مقابلة شخصية ... وليست صدفة
حينما تحكم علي شخص من مظهر معين؛ أو بطريقة معينة؛ أو بسب تقاليد وعادات بلد معين؛ فأنت للاسف تدين هذا الشخص.. ومن منا بلا خطية أو بلا عيوب ليدين أو يحكم علي أنسان أخر.. فقد فعل اليهود هذا الأمر حينما قالوا للمسيح أنة سامري، فما بها السامرة لينعتوا المسيح بها؟ وما الذي ظهر علي المسيح حينما كان يكلمهم بكلام الكتب حتي يُطلق علية سامري؟ السامرة بلد صغيرة بجوار اليهودية ولها سمعة سيئة عند اليهود، وهناك عداوة شديدة بين السامريين واليهود منذ زمن بعيد، والكراهية متبادلة، واليهود يعتبرون السامريين أشرارًا.. فكل ما كان سامري أذن هو درجة ثانية يعامل معاملة الخطاة ..ولكن
هل هذا الفكر يوجد بداخل التلاميذ اللذين عاشوا وقت طويل مع المسيح والتي خدم فيها من بلد إلى بلد ومن بلدة الي بلدة ومن معجزة إلى معجزة ؟؟
بالطبع يوجد بداخل كل شخص منهم أثار عادات وتقاليد وثقافات مزروعة بداخلهم قد أثرت عليهم بالسلب. ومهما كانوا يسمعوا أو يروا من المسيح لكنهم متمكسون بأفكارهم عن السامريين وهم يهود ولا توجد معاملات بين اليهود والسامريين.
وحينما يريد المسيح أن يكسر هذا الفكر ويصل إلى عمق الانسان من الداخل ليتخلي عن فكر العنصرية والتعصب فيجب أن يتقابل اليهودي مع السامري في مكان ما لهدف ما..
ولكن ما اسعد هذا اليوم اللذي يكون فية السامري في احتاج شديد لهذة المقابلة وما هذا الترتيب الالهي والمقابلة الخاصة بين الالة البار والانسانة السامرية الزانية . التي يرفضها السامريون أصلاً بسبب شرورها
فهنا اقصي اليمين وهناك اقصي اليسار.. يهودي بار تماما بلا خطية وسامرية منبوذة الي ابعد الدرجات فهي من الداخل محطمة مكسورة مهزومة وليس فقط لكونها سامرية ولكن لانها تحتاج الي القبول . قبول من المجتمع. من الثقافة المحيطة بها. قبول من الاشخاص. قبول من الازواج اللي تتزوج بهم واحد تلو الاخر. واخيرًا قبول من اليهود المجاورين لها .. ولكن كان اخر ما يخطر علي بال هذا المراة انها تقابل يهودي في الظهيرة في وقت لا أحد يأتي إلى البئر فبسبب حرارة الجو كانت تملا مياة في وقت لا وجود لأشخاص آخرين، لأنها تخجل من حياتها ومن ظروفها ومن خطيتها..
ولكن لكل شخص منا يوجد وقت لمقابلة خاصة جدًا مع رب الحياة ومعطي المياه الحية التي لا تنفذ ومن يشربها لا يعطش للابد..
واخيرا قد جاع المسيح وطلب من التلاميذ يذهبوا لبلدة مجاورة ليشتروا طعاما
فهل كانت هذا صدفة ؟ وهل للمسيح اللذي صام اربعين يوما واربعون ليلة ان يجوع في الطريق من اليهودية للسامرة؟
ولكن انة الترتيب الالهي فهو يعلم افكار تلاميذة وانهم لم ولن يقلبوا ان يتعاملوا مع السامريين وبالأحرى تكون امرأة وزانية، ولأنها مقابلة خاصة قرر المسيح أن يرسلهم جميعا ليشتروا طعاما وذهب للبئر ليستقي ماء بنفسة ..
وهل كان المسيح محتاج أن يطلب من هذه المرأة السامرية ماء؟
بالطبع لا ولكنة كان يعلم انها سوف تضطرب من هذا الطلب وهل ليهودي أن يطلب من سامري أن يشرب معه في وسط حالة الكراهية التي تسود علاقتهما معًا؟
فكانت هذة اول مقابلة داخلية معها (القبول)
ثم عرض عليها المسيح أن يعطيها من المياه الحية التي عنده والتي لو شربت منها لا تعطش الي الابد وكانت هذه ثاني مقابلة (العطاء)
ثم سألها عن زوجها فكانت صادقة معة عن ازواجها الاولون ولكن ليس الذي معها، فهي تعيش الآن مع شخص بلا زواج، فخشيت من ان تفضح نفسها أمامه ولم تذكر الشخص اللذي تعيش معة بدون زواج وكانت هذة المقابلة الثالثة (الاعتراف)
ثم تكلمت عن الصلاة وكيفية العبادة وقلبها أطمن عندما علمت في البداية ان يسوع يعرف ما بداخلها وأنة نبي وكانت هذة المقابلة الرابعة (الارتياح الروحي)
واخيرًا علمت ان من يقف أمامها هو المسيح المتجسد وأنها لم تأتي هنا صدفة وكان عليها أن تجوز تلك التجربة الرائعة وهذا الحديث الشيق وهنا كانت المقابلة الخامسة والاخيرة (الخلاص)
وبهذا الاعلان الالهي لهذة المرأة المنبوذة قد قبلت خلاص نفسها وتحررت من سلطان ابليس وسلطان الخطية واعترفت بخطتيها امام الله وقدام الناس بدون خوف ولا تردد لتسترد إنسانيتها الاولي عن طريق الشخص الأول وهو المسيح يسوع وبهذا قد تغيرت أفكارها من خزي وعار الي فخر.. ومن خوف الي شجاعة.. ومن موت الي حياة لتتحدي هذا التقاليد العفنة- والطبيعة الانسانية الفاسدة- ونظرات المجتمع المتسلطة لها وتعلن أنها تحررت واصبحت بلا قيود
بقلم اسحق نادي