ناقشنا الأسبوع الماضي قدرة المسيح على إحياء العظام الرميم
واليوم نتعرض للاعتراضات على هذا المقال
الاعتراض الأول
لقد أقام الأنبياء موتى وليس المسيح وحده. فمثلا ً أليشع فى العهد القديم أقام ولد ميت، وشخص آخر أقامه أليشع فى القبر حيث كان وقتها أليشع ميتا ً راقدا ً فى قبره، أليس أليشع أعظم من المسيح فيما لم يفعله المسيح نفسه ؟
الرد
المعجزة الأولى فى سفر ملوك الثاني 4: 33–34 "فَدَخَلَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ عَلَى نَفْسَيْهِمَا كِلَيْهِمَا، وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ. 34ثُمَّ صَعِدَ وَاضْطَجَعَ فَوْقَ الصَّبِيِّ وَوَضَعَ فَمَهُ عَلَى فَمِهِ، وَعَيْنَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ، وَيَدَيْهِ عَلَى يَدَيْهِ، وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَسَخُنَ جَسَدُ الْوَلَدِ."
لم يُقم أليشع النبي هذا الولد بل صلى إلى الرب الذي أقامه، حتى لو لم يصل فإن أليشع نبي مثل باقي الأنبياء ربما يعطيه الرب أي معجزة لتمجيد الرب لكنه لم يفعلها بقدرته الذاتية إطلاقا أما المسيح فلأنه الله الظاهر فى الجسد فهو فعل كل ما أراد بقدرته الشخصية.
المعجزة الثانية فى ملوك الثاني 13: 20–21 "وَمَاتَ أَلِيشَعُ فَدَفَنُوهُ. وَكَانَ غُزَاةُ مُوآبَ تَدْخُلُ عَلَى الأَرْضِ عِنْدَ دُخُولِ السَّنَةِ. 21وَفِيمَا كَانُوا يَدْفِنُونَ رَجُلاً إِذَا بِهِمْ قَدْ رَأَوْا الْغُزَاةَ، فَطَرَحُوا الرَّجُلَ فِي قَبْرِ أَلِيشَعَ، فَلَمَّا نَزَلَ الرَّجُلُ وَمَسَّ عِظَامَ أَلِيشَعَ عَاشَ وَقَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ."
أين هنا الذي فعله أليشع؟ الحقيقة لا شئ. لم يُقم أليشع هذا الشخص بل عندما لمس الميت عظام أليشع قام من الموت فالأمر مختلف تماما ً فهذه معجزة الله فعلها، استخدم فيها عظام النبي أليشع الذي مات فلم يقم أليشع بإحياء هذا الرجل بل الله ذاته.
الاعتراض الثاني
وفى سفر حزقيال 37: 1–10 بُعثت الحياة إلى العظام الكثيرة بسبب حزقيال.
الرد
لابد لكل مهاجم معترض أن يقرأ قبل أن يهاجم ليفهم، فتعال عزيزي القارئ للآيات فى حزقيال 37 "كَانَتْ عَلَيَّ يَدُ الرَّبِّ، فَأَخْرَجَني بِرُوحِ الرَّبِّ وَأَنْزَلَنِي فِي وَسْطِ الْبُقْعَةِ وَهِيَ مَلآنَةٌ عِظَامًا، 2وَأَمَرَّنِي عَلَيْهَا مِنْ حَوْلِهَا وَإِذَا هِيَ كَثِيرَةٌ جِدًّا عَلَى وَجْهِ الْبُقْعَةِ، وَإِذَا هِيَ يَابِسَةٌ جِدًّا. 3فَقَالَ لِي: «يَا ابْنَ آدَمَ، أَتَحْيَا هذِهِ الْعِظَامُ؟» فَقُلْتُ: «يَا سَيِّدُ الرَّبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ». 4فَقَالَ لِي: «تَنَبَّأْ عَلَى هذِهِ الْعِظَامِ وَقُلْ لَهَا: أَيَّتُهَا الْعِظَامُ الْيَابِسَةُ، اسْمَعِي كَلِمَةَ الرَّبِّ:5هكذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لِهذِهِ الْعِظَامِ: هأَنَذَا أُدْخِلُ فِيكُمْ رُوحًا فَتَحْيَوْنَ. 6وَأَضَعُ عَلَيْكُمْ عَصَبًا وأَكْسِيكُمْ لَحْمًا وَأَبْسُطُ عَلَيْكُمْ جِلْدًا وَأَجْعَلُ فِيكُمْ رُوحًا، فَتَحْيَوْنَ وَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ».
