رسالة تعزية لمحبى القمص سمعان شحاتة
انتابنى شعور من الغضب والالم آثر مقتل القمص سمعان شحاته ، والقاتل خارج قفص الاتهام أو مختل عقليا ولكنى تذكرت بسرعة كلمات الرب « سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ»(يوحنا 33:16) وبايجاز اقدم رسالة للعالم المسيحى ولكل قاتل نفس :
رسالتى للعالم المسيحى :
يقول الرب «َلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلَكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ».(متى 28:10) والحقيقة هذه أهم رسالة لنا فالامر الاول ينبغى ألا يخاف المسيحى من غضب الناس المهلك فأسوأ ما يمكن أن يفعلة الناس هو أن يقتلوا الجسد وموت الجسد ليس أكبر مأساة يواجهها المسيحى إذ يعنى أن نكون مع المسيح وذاك أفضل جدا ، فأسوء شىء يمكن أن يفعله البشر بالانسان هو بالحقيقة أفضل شىء يمكن أن يحدث لأولاد الله . الامر الثانى ينبغى ألا يخاف المسيحى من الناس بل أن يهاب الله الذى يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما فى جهنم فهذه أعظم خسارة الانفصال الابدى عن الله وعن الرجاء فإن الموت الروحى خسارة لا يمكن أن تقاس وهلاك ينبغى تجنبه مهما كان الثمن .
فالمسيحى الحقيقى عليه أن يثق بعناية الله وسط الآلم والشر والموت وإن الله الذى يهتم اهتماماً شخصيا بالعصفور الصغير(متى 30:10-31) يعلم بدقة عدد شعور رأس كل واحد من أولاده وهذا يرينا أن شعبه ذو قيمة في عينيه أفضل من عصافير كثيرة حتى لو سمح بمثل تلك الاحداث .
هذه الاحداث لم ولن تكون النهاية فعلى مر العصور تعرضت الكنيسة للإضطهاد بسبب تمسكها بالايمان وتعرضوا للقتل بكونهم مسيحيين ، وفى هذه الاحداث أردد كلمات الرسول بولس «مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ 36كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَار»ِ.(رومية 35:8) ، الشدائد موجهة لنا حتى نترك المسيح أو ننكر إيماننا ، ولكن الروح القدس يسكب محبته فينا لله فنجوز في الضيقات التي تفرض علينا كل يوم منتصرين بسبب هذه المحبة. لم تعد الضيقات ولا الآلام تحطم النفس بل سبباً لدخول موكب الغلبة والنصرة تحت قيادة المسيح.
رسالتى لكل قاتل نفس (مختل)
يقول الرب «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ» (متى43:5-44) فرسالة المسيح هى رسالة الحب والغفران والتسامح حتى مع الاعداء، فالكتاب المقدس يحثنا على أن نقابل الشر بالخير ولم يقل إن هذه الطريقة التى يمكن بواسطتها أن نصبح أبناء الله إنما هذه الطريقة التى نظهر من خلالها أننا أولاد الله .
ونصلى لكل قاتل أن ينير الرب قلبه وعقلة لكى يدرك النور الالهى الحقيقى وأن القتل هو من أعمال ابليس فيقول الكتاب« ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ»(يوحنا 44:8)
وفى النهاية أصلى لكل قلب حزين ومكسور ومتألم فالرب وحده الذى يستطيع شفاء كل قلب حزين ومتألم ويقول عنه أيوب « هُوَ يَجْرَحُ وَيَعْصِبُ يَسْحَقُ وَيَدَاهُ تَشْفِيَانِ» (أيوب 18:5)
ولالهنا المجد الدائم
جرجس خليل