هل قال المسيح أن القبلة تتحول من أورشليم إلى المسجد الحرام؟
هل فعلا قال المسيح بتغيير القبلة؟ هل يوجد اصلا ما يسمى بالقبلة في اليهودية والمسيحية؟ هل قال المسيح انه يجب تغيير القبلة للمسجد الحرام؟ اسئلة كثيرة عن قضية القبلة في المسيحية والادعاء ان المسيح قال بتغييرها!!!
حال المسلمين فى صلاتهم ما هو إلا تحقيق لنبوءة المسيح حين قال :
( ولكن تأتي ساعة وهي الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق.لان الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له) يوحنا 4/23
و قال المسيح هذا الكلام حين أخبر المرأة السامرية بتحويل القبلة من أورشليم :
( قالت له المراة يا سيد ارى انك نبي اباؤنا سجدوا في هذا الجبل وانتم تقولون ان في اورشليم الموضع الذي ينبغي ان يسجد فيه قال لها يسوع يا امراة صدقيني انه تاتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في اورشليم تسجدون للاب) يوحنا 4/19
وهذا ما أخبرنا الله عنه عند تحويل القبلة ؛ فأكد سبحانه أن أهل الكتاب كانوا يعلمون يقينا أن القبلة ستنتقل من بيت المقدس (فول وجهك شطر المسجد الحرام و حيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره و إن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم و ما الله بغافل عما تعملون )
والآن أسأل للنصارى
هل تؤمنون بنبوءة المسيح أن القبلة ستتغير والنبوءة ستنتقل من بنى اسرائيل ؟!!
من هم الساجدون الحقيقيون الذين تنبأ المسيح بمجيئهم فى غير أورشليم ؟!!
الرد
آبَاؤُنَا سَجَدُوا فِي هَذَا الْجَبَلِ، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيهِ». 21قَالَ لَهَا يَسُوعُ: « يَا امْرَأَةُ، صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ، لاَ فِي هَذَا الْجَبَلِ، وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ. 22 أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ, لأَنَّ الْخَلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ. 23 وَلَكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هَؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ.(يوحنا 21:4-23)
*حديث المسيح هنا مع المراة السامرية حول العبادة فى جبل جزريم وأورشيلم فالمسيح إعلمها أنه يأتى وقت لن تعود العبادة فى جبل جزريم أو أورشليم فبحسب العهد القديم كانت أورشيلم هى المدينة التى عينها الله لعبادتة فيها كما أن الهيكل كان يشكل مسكن الله لذا توافد اليهود الاتقياء الى اورشيلم حاملين معهم الذبائح والتقديمات لكن فى عهد النعمة العهد الجديد لم يعد هناك مكان محدد يجب أن يؤمه الناس لعبادة الله فيه .
*الرب بقولة أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ كان بذلك يدين العبادة على الطريقة السامرية فالرب غير موافق عن هذه العبادة فهى ليست من وحى الله بل هى من اختراع البشر . نعم كانوا قد تركوا أوثانهم القديمة ولكنهم ما قبلوا إله إسرائيل بالحق الذي أعلن نفسهُ لإبراهيم ونسلهِ ورتَّب عبادتهُ في وسطهم في أورشليم.
*الامر الذى نقلة يسوع لهذه المراة أنه بعد مجيئة لم يعد لدى الله أى مكان محدد لعبادتة على الارض فالذين يؤمنون بالرب يسوع بات باستطاعتهم الآن عبادة الله فى كل مكان وزمان ذلك لان العبادة الحق تعنى أن المؤمن يدخل إلى حضرة الله بالايمان لكى يسبحه ويعبده هناك فالانسان يستطيع بروحه الاقتراب إلى الله فى الاقداس السماوية بالايمان وذلك سواء جسده كان فى جب الاسود أو فى السجن أو فى الحقل لذا اعلان يسوع لهذه المراة أنه من ذلك الوقت فصاعدا سيكون السجود للآب بالروح والحق فالساجدون الحقيقيون هم الذين ولدوا من الله وأخذوا سلطانًا أن يكونوا أولادهُ .فاليهود كانوا قد جعلوا العبادة تقتصر على الشكليات الخارجية والطقوس كانوا يظنون أنهم بتمسكهم بحرفية الناموس وبممارستهم لبعض الشعائر الدينية كانوا يسجدون للاب لكن عبادتهم لم تكن بالروح كانت خارجية لا داخلية .
*فالنص لا يشير من قريب أو بعيد على تغير القبله من أورشيلم الى المسجد الحرام لكن يشير إلى تغير العبادة من المكان (أورشيلم و جزريم ) إلى قلب الانسان وهو ما أشر اليه الرب العبادة بالروح أى بالقلب لا بمجرد الشفتين .
مقتبس من كتاب نصوص عسرة الفهم (العهد الجديد) تحت الطبع (جرجس خليل )