فَتَنَبَّأْتُ كمَا أُمِرتُ. وَبَيْنَمَا أَنَا أَتنَبَّأُ كَانَ صَوْتٌ، وَإِذَا رَعْشٌ، فَتَقَارَبَتِ الْعِظَامُ كُلُّ عَظْمٍ إِلَى عَظْمِهِ. 8ونَظَرْتُ وَإِذَا بِالْعَصَبِ وَاللَّحْمِ كَسَاهَا، وبُسِطَ الْجِلْدُ علَيْهَا مِنْ فَوْقُ، وَلَيْسَ فِيهَا رُوحٌ. 9فَقَالَ لِي: «تَنَبَّأْ لِلرُّوحِ، تَنَبَّأْ يَاابْنَ آدَمَ، وَقُلْ لِلرُّوحِ: هكذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَلُمَّ يَا رُوحُ مِنَ الرِّيَاحِ الأَرْبَعِ وَهُبَّ عَلَى هؤُلاَءِ الْقَتْلَى لِيَحْيَوْا». 10فَتَنَبَّأْتُ كَمَا أَمَرَني، فَدَخَلَ فِيهِمِ الرُّوحُ، فَحَيُوا وَقَامُوا عَلَى أَقدَامِهِمْ جَيْشٌ عَظيمٌ جِدًّا جِدًّا."
اعتقد أن النص لا يحتاج لتعليق فقد كان كل شئ بأمر من الله ولم يكن حزقيال يفعل أي شئ من نفسه فهو نقل كلام الله إلى العظام والله هو الذي أعطى الحياة، والمسيح كذلك أعطى الحياة للأموات من ذاته.
فالرب يهوه فى العهد القديم هو المسيح فى العهد الجديد الذي يعطى الحياة ومازال يعطى الحياة إلى الآن ثق فى ذلك
الاعتراض الثالث
لقد أقام بطرس تلميذ المسيح طَابِيثَا ففي أعمال 9: 36–41 "وَكَانَ فِي يَافَا تِلْمِيذَةٌ اسْمُهَا طَابِيثَا، الَّذِي تَرْجَمَتُهُ غَزَالَةُ. هذِهِ كَانَتْ مُمْتَلِئَةً أَعْمَالاً صَالِحَةً وَإِحْسَانَاتٍ كَانَتْ تَعْمَلُهَا. 37وَحَدَثَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ أَنَّهَا مَرِضَتْ وَمَاتَتْ، فَغَسَّلُوهَا وَوَضَعُوهَا فِي عِلِّيَّةٍ. 38وَإِذْ كَانَتْ لُدَّةُ قَرِيبَةً مِنْ يَافَا، وَسَمِعَ التَّلاَمِيذُ أَنَّ بُطْرُسَ فِيهَا، أَرْسَلُوا رَجُلَيْنِ يَطْلُبَانِ إِلَيْهِ أَنْ لاَ يَتَوَانَى عَنْ أَنْ يَجْتَازَ إِلَيْهِمْ. 39فَقَامَ بُطْرُسُ وَجَاءَ مَعَهُمَا. فَلَمَّا وَصَلَ صَعِدُوا بِهِ إِلَى الْعِلِّيَّةِ، فَوَقَفَتْ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأَرَامِلِ يَبْكِينَ وَيُرِينَ أَقْمِصَةً وَثِيَابًا مِمَّا كَانَتْ تَعْمَلُ غَزَالَةُ وَهِيَ مَعَهُنَّ. 40فَأَخْرَجَ بُطْرُسُ الْجَمِيعَ خَارِجًا، وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْجَسَدِ وَقَالَ: «يَا طَابِيثَا، قُومِي!» فَفَتَحَتْ عَيْنَيْهَا. وَلَمَّا أَبْصَرَتْ بُطْرُسَ جَلَسَتْ، 41فَنَاوَلَهَا يَدَهُ وَأَقَامَهَا. ثُمَّ نَادَى الْقِدِّيسِينَ وَالأَرَامِلَ وَأَحْضَرَهَا حَيَّةً.
