 : 11 ) .
ومن أمثلة هذه التجارب إلقاء يوسف الصديق في السجن . وكانت عاقبة الرب أن يوسف خرج من السجن إلى عظمة الحكم ، فصار الثاني بعد فرعون ( تك41 : 42 ) .
ومن أمثلة هذه التجارب إلقاء الثلاثة فتيه في النار ( دا3 ) ، وإلقاء دانيال النبي في جب الأسود ( دا6 ) . وقد رأينا كيف تمجد الله في كل من هاتين التجربتين . وكذلك مجد الثلاثة فتيه ودانيال في أعين جميع الناس .
ومن أمثلة هذه التجارب أيضاً تجربة الله لإبراهيم أبينا بتقديم إبنه محرقة ، وكيف انتهت هذه التجربة ببركة عظيمة لإبراهيم ( تك22 ) .
2 ـ أما التجارب التي نطلب إبعادها عنا ، فهي التجارب التي تبعدنا عن الله ، بالوقوع في الخطية ، مثل تجربة يوسف الصديق من جهة إمرأة سيده لكي يقع معها في الخطية ( تك39 ) .
وكذلك تجارب الشك في الإيمان التي بها يحارب الهراطقة كثيراً من المؤمنين ، كما يتزعم المحاربة بها أيضاً " الملحدون من رجال الفلسفات المنحرفة ويقولون بها إنه لا إله .
فعن هذه وأمثالها نقول " لا تدخلنا في تجربة " .