الرد
لم يقمها من ذاته بل صلى إلى الرب فأقامها، فمن أحيا طابيثا هو الرب مستخدما ً بطرس.
الاعتراض الرابع
وإلى الاعتراض الأشهر على النت وفى كل الكتب التي تهاجم إلوهية المسيح.. لقد صلى المسيح عند قبر لعازر لله ليقيمه، فلم يفعل شئ من ذاته وهو عين ما فعله تلاميذه ولو كان هو الله فلماذا يا تُرى صلى؟ إلا لأنه إنسان فقط.
الرد
يوحنا 11: 41–42 "وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ، وَقَالَ:«أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ، لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي."
1- هل طلب المسيح من الله أن يقيم لعازر؟ لا، بل شكر الآب، لماذا شكر الآب أمام الناس فى هذه المرة تحديدا ً فهذا لم يحدث عند إقامة طابيثا أو ابن أرملة نايين!! يجب أن نقرأ ونفكر فيما نقرأ لنفهم.
2- بالعودة إلى إصحاح 10 من إنجيل يوحنا من الآيات 19 والى نهاية الإصحاح تجد:
أ- قالوا أن به شيطان فى آية 20 "فقال كثيرون منهم به شيطان وهو يهذى".
ب- أرادوا رجم المسيح لأنه أعلن لهم أنه والآب واحد وأن الآب قدسه وأرسله للعالم وفى الإصحاح 11 والآية 8 ، آيه هامة توضح الأمر كثيرا ً "قَالَ لَهُ التَّلاَمِيذُ:«يَا مُعَلِّمُ، الآنَ كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَنْ يَرْجُمُوكَ، وَتَذْهَبُ أَيْضًا إِلَى هُنَاكَ".
3- حذره التلاميذ من أن يذهب إلى هؤلاء الذين يريدون قتله بسبب ما أعلنه لهم ، فوقف المسيح أمام قبر لعازر وتحدث مع الآب بكلمات واضحة موجهة إلى هؤلاء الذين رفضوا أنه ابن الله الذي أرسله إلى العالم فقال كلمات الشكر أمام قبر لعازر وختمها بكلمات واضحة ليفهموها " لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي."
وهذا ما شرحه لهم واستفاض فى إصحاح 10 أن الآب هو الذي قدسه وأرسله ليؤمنوا به.
4- حين يتحدث المسيح مع شخص ما ثم يقيم ميت منذ أربعة أيام وقد أنتن، فهل يتحدث مع الشيطان أم يتحدث مع الله؟ هل هو صادق أم هو مجدف؟
حتى يروا وينظروا أنه تكلم مع شخص ما ثم أقام هذا الميت فيؤكد لهم أن مصدره الهي وليس شيطاني .
فصنع المسيح معجزة لابد أنها تحير عقول البشر جميعا ً شخص مات وله فى القبر أربعة أيام وانتن ويأتي من يقيمه من الموت أمام عيونهم حتى يروا ويؤمنوا.
وأراد أن يُعّرف الذين أرادوا رجمه أنه مرسل من الله ولا يجدف وقوله "لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي" خير دليل.
فلم يصلِ المسيح طلبا ً للمساعدة أو أن يجري الله المعجزة ،فالمسيح كما قال- قادر أن يحي من يشاء فقال فى يوحنا 5: 21 "لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ." .. لكن ليؤمنوا أن مصدره الهي أنظر إلى كلمات المسيح مع مرثا حين قال لها فى الآيات 25–26 "قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، 26وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهذَا؟»
فهدف حديث المسيح مع الآب أن يعلن لهم أن مصدره إلهى وليس شيطاني كما كانوا يتهمونه حتى يؤمنوا به.
من هو يا ترى القيامة والحياة؟ من هو لو أمنت به فستحيا ولو كنت حيا ًفلن تموت؟ طبعاً لا يقصد الموت الجسدي فهذا لا قيمة له، المقصود هو الموت الروحي.
أليس الله وحده هو من يستطيع أن يقول أنا القيامة والحياة ووحده من يقول أنا نور العالم ووحده من يقول أنا خبز الحياة ووحده من يقول أنا الراعي الصالح. لقد قالها المسيح فقط لأنه الله الظاهر فى الجسد الخالي من الخطية المعصوم وحده.
مقتبس من كتاب
هل قال المسيح بكلام صريح أنا الله؟
لوثر خليل